آخر تحديث في 28 فبراير, 2021
مارتن لوثر كينغ الابن، قسٌّ معمداني وناشط اجتماعي قاد حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة من منتصف الخمسينيات حتى وفاته عام 1968، كانت قيادته أساسية لنجاح تلك الحركة في إنهاء الفصل القانوني للأمريكيين الأفارقة في الجنوب وأجزاء أخرى من الولايات المتحدة، صعد مارتن لوثر إلى الصدارة الوطنية كرئيس لمؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية الذي روّج للحركة اللاعنفية واستخدام الوسائل السلمية لإنهاء الفصل العنصري، كما قاد المسيرة الضخمة في واشنطن عام 1963 لتحقيق الحقوق المدنية، وألقى فيها خطاب “لديّ حُلم” الذي بات يعد من أشهر الخطابات في التاريخ الأمريكي، حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1964.
حياة مارتن لوثر كينغ الباكرة:
وُلد مارتن لوثر كينغ يوم 15 يناير عام 1929 في أتلانتا بولاية جورجيا، اسمه الأصلي هو مايكل كينغ جونيور، جاء كينغ من عائلة من الطبقة الوسطى، وهي منغمسة في تقاليد خدمة السود الجنوبيين: كان كل من والده وجده من الدعاة المعمدانيين، والديه تلقّيا تعليمًا جامعيًا، وكان والده قد جاء خلفًا لوالد زوجته كقسيس في كنيسة إبنيزر المعمدانية المرموقة في أتلانتا. عاشت العائلة في شارع أوبورن، المعروف باسم “سويت أوبورن” في منطقة “بلاك وول ستريت” الصاخبة، المنطقة التي تُعدُّ مكانًا لأكبر وأكثر الشركات السوداء ازدهارًا في البلاد، ومكانًا للكنائس السوداء في السنوات التي سبقت حركة الحقوق المدنية.
تلقّى الشاب مارتن تعليمًا قويًا ونشأ في عائلة ممتدة ومُحِبة، لكن رغم ذلك فإن هذه التنشئة الآمنة لم تمنع مارتن لوثر من عيش تجارب التمييز والفصل العنصري في الجنوب، إذ لم ينسى أبدًا الوقت الذي أعلن فيه أحد زملائه البيض في سن السادسة تقريبًا، أن والديه لن يسمحا له باللعب مع كينغ.
اقرأ أيضًا: تعرف على الآباء المؤسسون للولايات المتحدة الأمريكية -الجزء الثاني-
تعليمه:
في عام 1944 في سن الخامسة عشرة، التحق كينج بكلّية مورهاوس في أتلانتا بموجب برنامج خاص في زمن الحرب، يهدف إلى زيادة التسجيل من خلال قبول طلاب المدارس الثانوية الواعدين مثل مارتن لوثر، وحصل منها على درجة البكالوريوس في عام 1948. قبل أن يبدأ دراسته الجامعية، أمضى كينغ الصيف في مزرعة تبغ في ولاية كونيتيكت، كانت أول إقامة طويلة له بعيدًا عن المنزل، وأول تجربة كبيرة له في العلاقات العرقية خارج الجنوب المنفصل.
صدم مارتن لوثر كينغ من الطريقة السلمية التي اختلطت بها الأجناس في الشمال، وأشار في رسالة إلى والديه: “يذهب الزنوج والبيض إلى الكنيسة نفسها، لم أُفكِّر مطلقًا في أن أي شخص من عرقي يمكنه تناول الطعام في أي مكان” هذه التجربة الصيفية في الشمال عمّقت كراهية كينغ المتزايدة للفصل العنصري، درس مارتن لوثر ثلاث سنوات في مدرسة كروزر اللاهوتية في ولاية بنسلفانيا إذ تمّ انتخابه رئيسًا لطبقةٍ عليا يغلبُ عليها البيض، في عام 1951 من خلال الزمالة التي حصل عليها في كروزر، التحق مارتن لوثر بالدراسات العليا في جامعة بوسطن، وأكمل إقامته للحصول على الدكتوراه في عام 1953 وحصل عليها في عام 1955.
اقرأ أيضًا: آثار الهجرة على الاقتصاد الأمريكي
رحلة النّضال:
عام 1954 أصبح مارتن لوثر كينغ راعيًا لكنيسة دكستر أفينيو المعمدانية في مونتغمري بألاباما، كان كينغ دائمًا فاعلًا قويًا لنضال الحقوق المدنية بين أفراد عرقه، وأصبح عضوًا في اللجنة التنفيذية للجمعية الوطنية لتقدُّم الملونين. في ديسمبر عام 1955، قاد أول احتجاجٍ سلمي زنجي كبير في الولايات المتحدة، وهو مقاطعة الحافلات بعد حادثة روزا باركس التي رفضت أن تقوم من مقعدها لرجلٍ أبيض وكانت تلك شرارة البداية، استمرّت المقاطعة 382 يومًا. في 21 ديسمبر 1956 بعد أن أعلنت المحكمة العليا للولايات المتحدة عدم دستورية القوانين التي تطلب الفصل في الحافلات، ركِب الزنوج والبيض الحافلات على قدم المساواة، خلال أيام المقاطعة تم القبض على مارتن لوثر كينغ وتعرّض لسوء المعاملة في السجن وقُصِف منزله، لكنه في الوقت نفسه برز مارتن لوثر كزعيم زنجي مؤثّر.
اقرأ أيضًا: الدولار الأمريكي: من هم أصحاب الصور الموجودة على أوراق الدولار الأمريكي؟