يُعتبر جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية وأحد المؤسسين الأوائل لها، فقد أنقذَ الولايات المتحدة من الانهيار بعد أن تولَّى قيادة الجيش القاري في حربه ضد المملكة المتحدة وبذلك حقق لها نقلةً نوعيةً، وأثبتَ أنَّه قائدًا فذًا وناجحًا على جميع الأصعدة، لنتعرَّف معًا عليه في هذا المقال.
من هو جورج واشنطن George Washington؟
ولد جورج واشنطن في 22 فبراير عام 1732، في ويستموريلاند في ولاية فرجينيا الأمريكية، وكان والده أوغستين واشنطن يعمل في مزرعة لزراعة التبغ، في حين أنَّ جده جون واشنطن كان من المهاجرين إلى فرجينيا من انجلترا.
كان واشنطن الأكبر بين أشقائه، وقد أمضى معظم طفولته في مزرعة تُسمَّى فيري تقع بجانب نهر رابانوك، أكمل دراسته حتى سن الخامسة عشر بشكل غير منتظم، ولكن وفاة والده في عام 1743، منعته من إكمال دراسته في إنجلترا.
بدأ خدمته العسكرية عام 1753 في ولاية أوهايو، وقد عمل قائدًا أعلى وجنرالًا للجيوش الاستعمارية في فترة الحرب الثورية الأمريكية. حيث كان واشنطن يتمتَع بقوة الشخصية والهيبة والخبرة العسكرية والتوازن، وهذا ماجعله يصل إلى مستوى الابداع، حيثُ كان مثالاً للحكمةِ والنزاهةِ في الوقت نفسه.
جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة
حصلت الانتخابات الرئيسية في عام 1789 حيثُ تم انتخاب جورج واشنطن رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية بموافقة جميع أعضاء الهيئة الانتخابية، وبذلك يكون أول رئيس أمريكي يتم انتخابه بالاجماع.
والجدير بالذكر أنَّ واشنطن أدى القسم الدستوري في القاعة الفيدرالية Federal Hall في مانهاتن في ولاية نيويورك التي كانت عاصمة الولايات المتحدة أنذاك. عُرض عليه الكونجرس الأمريكي أنذاك راتبًا وقدره 25 ألف دولار، ولكن كونه كان من الطبقة الثرية في أمريكا، رفضه في البداية، ليُظهر للناس أنَّه ليس طامعًا بالمال، ولكنَّ الكونجرس أقنعه بأخذه وذلك حتى لايأخذ الناس انطباعًا أنَّ الأثرياء فقط من يصبحون رؤساء.
ولابدَّ أن ننوه أنَّ جورج واشنطن بعد استلامه الرئاسة اتبع منهجًا يُحتذى به بالقيادة، واهتم بمسؤولياته وواجباته على أكمل وجه. وفي عام 1792، تم انتخاب واشنطن لفترةٍ رئاسيةٍ ثانية أيضًا بالاجماع من قِبل أعضاء الهيئة، وبعدَ أن أنهى هذه الفترة في عام 1796، رفضَ أية ولاية أخرى وعاد إلى مزرعته في فيرنون وبدأ العمل بها.
أهم الأحداث في حياة جورج واشنطن
انضم جورج واشنطن إلى فريق المسح الطبوغرافي في عام 1748، وحصل على ترخيص مسَّاح طبوغرافي من جامعة William and Mary، وتم تعيينه في كولبيبير وبذلك أنجز حوالي 200 دراسة مساحيَّة لمساحات تصل إلى أكثر من 60 ألف فدان.
ومن خلال عمله بدأت تتسع المساحات التي يملكها حيثُ زادت من 2000 فدان إلى 8000 فدان، ولعل السبب الخفي وراء زيادة المساحات التي يملكها هو زواجه من مارثا داندريدج كوستيز في عام 1759، حيثُ كانت من الأثرياء في أمريكا.
تم تعيينه كقائد في الحرب الفرنسية الهندية، وانضم في عام 1774 إلى المؤتمر القاري الأول، الذي أُقيم في فيلادلفيا، وكان أنذاك مندوبًا عن ولاية فرجينيا، وقد أصبح كمستشار عسكري في عام 1775، إلى أن تم تعيينه كقائد أعلى للجيش والقوات المسلحة.
وفيما بعد تولَّى قيادة الجيش خلال حصار بوسطن، وخلال فترة الحرب التي امتدت ثمان سنوات، وعلى الرغم من خسارته لكثير من المعارك، إلاَّ أنَّه أثبت أنَّه قائد ناجح حيثُ كانت سياسته تعتمد على مضايقة القوات البريطانية دون حدوث مواجهة، إلى حين توفر الإمدادات والتدريب الكافي لجيشه.
أصبح بطلًا قوميًا بامتيار بعد نهاية الحرب واستيلاء القوات القارية عام 1781 على القوات البريطانية في يورك تاون، كما ترأس اتفاقية أنابوليس Annapolis في عام 1786 في فيلادلفيا.
وفاة جورج واشنطن
توفيَّ جورج واشنطن في 14 ديسمبر عام 1799 عن عمرٍ ناهزَ 67 عامًا في مدينة ماونت فيرنون في ولاية فرجينيا ، وذلك نتيجة اصابته باحتقان شديد في الحلق، أو مايُسمَّى بالتهاب لسان المزمار.
وقد تم إعلان الحداد في كافة أنحاء البلاد، وكذلك أمر نابليون بإعلان الحداد في بريطانيا لمدة 10 أيام، ومن الجديرِ بالذكر أنَّ الكونجرس الأمريكي أقرَّ ببناء نصب رخامي لجورج واشنطن في مبنى الكابيتول، وقد وافق مجلس النوَّاب على هذا القرار واعتمدوا مبلغًا قيمته 200 ألف دولار، ولكن مجلس الشيوخ والممثلين الجنوبيين عارضوه، فبقي في مكانه في جبل فيرنون ولم يُنقل، وفي عام 1837 تم وضعه داخل تابوت رخامي.
اقرأ أيضًا