” تريز تاكر ” هي امرأة جازفت بكل ما تملكه من أموال ووقت في سبيل تحقيق هدفها، حيث استطاعت “تريز” أن تكون أغنى سيدة أعمال عصامية في أمريكا، وأن تُنشئ شركتها الخاصة “BlackLine”. بل وتمكنت من تحقيق رقم قياسي في مجال صناعة التكنولوجيا، وهي الصناعة التي يُهيمن عليها رجال الأعمال هيمنة واضحة. وضعت تاكر بصمة مميزة لتصبح من أشهر وأنجح سيدات الأعمال في أمريكا.
منشأ تريز تاكر ودراستها
نشأت ” تريز تاكر ” في مزرعة ريفية بسيطة غرب وسط ولايات أمريكا، كانت تعمل مع والدها وأخواتها في مزرعة صغيرة تمتلكها العائلة، وكانت ترى تاكر أن هذا العمل أعدّها لريادة الأعمال، وأنه جعلها تتيّقن من أنها تستطيع فعل كل ما يفعله الرجال.
حيث أنها كانت تقود الجرارات، تصلح السيارات، تطعم الماشية وتحصد الثمار، فاستطاعت منذ صغرها أن تكسر الصورة الراسخة في ذهن المجتمع أن أعمال الزراعة للرجال فقط.
ورغم عملها في المزرعة أكملت “تاكر” تعليمها، حيث تلّقت تاكر تعليمها الجامعي من جامعة إلينوي وحصلت على بكالوريوس علوم الحاسب والرياضيات بتفوق.
بدأت ” تريز تاكر ” عملها الأول مع “شركة هيوز ايركرافت” كمهندسة برمجة، ثم انتقلت لتولي منصب كبير مسؤولي التكنولوجيا في صن جارد، لكنها استقالت من هذه الوظيفة لتوّفر الوقت اللازم لرعاية طفليّها وعائلتها، وظلت بجوارهما حتى أصبحا قادرين على الاستقلال، ثم عادت مرة لتستكمل تحقيق أهدافها.
انطلاقة تريز تاكر
بدأت ” تاكر” مشروعها بإنفاق كل ما تمتلكه من راتب التقاعد ومدخراتها الإضافية، لجأت “تريز تاكر” إلى كل وسيلة لجمع الأموال حيث حصلت على قرض من البنك بضمان منزلها، كما اقترضت الأموال من أصدقاءها. إلى جانب ذلك بلغت الحد الأقصى لبطاقات الائتمان الخاصة بها، ووضعت كل هذه الأموال لتمويل مشروعها.
شركة BlackLine
لاحظت “تاكر” أن مدير التمويل الشخصي لها يعتمد على برنامج ضريبي غير فعّال، وأنها تستطيع أن تضع برنامج ضريبي أفضل منه وتطوّره كي يفي بالغرض منه، حينها فكّرت تاكر في تأسيس شركة تختص بتقديم حلول محاسبية للشركات، وتطوير برامجهم الضريبية.
كانت ” تريز تاكر ” مُتيّقنة بأنها لن تجد أي مستثمر يساندها في بداية مشروعها، وذلك بسبب التعنّت الشديد الذي تواجهه السيدات في مجال الأعمال، حيث أن 15% فقط من من أموال المستثمرين في مجال التكنولوجيا يتم استثمارها لشركات أسستها سيدات.
صعوبات كُللت بالنجاح
واجهت “تريز” صعوبات كثيرة بسبب كونها امرأة تحاول إنشاء شركتها الخاصة في مجال التكنولوجيا، ولكنها اعتمدت على جهودها الذاتية، حتى تمكنّت من إطلاق شركتها ” BlackLine ” في عام 2001 والتي تمتلك رأس مال يصل إلى أكثر من ملياري دولار.
وتهافت عليها المستثمرين بعد نجاحها الكبير حيث حصلت على استثمار من شركة “سيلفر ليك بارتنرز” بقيمة تقدّر بنحو 225 مليون دولار، لتطرح بعدها “تاكر” أسهم شركتها في البورصة في نيويورك عام 2016.
أصبحت ثروة “تريز تاكر” تُقدّر بحوالي 380 مليون دولار، مما جعلها واحدة من أغنى سيدات الأعمال العصاميات في القرن العشرين في أمريكا.
ورغم أن شركة ” BlackLine ” لا تنتج السلع الإستهلاكية التي قد تكون سبب في شهرتها وسط المجتمع، إلا أنها تُقدّم خدمات لأكثر من 2200 شركة حول العالم، مما يحقق لها شهرة واسعة عالميًا في مجال التكنولوجيا.
” تريز تاكر ” امرأة أثبتت أن الهدف والطموح لا حدود له، ولا يمكن أن يتحكم السن فيه، رغم بداية تريز البسيطة في شركات محلية متوسطة إلا أنها استطاعت أن تطوّر من نفسها لتحقق حلمها.
وحتى عندما احتاجتها عائلتها، لم تتردد لحظة في تلبية هذا الاحتياج، ثم عادت لتُكمل من نقطة توقفها لتتصدر العالم وتضع بصمة استثنائية، وتثبت أن السيدات قادرات على تحقيق أحلامهم في جميع المجالات.