من هو البطل؟ هل هو الذي لا يسأم من المحاولة ويسعى إلى أخر رمق أم أنه الذي يحصل على ما يريده ويصل لهدفه؟ مهما كانت الإجابة هنا فبطلتنا الأمريكية مارييل زاغونيس تستحقه وبجدارة، فلم تنزعج من المحاولة بعد السقوط ووصلت إلى هدفها حتى حققت أربع ميداليات في الألعاب الأولمبية بالإضافة إلى ثلاث بطولات متتالية لكأس العالم للناشئين.
مارييل زاغونيس عن قرب
مارييل زاغونيس هي رياضية بارزة في المبارزة بالسيوف والتي حصدت العديد من الميداليات خلال تاريخها المهني, بل وكسرت العديد من الأرقام أيضًا خلال تلك المسيرة الطويلة والتي لا تزال قائمة إلى الآن. تبلغ مارييل 37 من عمرها وتزن 160 باوند أي 72.5 كيلوجرام، ويصل طولها إلى 1.75 مترًا.
حياة مارييل زاغونيس الباكرة
ولدت مارييل زاغونيس في الولايات المتحدة الأمريكية في الثالث من مارس عام 1985، و تنحدر بطلتنا الأمريكية من أصل ليتواني من جهة والدها، ونشأت في ولاية أوريغون حيث درست وترعرعت هناك إلى أن وصلت إلى جامعة نوتردام وتخصصت في مجال الأنثربولوجي.
ترعرعت مارييل في عائلة رياضية مما زرع بداخلها روح المنافسة والتحدي من الصغر، فقد كان والدايها مجدفين جامعيين بجامعة ولاية أوريغون شاركوا في دورة الألعاب الأولمبية لعام 1976 في مونتريال، وقد كان كل من شقيقيها الأكبر والأصغر مبارزين بالسيوف أيضًا مثلها.
حصدت مارييل زاغونس لقب أول أمريكية تفوز بكأس العالم للشباب في المبارزة بالسيوف، ولم تقف تلك البطل اللامعة إلى هنا فقط بل استمرت على القمة واحتكرت تلك البطولة لثلاث سنوات متتالية في 2002, 2003, 2004.
استطاعت بطلتنا الذهبية أن تحفر اسمها في تاريخ لعبة المبارزة عندما فازت بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للمبارزة بالسيوف FIE، بل وتُعد مارييل أصغر مبارزة تفوز بتلك الميدالية على الإطلاق، واستطاعت أن تحصد ميداليات من تلك البطولة لثلاثة سنوات متتالية، و تُعد مارييل زاغونيس أيضًا هي الأولى على الإطلاق في رياضة المبارزة بالسيف التي استطاعت أن تحصل على لقبين عالميين في نفس الموسم.
خلال أكتوبر 2005 استطاعت مارييل الظفر بلقبها السابع في بطولة العالم للمبارزة بالسيف في لايبزيغ، وبعد عام من البطولة تمكنت من حصد الميدالية الفضية بعد خسارتها في النهائي أمام ربيكا وارد ببطولة العالم للمبارزة بالسيف .
حصلت مارييل على لقب عالمي جديد في عام 2009 بعد بطولة كانت مستعصية وفازت بلقب بطل العالم في السيف الفردي بعد أن انتزعت المباراة النهائية من الأوكرانية أولغا خارلان، و بعدها بعام أي في 2010 في ذات البطولة السابقة واجهت الأوكرانية أولغا خومروفا و كررت مارييل اللقب بعد الانتصار عليها في النهائي.
اقرأ أيضًا: ملكة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز تنسحب من أولمبياد طوكيو!
مارييل زاغونيس والأولمبياد
شاركت مارييل زاغونيس في بطولة الألعاب الأولمبية لتمثل بلدها الأم أمريكا (فردي وجماعي) خمس مرات:
– دورة الألعاب الأولمبية في أثينا 2004.
– دورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008.
– دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012.
– دورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016.
– دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020.
استطاعت مارييل زاغنوس خلال مشاركتها في تلك الدورات حصد ميداليتين ذهبيتين وأخرتين برونزيتين وقد كان مشوارها خلال الدورات الأولمبية كلتالي:
دورة الألعاب الأولمبية في أثينا 2004
دخلت مارييل دورة الألعاب الأولمبية في أثينا إلى الدور السادس عشر حيث استطاعت هزيمة منافستها اليابانية مادوكا هيسغاي، واستمرت في انتصاراتها حتى وصلت إلى المباراة النهائية بعد التغلب على البطلة الأذربيجانية إيلينا جيمايفيا والرومانية كاتالينا.
وصلت مارييل أخيرًا إلى المباراة النهائية لتلاعب الصينية شيويه تان و تحقق المعجزة وتسحقها وتنتصر بنتيجة 15-9، لتصبح مارييل زاغونيس أول أمريكية تظفر بالميدالية الذهبية بالمبارزة بالسيف بدورة الألعاب الأولمبية منذ 100 عام.
دورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008
خلال مباراتها الفردية استطاعت مارييل الوصول إلى الدور 16 بعد مباراة صعبة خطفت فيها الانتصار بعد عناء، ولم تكن باقي المباريات نحو الميدالية الذهبية بالسهلة ولكن استطاعت الوصول إلى النهائي، وقابلت مارييل في المباراة النهائية صاحبة التصنيف الأول في ذلك الوقت الأمريكية سادا جاكوبسن و استطاعت مارييل التغلب عليها 15-11.
في تلك الدورة من الأولمبياد استطاعت الولايات المتحدة حصد ثلاث ميداليات في المباريات الفردية الخاصة بالمبارزة بالسيف للسيدات.
أما خلال المباريات الجماعية استطاع الفريق النسائي للولايات المتحدة بقيادة مارييل وجاكوبسن وورد الفوز في ربع النهائي على جنوب أفريقيا في مباراة تاريخية انتهت النتيجة فيها 45-8 لصالح الولايات المتحدة الأمريكية. وخلال دور ما قبل النهائي تمكن الفريق الأوكراني من إقصاء الفريق الأمريكي ليقع أمام الفريق الفرنسي في مباراة تحدد من سيحصل على الميدالية البرونزية، واستطاع الفريق الأمريكي حصد البرونزية.
دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012
في تلك الدورة من الألعاب الأولمبية دخلت مارييل زاغونيس التاريخ حيث وقع عليها الاختيار لتصير حاملة العلم الوطني الأمريكي، وتتقدم البعثة الأمريكية أثناء موكب الألعاب الأولمبية.
لم تنتهي تلك الدورة بالسعادة الكاملة لبطلتنا فبعد أن حملت علم بلادها وأصبحت مثال أيقونة البطولة عند الأمريكيين، لسوء الحظ فشلت في الحصول على أي ميدالية في تلك الدورة من الألعاب الأولمبية، حيث خسرت فرصتها للصراع على الميدالية الذهبية أمام لاعبة كوريا الجنوبية كيم جيون، وخسرت فرصتها الأخيرة في الحصول على ميدالية عندما خسرت الميدالية البرونزية أمام الأوكرانية أولجا كرلان 15-10، لتنهي مارييل البطولة في المركز الرابع.
دورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016
أيضًا لم يكن الحظ حليف لمارييل في تلك الدورة أثناء المباريات، حيث لم تستطع مارييل الوصول حتى إلى المربع الذهبي، أو الصراع على الميدالية البرونزية بل اكتفت بحصولها على المركز التاسع، ولكن لم تنتهي رحلة مارييل زاغونيس إلى هنا بل ساعدت فريقها ليحصد الميدالية البرونزية في المباريات الجماعية.
دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020
تعد مارييل زاغونيس واحدة من ثلاث فقط يمثلون الولايات المتحدة الأمريكية في فئة ألعاب المبارزة بالسيف بدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، وقد دخلت مارييل البطولة وهي مصنفة في المركز العاشر على المبارزين بالبطولة، وقد أعلنت مارييل في حوار صحفي سابق لها أنها ستسعى بكل ما تملك لتحصد الميدالية الذهبية في تلك الدورة.
مارييل خارج المبارزة
لم تمنع حياة مارييل المهنية المليئة بالتحديات والمفاجآت من أن تكون عائلة أو تنجح في علاقة عاطفية، فبطلتنا الذهبية صاحبة الميداليات البرونزية والفضية والذهبية هي زوجة لمايك سويهلا، الذي كان داعمًا لها ليس في البيت فقط بل وفي المدرجات أيضًا، وأم لفتاة تبلغ من العمر خمسة أعوام، والتي كانت قد اكتشفت حملها بعد نهاية دورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016.
ظهرت مارييل زاغونيس على التلفاز في عام 2017 ولكن هذه المرة ليست في مبارزة بالسيوف، ولكن في مسابقة طبخ أُذيعت على التلفاز بجوار رياضيين أخريين، ولكن لم تكن تبرع في المطبخ كما هو الحال مع السيوف وكانت ثاني متسابقة يتم إقصاؤها من المنافسة.
من الطبيعي أن نُصنف مارييل زاغونيس بطلة بل وبطلة من ذهب وخصوصًا بعد تلك الرحلة الحافلة و التي لم تمتلئ بالإنجازات والميداليات فقط، بل وكان معها جانب خفي، مزيج من الألم والدموع والجّد، ويستمر قطار إنجازات مارييل وبدون توقف إلى يومنا هذا.