يُعرف الهنود الحمر بأنهم سكان أمريكا الأصليين، إذ هاجروا لأمريكا قبل حوالي 30,000 إلى 12000 عام، عبر الممر البري الذي كان موجودًا والذي ربط بين آسيا وأمريكا. سنتعرف في هذا المقال على قصة الهنود الحمر وثقافتهم وصراعهم مع الأوروبيين بعد رحلات كريستوفر كولومبوس واكتشاف العالم الجديد.
من هم الهنود الحمر؟
يعتبر لفظ الهنود الحمر اليوم لفظًا عنصريًا ومسيئًا بالنسبة للسكان الأصليين لأمريكا، إذ أطلقه عليهم المستكشفون الأوربيون حينما رست سفن “كريستوفر كولومبوس” على جُزر الأنتيل التي ظنها جُزر المحيط الهندي، فصارت تسمى جزر الهند الغربية، وأطلقوا عليهم اسم الهنود الحمر نسبًة لسمار بشرتهم كالهنود، ولظنّهم أنهم قد وصلوا للهند.
يقول العلماء أن أصل الهنود الحمر من منغوليا وسيبيريا في آسيا، وقدّر العلماء أنه بحلول الوقت الذي وصل فيه الرحّالة الأوروبيون في القرن الخامس عشر الميلادي، كان هناك أكثر من 50 مليون شخص من سكان أمريكا الأصليين يعيشون في الأمريكتين، منهم حوالي 10 ملايين في المنطقة التي تسمى اليوم الولايات المتحدة الأمريكية.
غالبًا ما يتم تجميعهم في قبائل؛ استنادًا على اشتراكهم في الثقافة واللغة والدين والعادات والسياسة، وهناك أكثر من 1000 من القبائل الأصلية في الولايات المتحدة، يتم تصنيفها بناءًا على اللغة وعلى المنطقة التي عاشوا فيها، فنجد التصنيف بناءًا على الجغرافيا كالآتي:
- هنود القطب الشمالي.
- هنود كاليفورنيا.
- هنود منطقة الحوض الكبير.
- هنود الساحل الشمالي الغربي “الهضبة”.
- هنود الجنوب الشرقي.
- هنود الجنوب الغربي.
يمثل سكان أمريكا الأصليين وسكان ألاسكا الأصليين اليوم أكثر من 2% من إجمالي سكان الولايات المتحدة، ويُتوقع أن يستمر هذا العدد في النمو كل عام، ليبلغ تعدادهم 10 ملايين نسمة عام 2060م.
تعترف الحكومة الفيدرالية بأكثر من 500 قبيلة، وأكبر قبائلهم من حيث عدد المنتمين لها:
- قبيلة شيروكي.
- قبيلة نافاجو.
- قبيلة الشوكتو.
- قبيلة شيبيوا.
- قبيلة سيوكس.
- قبيلة أباتشي.
- قبيلة كريك.
- قبيلة الإيركوا.
- قبيلة لومبي.
صراع سكان أمريكا الأصليين مع الغزاة
بعد غزو الأوربيين لأمريكا وتعرفهم على الأرض التي يسكنها السكان الأصليون، والذين أطلق عليهم الأوربيون لفظ “الهنود الحمر” قام الأوروبيون الذين اتخذوا من أمريكا موطنًا جديدًا، بعمليات إبادة كبيرة ضد سكان أمريكا الأصليين.
وكانت عمليات الإبادة تتم عبر إطلاق الكلاب الجائعة لقتلهم وتشريدهم من مناطقهم، وحصرهم في أماكن محددة ونشر الأمراض والأوبئة بينهم وغيرها من طرق الإبادة والقتل، وشنّوا ما يقرب من 1500 غارة وهجوم على القبائل الهندية.
كما سمح قانون الإزالة الهندي الذي وقعه الرئيس “أندرو جاكسون” في عام 1830م للحكومة الفيدرالية، بنقل القبائل داخل حدود الولاية إلى الأراضي غير المستقرة غرب نهر المسيسيبي، فيما عُرف بـ درب الدموع.
بحلول نهاية الحروب الهندية في أواخر القرن التاسع عشر، بقي أقل من 238000 من حوالي 10 ملايين من السكان الأصليين، كانوا يعيشون في أمريكا الشمالية عندما وصل كولومبوس في عام 1492م.
ثقافة الهنود الحمر
كان سكان أمريكا الأصليين في السابق يعتمدون على الزراعة والصيد وجمع المحاصيل البرية، وذلك بناءًا على المناطق التي كانوا يعيشون فيها، وتعد الفاصوليا والذرة والكوسا محاصيل مرتبطة بتراث الهنود الحمر.
كانت النساء يتحملن مسؤولية جمع وزراعة النباتات، ورعاية الصغار والمسنين وصناعة الملابس عن طريق دبغ الجلود وطبخ الطعام، أما الرجال فكانوا يعملون في الصيد ويتاجرون ويشنون الحروب.
يزيد عدد المحميات التي يعيش فيها الهنود الحمر على 300 محمية، تحكمها قوانين الهنود الحمر الخاصة ولكنها لا تنفصِل عن سيادة الحكومة الأمريكية.
أغلب تلك المحميات اليوم تعيش في فقر وقلة في الخدمات، ولا يعيش فيها سوى 30٪ تقريباً من الهنود الحمر، يصارعون فيها لأجل الحفاظ على تراثهم وتاريخهم ولغتهم، وإثبات أنهم سكان أمريكا الأصليين وأنهم استقروا فيها قبل آلاف السنين.