دائمًا ما كان الأدب الأمريكي علامة مميزة وفريدة ونواة للأدب الغربي، ويصل صداه مشارق الأرض ومغاربها، وكل ذلك نتيجة التنوع الثقافي والمزيج الفريد لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وفيما يلي ثلاث من أشهر الكتاب الأمريكيين على مر تاريخ الولايات المتحدة.
أشهر الكتاب الأمريكيين
1- إرنست هيمنجواي
أحد أشهر الكتاب المثيرين للفضول في التاريخ الأدبي الأمريكي، كان إرنست ميلر همنغواي مؤلفًا وصحفيًا أمريكيًا. ولد في 21 يوليو 1899م في أوك بارك، كان لأسلوب همنغواي الاقتصادي والبسيط تأثير قوي على خيال القرن العشرين، بينما أثرت حياته المليئة بالمغامرة على الأجيال اللاحقة وتعكس كتباته معظم فترات حياته.
أنتج همنغواي معظم أعماله بين منتصف العشرينيات ومنتصف الخمسينيات من عمره، نشر سبع روايات وست مجموعات قصصية وعملين غير خياليين، واستطاع أن يفوز بجائزة نوبل في الأدب عام 1954، وقد بدأت شهرته في فترة دراسته الثانوية عندما عمل كصحفي فى القسم الرياضي، وبعد تخرجه بدأ العمل في صحيفة كانساس سيتي ستار والتي أكسبته المزيد من الخبرة في مجال الكتابة.
بعد ذلك غادر إلى الجبهة الإيطالية للتجنيد ليشارك في الحرب العالمية الأولى، حيث أصيب هيمنجواي في عام 1918 مما أدى إلى عودته إلى منزله، وقد أدت تجارب همنغواي في زمن الحرب إلى وضع أساس روايته “وداعًا للسلاح” عام 1922.
بدأ العمل كمراسل فى باريس بعد زواجه من هادلي ريتشاردسون، وهي أول زوجاته من زيجاته الأربعة، وهناك تعرف على بابلو بيكاسو وغيرهم من المشاهير الذين كونوا ملامح أدبه بعد ذلك، وفى عام 1926 بدأ كتابة روايته ” ثم تشرق الشمس” التي سلطت على خيبة أمل جيله بعد انقضاء الحرب.
وفي عام 1927 تزوج همنغواي من بولين فايفر بعد طلاقه من هادلي ريتشاردسون. لكن هذا الزواج لم ينجح كسابقه وتطلق الزوجان بعد عودة همنغواي من الحرب الأهلية الإسبانية حيث كان صحفيًا، ونتيجة تأثره بتجربته في الحرب الأهلية الإسبانية، نشر همنغواي “لمن تقرع الأجراس”، وتزوج زيجته الثالثة من مارثا جيلهورن عام 1940. وانفصلا عندما ألتقى بماري ويلش في لندن خلال الحرب العالمية الثانية.
و فى عام 1952 نشر إحدى روائعه ” العجوز و البحر” وسافر بعدها إلى رحلة سفاري بأفريقيا، وهناك كاد أن تنتهى حياته بعد أن نجا من حادث تحطم طائرتين والتي أدت إلى اعتلال حركته وانهيار صحته وأصبح في معاناة دائمة، وفى عام 1959 انتقل إلى كوبا وبعدها بعامين أنهى كاتبنا حياته مستخدمًا بندقيته ليسجل أخر فصل في مراحل حياة واحد من أشهر الكتاب في تاريخ الولايات المتحدة.
2- ستيفين كينج
أحد أشهر الكتاب والمؤلفين في أمريكا يتميز بكتاباته فى أدب الرعب والتشويق والخيال العلمي، ولد في 21 سبتمبر 1947 في بورتلاند بولاية مين، حياته كانت قاسية مليئة بالصعاب من ظروف مادية، وغيرها من المشاكل الأسرية وهجر والده له وهو صغير.
تخرج كينج من مدرسة لشبونة فولز الثانوية والتحق بجامعة مين وحصل على بكالوريوس العلوم، وأثناء دراسته هناك نشر مجموعة قصصية من 18 قصة قصيرة مع صديقه المقرب كريس تشيسلي سماها “الناس والأماكن والأشياء”.
كان كينج شغوف للغاية بقصص الرعب وخاصة قصص الرعب المصورة، وقد بدأ حياته المهنية بالعمل ككاتب مقالات لصحيفة أخيه، ولكنه ابتدأ طريقه المهنى الحقيقى عندما نشرت قصته “كنت مراهقًا سارق للقبور” في مجلة كوميكس ريفيو في عام 1965، قبل عام واحد من تخرجه.
تطرق بعد ذلك إلى العمل على روايته الأولى “the long walk” ثم رواية “the glass floor” واستطاع أن يربح منهم، وأخذ يكافح حتى عام 1970 عندما فشلت إحدى محاولاته وتحدى نفسه مره أخرى فى عام 1974 بنشره رواية “Carrie” ورواية ‘Salem’s Lot’ فى عام 1975.
توفيت والدة كينج عام 1974 وانتقل كينج بعد ذلك إلى ولاية كولورادو، وكان هذا هو المكان الذي كتب فيه كينج روايته الشهيرة “The Shining”، بالإضافة إلى x-men ومقدمة Batman، و في أوائل الثمانينيات، نشر كينغ العديد من الروايات تحت الاسم المستعار ريتشارد باشمان مثل رواياتي “Roadwork” و”The running man”.
في يونيو 1999 تعرض كينغ لحادث سيارة وأصيب بجروح خطيرة وكسور عدة، وخضع لخمس عمليات جراحية كبرى في 10 أيام، وحاول استعادة عمله في الكتابة ولكن كان مفصل الفخذ مكسورًا وكان من المستحيل الكتابة لأكثر من أربعين دقيقة.
أدت الإصابات إلى إبطاء وتيرة كينغ لدرجة أنه أعلن في عام 2002 أنه سيتوقف عن الكتابة، واضعًا اسمه وسط أشهر الكتاب المعروفين في أمريكا والعالم. وكانت أخر رواياته قبل أن يعلن عن توقفه عن الكتابة هما “the plant” و”Riding the Bullet”.
كتب ستيفن كينغ أكثر من 50 رواية مئات القصص القصيرة وباع أكثر من 350 مليون نسخة من كتبه على مستوى العالم.
3- مارك توين
كان مارك توين، واسمه الحقيقي صمويل كليمنس، أحد أشهر الكتاب الأمريكيين وقد تميز بتقديمه للأدب الساخر، والذي كان نتيجة العديد من المأسي التي تعرض لها في حياته، ومنها تلك المرة التي رأى توين أخاه يحترق وهو عاجز عن مساعدته، وفي نهاية المطاف عاش توين وحيدًا ولكنه استطاع أن يقاوم مواجع الحياة التى عاشها بقلمه فكان دائما ما يسخر من الحياة عبر كتابته.
ولد توين صمويل لانغورن في قرية صغيرة بولاية فلوريدا، في 30 نوفمبر 1835، وقد كان مارك توين زميلًا لا يبتسم، وعلى النقيض من ذلك قد كانت والدته ربة منزل رقيقة محبة للمرح، وأصبحت العائل الوحيد للأسرة في عام 1847م عندما توفي زوجها بشكل غير متوقع.
بقي توين في هانيبال حتى سن السابعة عشرة، وكانت المدينة الواقعة على نهر المسيسيبي من نواح كثيرة مكانًا رائعًا للنمو، ومع ذلك، كان العنف محاطًا حوله في كل مكان، فقد شهد الشاب توين العديد من الوفيات: فعندما كان في التاسعة من عمره رأى رجلاً محليًا يقتل ماشية، وفي العاشرة شاهد شخصًا مستعبدًا يموت بعد أن ضربه سيد الأبيض بقطعة من الحديد.
مر توين بحالة من الإفلاس واحتياج المال فبدأ العمل ككاتب ومراسل لمؤسسة فيرجينيا سيتي الإقليمية، وفى عمله تبنى اسمه المستعار مارك توين، ومن هنا بدأت قصة واحد من أشهر الكتاب الأمريكيين ، وقد تميز بأسلوبه السردي السلس والساخر.
بدأت شهرته في عام 1865، عندما طُبعت إحدى حكاياته “Jim Smiley and His Jumping Frog” وأشتهرت في الصحف والمجلات في جميع أنحاء البلاد، وجاءت خطوته التالية على سلم النجاح عندما قام برحلة بحرية في البحر المتوسط، وكتب بروح الدعابة عن المعالم السياحية للصحف الأمريكية في كتابه “The innocent abroad”، وأصبح من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى البلاد، وفي سن الرابعة والثلاثين أصبح هذا الصحفي والرحالة الوسيم، ذو الشعر الأحمر أحد أشهر الكتاب في أمريكا والغرب.
انتصر توين كناشر للكتب بإصدار المذكرات الأكثر مبيعًا للرئيس السابق أوليسيس إس غرانت، الذي توفي وقتها، وقد قضى توين ساعات طويلة في هذا المشروع والعديد من المشاريع التجارية الأخرى، آملًا أن تكلل جهوده بثروة هائلة، و لكنه لم ينجح في الوصول إلى مراده.
أفلست دار النشر الخاصة بتوين في النهاية نتيجة للكثير من التعثرات المالية، و فى عام 1910 توفى توين عن عمر يناهز 74 هامًا تاركاَ خلفه الكثير من الثروة الأدبية وإرث ثقافي يمنحه مكانة عظمى بين أشهر الكتاب الأمريكيين .
ما زالت الولايات المتحدة مصدر ثري للمعرفة والفنون والآداب المتنوعة للعالم بأكمله، وموطن أشهر الكتاب والأدباء حول العالم لتخلف إرث هائل من الأدب بمختلف أنواعه وتهدي العالم وخاصة محبين الأدب الغربي كنز لا ينضب.