رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هو أكبر منصب في البلاد وهو صاحب السلطة التنفيذية ورئيس الحكومة الفيدرالية بالبلاد، ومن مهام الرئيس الأمريكي إنفاذ سلطة القانون بالبلاد، وطبقًا للدستور الأمريكي فهناك شروط أساسية للترشح لمنصب الرئيس وهم كالتالي:
- أن يكون المترشح لمنصب الرئيس مواطنًا أمريكيًا.
- أن يكون المترشح أقام بالولايات المتحدة الأمريكية 14 عامًا على الأقل.
- ألا يقل عمر المترشح عن 35 عام.
تأسس منصب الرئيس في الولايات المتحدة عام 1789 وقد كان جورج واشنطن هو أول من حصل على منصب الرئيس الأمريكي، وطبقًا للدستور الأمريكي فإن ولاية الرئيس الأمريكي هي أربعة أعوام منذ تسليمه السلطة، ولم يكن الدستور مقيدًا لعدد الولايات للرئيس الواحد حتى عام 1951 فنص التعديل على أنه لا يمكن للرئيس الأمريكي إعادة انتخابه بعد الولاية الثانية له.
هناك 11 رئيسًا فقط من أصل 46 رئيسًا لم يتمكنوا من الفوز بولاية جديدة، وأبرز الأسماء الذين فشلوا في تحقيق الولاية الثانية كالتالي:
1-جون آدامز
يعد الرئيس الأمريكي جون آدامز أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، وهو محامي وسياسي أمريكي بارز ساهم في استقلال أمريكا عن بريطانيا العظمي، وقد ساهم آدامز أيضًا في معاهدة السلام مع بريطانيا فقد كان دبلوماسيًا متميزُا في أوروبا.
كان جون آدامز نائبًا مخلصًا للرئيس جورج واشنطن (1789-1797)، وتولى منصب الرئيس الأمريكي الثاني بعده (1797-1801)، وساهم آدامز في بناء الجيش الأمريكي و خصوصًا سلاح البحرية ولُقب باسم أب البحرية الأمريكية.
يُعد آدامز هو أول رئيس أمريكي يستقر بالبيت الأبيض ويتخذه مسكنًا، لم يدم جون آدامز أكثر من فترة في حكمه لأمريكا، وفي انتخابات عام 1800 لم يستطع الوصول إلى الولاية الثانية له، ووصل للبيت الأبيض ساكن جديد وهو الرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون.
2-جون كوينسي آدامز
جون كوينسي هو ابن الرئيس الثاني للولايات المتحدة جون آدامز، ولُقب جون كوينسي نسبة إلى جده، ارتاد كوينسي كلية الحقوق بجامعة هارفارد، وقد كان كوينسي يعمل سكرتيرًا لوالده في أوربا مما أكسبه خبرة سياسية ودبلوماسية، وكان يرأس وفدًا للولايات المتحدة في عدد من الدول الأوروبية.
صار كوينسي عضوًا في الكونجرس عام 1801، واشتهر الرئيس الأمريكي كوينسي بعدائه الكبير ضد العبودية في أمريكا والتي كانت فعلًا اعتياديًا في أمريكا آنذاك، وصار الرئيس السادس للولايات المتحدة عام 1825 حتى خسر انتخابات عام 1829 أمام جاكسون وخسر فرصة الحصول على الولاية الثانية.
3- مارتن فان بورين
يُعد مارتن فان بورين الرئيس الأمريكي الوحيد الذي لم تكن اللغة الإنجليزية هي لغته الأم، فترجع أصول الرئيس الأمريكي إلى هولندا وقد كانت اللغة الهولندية هي لغته الأولى، نشأ بورين وسط مزيج اجتماعي متباين مما أكسبه دبلوماسية ملحوظة في حياته الباكرة.
اشتهر بورين بكونه محامي وسياسي بارع، وقد شغل مناصب عدة فقد اُنتخب عضوًا لمجلس الشيوخ الأمريكي، وحاكمًا لنيويورك ثم استقال بعد شهرين فقط ليتولى منصب وزير الخارجية في حكومة الرئيس جاكسون، وبعد فترة اُنتخب نائبًا للرئيس جاكسون، ووصل أخيرًا للبيت الأبيض عام 1837 ولكنه تزامن مع فترة كساد آنذاك الوقت ولامه الشعب عليها وخسر الولاية الثانية في انتخابات عام 1840 أمام وليام هاريسون.
4-بنجامين هاريسون
يعد بنجامين هاريسون حفيد الرئيس الأمريكي التاسع وليام هاريسون، كان بنجامين محامي وسياسي بارز وقد كان زعيمًا للكنيسة المشيخية، وفشل بنجامين في الظفر بكرسي حكم ولاية إنديانا، وفي عام 1888 انُتخب هاريسون ليكون الرئيس الأمريكي الثالث والعشرين.
بعد انتصاره على غريمه الديموقراطي كليفلاند، أخذ في تشريع العديد من القوانين الاقتصادية الحديثة، وبدأ في سن قوانين محاولًا مكافحة الاحتكار، ونتيجة لزيادة الرسوم الجمركية في ولايته، خسر الرئيس الأمريكي الولاية الثانية أمام كليفلاند في الانتخابات التي أُجريت في عام 1892.
5-وليام هوارد تافت
كان تافت محامي وسياسي أمريكي بارز، وقد كان والده ألفونسو تافت وزيرًا للحرب، فمُهد له الطريق نحو عالم السياسة، تقدم تافت سريعًا في رحلته فعُين قاضيًا وهو في عشرينيات عمره، وعُين في 1904 وزيرًا للحرب، كما أنه رفض تعيينه كرئيس للمحكمة العليا رغبةً منه في استكمال طريقه السياسي.
في انتخابات عام 1904 انتصر الرئيس الجمهوري على غريمه، وعانى الحزب الجمهوري في ولايته من الصراعات، حيث دعمه الجناح المحافظ بينما الجناح التقدمي دعم الرئيس الأمريكي الأسبق ثيودر روزفلت لولاية ثالثة، وليفوز في النهاية وودرو ويلسون في انتخابات عام 1912، ويخسر تافت الولاية الثانية.
6-هربرت هوفر
شغل هوفر منصب وزير التجارة في بداية عشرينات القرن الماضي، وكانت له خطط طموحة في مجال الاقتصاد وكان يرغب بتنفيذها فور وصوله الحكم عام 1929، ولكن لم يستطع الرئيس الجمهوري آنذاك الوقت بتحقيق أي من طموحاته فقد كان الكساد الكبير يسوء أكثر فأكثر.
ساءت الأوضاع أكثر مما هي عليه في عهد هوفر وفقد الشعب ثقته في الرئيس الأمريكي، وهُزم هوفر هزيمة ساحقة أمام خصمه الديمقراطي فرانكلين روزفلت في انتخابات عام 1932، واستمر هوفر معارضًا لسياسات روزفلت الاقتصادية وضد تدخل الحكومة الفيدرالية في السوق بعد ضياع الولاية الثانية منه.
7-جيرالد فورد
كان فورد نائبًا لدى الكونجرس عن ولاية ميشيجان ولمدة تصل 25 عامًا وشغل أيضًا منصب نائب رئيس الولايات المتحدة لمدة ثمانية أشهر تقريبًا لدى الرئيس الأمريكي الأربعين، وصل فورد للبيت الأبيض بعد فوزه بانتخابات عام 1973 بعد استقالة الرئيس نيكسون.
يُعد فورد الرئيس 38 للولايات المتحدة، وبدأ في عهده دخول الولايات المتحدة في حرب فيتنام الشهيرة، وكان في عهده أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ الكساد الكبير 1929، خسر نيكسون فترته الثانية أمام المرشح الديموقراطي جيمي كارتر في انتخابات عام 1976.
8-جيمي كارتر
وصل كارتر لمجلس الشيوخ في بداياته السياسية عام 1963، ومن ثم فاز بعده بمنصب الحاكم بولاية جورجيا، إلى أن وصل للبيت الأبيض في انتخابات عام 1976، وأضاف الرئيس الديموقراطي إداراتين إضافيتين وهما وزارتي الطاقة والتعليم.
وقع الرئيس الأمريكي علي اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل بعد انتهاء الحرب، وكان من أول الداعمين لحل الدولتين في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وكانت أبرز محطات كارتر هي عودة التأزم من جديد في الحرب الباردة نتيجة للغزو السوفيتي لأفغانستان، خسر كارتر فرصة الوصول إلى الولاية الثانية في انتخابات عام 1980 أمام منافسه الجمهوري رونالد ريجان.
9-جورج بوش الأب
تولى بوش الأب عدة مناصب قبل أن يظفر بالرئاسة الأمريكية ففد كان سفيرًا وعضوًا بالكونجرس وكان نائب للرئيس الأمريكي رونالد ريجان، وفي انتخابات عام 1988 استطاع بوش الوصول للبيت الأبيض بعد تخطيه غريمه الديموقراطي مايكل دوكاكيس.
شارك بوش الأب في حرب الخليج الثانية وفي بعض العمليات العسكرية في دولة بنما، وفي انتخابات عام 1992 لم يستطع بوش الأب الانتصار أو الوصول إلى الولاية الثانية بعد خسارته من مرشح الحزب الديموقراطي بيل كلينتون، ليغادر بوش منصبه عام 1933.
10-دونالد ترامب
كان دونالد ترامب قبل دخوله السياسة والانتخابات الأمريكية رجل أعمال يمتلك العديد من الكازينوهات والمشاريع الربحية العديدة ولم يكن بذلك الرجل السياسي، بالإضافة إلى ظهوره وتقديمه في العديد من البرامج التلفازية المذاعة في الولايات المتحدة مما أكسبه المزيد من شعبية بين الأمريكيين.
في انتخابات 2016 وأمام المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون استطاع ترامب الفوز والوصول للبيت الأبيض، مع وجود الكثير من الانتقادات حوله بسبب أراءه تصريحاته العنصرية، وفي انتخابات 2020 خسر ترامب فرصته للحصول على الولاية الثانية أمام الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.
ويظل الصراع إلى وقتنا الحالي بين الفيل الجمهوري والحمار الديموقراطي لاعتلاء السلطة والوصول على رأس الحكومة لأطول فترة ممكنة ،و يستمر صراع الرؤساء الأمريكين في ظفر الولاية الثانية والتمتع بمزايا الرئيس الأمريكي لأطول فترة ممكنة.