أخبار أمريكا والعالم

ملكة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز تنسحب من أولمبياد طوكيو!

ملكة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز تنسحب من أولمبياد طوكيو!

انسحبت لاعبة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز من أولمبياد طوكيو، بعدما خانتها صحتها العقلية حينما بدأت في القيام بحركاتها في إحدى مسابقات القفز، والتي سجلت فيها (13.733 متر) فقط، وهي أقل الأرقام في تاريخها.

صرحت بعدها اللاعبة بأنها أحست أن تركيزها وقواها العقلية لم يدخلا إلى المساحة العقلية المطلوبة لقيامها بحركات القفز بالشكل الصحيح.

 أثر انسحاب سيمون بايلز على باقي أعضاء الفريق الأولمبي الأمريكي والذي حصد الميدالية الفضية بدلًا من الذهبية -ليحصل عليها منافسه الروسي- تأثرًا بانسحاب بطلته الذهبية، فمن هي سيمون بايلز؟

الحياة الشخصية للاعبة الجمباز سيمون بايلز

وُلدت سيمون بايلز البطلة الأمريكية من الأصل الأفريقي عام 1997 في كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية. عانت والدتها ولم تتمكن من رعاية أطفالها، حيث تمتلك سيمون أخ وأختين غيرها، فما كان من والدتها إلا أن أرسلتها هي وأختها إلى جدهما، وقد قام هو وزوجته بتبني الفتاتين فيما بعد بشكل رسمي.

وفي إحدى الرحلات الميدانية مع مجموعة الرعاية زارت بايلز إحدى الصالات الرياضية، ولفت نظرها لاعبي الجمباز وهو ما دفعها لمتابعتهم وتقليدهم، ليصادف في هذه اللحظة وجود المدرب “روني”، والذي لاحظ اهتمامها وتوافر عوامل النجاح بها، لذلك أرسل المركز الرياضي رسالة إلى منزلها لدعوتها للانضمام بفريق التمارين البدنية أو الجمباز، وبذلك بدأت رحلتها في اللعبة التي غيرت حياتها وفقًا لتصريح بايلز على موقع الجمباز الأمريكي. 

بدايتها

بدأت سيمون بايلز الاشتراك بشكل رسمي وهي في السادسة من عمرها. بدأت بايلز المشاركة في المسابقات عام 2007 ضمن المستوى السابع، ولكنها وبحلول عام 2011 كانت قد أحرزت مكانة متقدمة في فريق النخبة للصغار؛ حيث حصدت ميدالية المركز الثالث في ذلك العام. 

توالت إنجازات سيمون بايلز والتي منحتها ثقتها في موهبتها قوة كبيرة فحصدت جائزة مسابقة الوثب والأجهزة المتعددة في الكلاسيكي الأمريكي وكلاسيكي ألمو عام 2012. 

بطولات وإنجازات سيمون بايلز

سيمون بايلز

يعتبر عام 2013 هو الانطلاقة الحقيقية لسيمون، حيث حصلت فيه على الميدالية الذهبية بعد أن قدمت عرضًا تاريخيًا في المسابقات العالمية، وأصبحت بعدها أول لاعبة من أصل أمريكي تحرز الميدالية الذهبية في الجمباز الفني.

لم تتوقف سيمون بايلز عند هذا الحد، بل تابعت مسيرتها الرياضية وحصدت العديد من الألقاب المحلية والعالمية، وذلك إلى جانب الميدالية الذهبية في الوثب والحركات الأرضية والأجهزة المتعددة في عام 2014. 

توجت سيمون بطولاتها في عام 2015 حينما فازت بالميدالية الذهبية في منافسات الأجهزة المتعددة، لتكون أول امرأة تفوز بها للمرة الثالثة على التوالي. وحطمت في العام ذاته الأرقام القياسية بحصولها على 10 ميداليات ذهبية في المنافسات العالمية. 

أما في عام 2016، قادت سيمون بايلز – الأصغر سنًا والأقصر قامة –  المنتخب الأولمبي النسائي الأمريكي في مسابقة ” ريو دي جانيرو” وحصدت الذهبية فيها. 

واصلت بايلز مسيرتها وأحرزت الذهبية بعد فوزها في المنافسة الفردية النسائية للأجهزة المتعددة، وقد سجلت بايلز في هذه المسابقة هامش قياسي عن اللاعبة الحاصلة على الفضية بلغ ( 2.1)، وهو الهامش الأعلى ما بين عام 1980 وعام 2012. 

بطلة الولايات المتحدة خمس مرات في عارضة التوازن ( 2015, 2016, 2018, 2019, 2021) 

حصلت سيمون على جائزة أفضل رياضية أولمبية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2019، وجائزة People Choice Awards Game Changer لنفس العام. 

حصلت على 25 ميدالية عالمية، منهم 19 ميدالية ذهبية وثلاث فضية وثلاث برونزية، وهو أكبر عدد ميداليات في تاريخ الجمباز.

أول امرأة تفوز بخمس ألقاب عالمية، وثلاث ألقاب عارضة التوازن العالمية، وخمسة ألقاب تمارين أرضية عالمية وذلك ما بين عام 2013 حتى عام 2019.

 في عام 2017 صُنفت كأفضل رياضية في Sports Illustrated، وفازت بجائزة ESPY. 

في عام 2018 تم اختيار سيمون بايلز من بين أكثر الرياضين المهمين من قبل مجلة ESPN، وفازت بجائزة حزام هيكوك. 

سيطرت بايلز على كل الميداليات الذهبية من ظهورها في عالم الجمباز، لتكون أول امرأة ولاعبة جمباز عالمية تحصد 19 ميدالية ذهبية. 

لسيمون بايلز حركات خاصة تقوم بها بعد إنهاء الحركات المطلوبة، ليكون بمثابة توقيع لها.

معلومات سريعة عن بايلز

أُطلق على سيمون بايلز “أقصر اللاعبين” حيث كانت أقصر اللاعبين ضمن فريق يتكون من 55 لاعب، كان يبلغ طولها 4 أقدام و 9 إنشات أي ما يُعادل 144.78 سم تقريبًا. 

كانت بايلز تقود فريق نسائي مكون من خمس لاعبات يُسمى فريق “The Final Five”، نسبة إلى أنهم أخر فريق ستقوم بتدريبه مدربتهم “مارتا كارولي”، وبعد ذلك سيكون الفريق مكون من أربع فتيات فقط. 

انسحاب سيمون بايلز من أولمبياد طوكيو

انسحاب سيمون بايلز من أولمبياد طوكيو

ظهرت سيمون بايلز لأول مرة في تاريخها خائفة، مرتجفة أثناء قفزها في الهواء، مما منعها من القيام بالحركة كما كانت تنوي فعلها. 

سحبت سيمون نفسها من الساحة ومن المسابقة بأكملها تاركة مهمة إحراز الميداليات إلى باقي أعضاء الفريق الأولمبي الأميركي، الذي التف حولها في محاولة لتهدئتها والاطمئنان عليها. 

أثر بالطبع انسحاب سيمون بايلز على أعضاء الفريق؛ حيث تعتبر هي مصدر قوتهم وثقتهم الدائم، ولكنهم تمكنوا من إحراز الميدالية الفضية بعد أن استغل الفريق الروسي انسحاب بايلز وحصد الميدالية الذهبية. 

خضعت سيمون للتقييم الطبي على الفور وتحديد مدى سلامتها العقلية، وتحديد إذا ما كانت ستُكمل المنافسات المتبقية، ولكن الفريق الطبي قال بأنها لن تستطيع المخاطرة بنفسها وأنه من الأفضل انسحابها بشكل رسمي. بعدها صدر القرار الرسمي بانسحابها من المسابقة.

صرحت سيمون بايلز بأنها تثق في فريقها والذي يملك القدرات والمهارات الكافية لإحراز الميداليات والمراكز المتقدمة من غيرها. أضافت بايلز أن قرار انسحابها كان أفضل قرار اتخذته وأكثرهم شجاعة، فهي كانت تُهئ نفسها لهذه المسابقة منذ فترة كبيرة وكانت تستعد لحصولها على الميداليات الذهبية في كل المسابقات، ولكن إن خاطرت للوصول إلى هدفها كان من الممكن أن تخسر نفسها.

من الجدير بالذكر أن الطاقم الأولمبي الأمريكي ساند سيمون في قرارها واحترم رغبتها في المحافظة على صحتها، وصرحوا بأنها سوف تباشر العلاج فور وصولهم لأمريكا. وصرحوا بأن سيمون ليست لاعبة أمريكية فحسب بل إنها بطلة عالمية ترفع علم بلادها عاليًا في جميع المسابقات العالمية، وهي مصدر قوة وطاقة لجميع المشاركين في رياضة الجمباز. 

أهم ما تناقلته وسائل الأخبار في أمريكا

أثار خبر انسحاب سيمون بايلز ضجة كبيرة في أمريكا ولكل متابعي الأخبار الرياضية، حيث تعتبر سيمون واحدة من أكبر قصص الألعاب الأولمبية التي تعتبر مثالًا حي للإرادة والمثابرة. 

غطت الأخبار رد فعل أغلب أعضاء البعثة الأولمبية الأمريكية والتي وصفت حالتهم بالذهول والدهشة مما رأوه. وكانت تصريحات بايلز واضحة وحاسمة؛ حيث قالت: 

“أنها منزعجة من حدوث هذا الاضطراب هنا في أولمبياد طوكيو، كان من الممكن حدوثه في أي وقت ولكنه حدث هنا في هذا العام تحديدًا، وأنها رغم انزعاجها واحباطها الشديد إلا أنهم بشر في النهاية وحماية أذهانهم وأجسادهم أهم من إحراز الميداليات والمراكز الأولى”.

 

عانت اللاعبة العالمية سيمون بايلز في طفولتها وقررت أن تُخلد اسمها في تاريخ أمريكا، وقد بذلت كل ما يمكن من طاقة وتوجت كل مجهوداتها في حصد الميداليات والمراكز والسيطرة على كل ساحات المنافسات العالمية، ولكنها رغم كل هذه الخبرة لم تتوقع أن تفقد تركيزها في مثل هذه المنافسة وأمام كل شاشات العالم، لتؤكد للجميع بقرار انسحابها أن المحافظة على الصحة الجسدية والعقلية أهم من كل شيء.

شارك المقال مع أصدقائك!