منتزه يلوستون الوطني Yellowstone national park أقدم منتزه وطني في العالم تأسس بقرارٍ صادر عن الكونغرس الأمريكي في مطلع شهرِ مارس عام 1872م، وكانت أمريكا في ذلك الوقت تحت قيادةِ الرئيس يوليسيس إس غرانت، وبقي المنتزه تحت إمرةِ وإشرافِ الجيش الأمريكي حتى حلول عام 1917م؛ لتنتقل إمرته بعد ذلك إلى مصلحة خدمة المتنزه الوطني، لكن هذا ليس كل شي إطلاقًا! فهناك كمٌ هائل من المعلومات المشوّقة حول هذا المنتزه الفريد من نوعه.
منتزه يلوستون الوطني
نخبةٌ من أروع العجائب المائية الحرارية والجيولوجية تتوزّع في حيزٍ واحد هو منتزه يلوستون الوطني؛ فأصبحت وجهة جاذبة للزوّار من مختلف أرجاء العالم إليها. لذلك فإن المنطقة تفتح أبوابها أمام ملايين الزوار سنويًا، وما يزيد من من الإعجاب بهذا المنتزه أنه يخدم جميع أفراد العائلة على حدِ سواء، وتبدأ المتعة منذ قيادة المركبات عبر الطريق الدائري الكبير؛ فتصبح الحديقة منبسطة أمام مرأى الزوّار بكل بساطة، إلا أنه يتطلب السير لآلاف الأميال لاستشكافِ تلك المناطق النائية ضمن مساراتٍ رائعة في غضونِ اليوم الواحد.
حقائق مدهشة عن منتزه يلوستون الوطني
قبل المضي قدمًا في رحلةٍ إلى منتزه يلوستون الوطني لا بد من الوقوف على أبرز الحقائق والمعلومات المثيرة للاهتمام حول إحدى أهم محميات طبيعية في أمريكا، ومنها ما يلي:
– الموقع: يستحوذ على موقع جغرافي موزّع بين الولايات الثلاث (وايومنغ، أيداهو، ومونتانا).
– المساحة: يغطي المتنزّه مساحة شاسعة تتخطى 2.219.789 فدان، بذلك فإنها أكبر مساحةً من ديلاوير ورود أيلاند معًا.
– بحيرة يلوستون: تعتبر البحيرة الأكبر على مستوى أمريكا الشمالية؛ إذ تغطي 132 ميل مربع، وترتفع لعلوِ 7.732 قدم.
– الحياة النباتية: يعد المتنزه أرضًا خصبة لنموِ 1100 نوع نبات محلي، 200 نوع نبات نادر، والألياف الحرارية بمقدارِ 400 نوع تقريبًا.
– جيولوجيا منتزه يلوستون الوطني: موطن لأضخم عدد من البحيرات البركانية؛ إذ يتدفق في أراضيها 300 ينبوع ماء حار، و10 آلاف منطقة حرارية، كما يصل عدد الشلالات فيها إلى 309 شلال.
– الموقع الجيولوجي: يتربع المنتزه فوق نقطة ساخنة للغاية، حيث تعلو منطقة تعج بالحجارة الصهارة بعلوِ 8 كم تقريبًا، أما الحجارة فتمتد لمساحةِ 80 كم بعرضِ 40 كيلو متر.
– الأرضية البركانية: تمتاز المحمية وتنفرد بأرضية بركانية تعج بالينابيع الساخنة، إذ تحتضن نحو 62% من إجمالي الينابيع الساخنة في الأرض؛ بنحوٍ يصل إلى 10 آلاف ينبوع على الأقل.
تاريخ منتزه يلوستون الوطني
جاءت تسمية أقدم منتزه وطني في العالم تيمنًا بالنهر الخالد نهر يلوستون، والذي كان سابقًا يحمل اسم روش جون وفق ما أطلقه عليه الصيادين الفرنسيين في السنوات الأخيرةِ من القرن الثامن عشر؛ وذلك استدلالًا على الصخور الصفراء فيه، ومن أهم المحطات التاريخية في منتزه يلوستون الوطني ما يأتي:
– وصلت القدم البشرية إلى المتنزه منذ 11 ألف سنة انقضت، وذلك بالتزامنِ مع امتهانِ السكان الأصليين للمنطقة للصيد والقنص.
– كشفت التنقيبات عن وجود مبنى لمكتبِ بريد ضمن نطاقِ المنطقة الواقعة في غاردينيز مونتانات محملة بعلامةِ الزجاج أو قذيفةٍ ما.
– عثرت الآثار على أحجار السبح بكمياتٍ هائلة، والتي كانت استخدمت قديمًا في صناعة الأسلحة ورؤوس السهام وغيرها من الأدوات، ويستدل من ذلك على سيادة تجارة هذا النوع من الحجارة في ذلك الوقت.
– اعترض بعض أهالي المنطقة على إنشاء الحديقة في بداية الأمر، وذلك خوفًا من تدهور الاقتصاد الإقليمي وعجزه عن الازدهار، إلا أن بعض الدعوات قد جاءت لتضييق مساحة الحديقة تحفيزًا لتطوير الصيد والتعدين هناك.
الحياة البرية في منتزه يلوستون الوطني
تفتقد معظم دول العالم إلى الحياة البرية أو وجود حدائق عامة أو منتزهات تجعل المواطنين يقتربون من الطبيعة، لذلك يعج المنتزه بحياةٍ برية فريدة من نوعها تضفي على شهرتها نطاقًا اضافيًأ من الشهرة، حيث تتنافس هذه الحياة مع الينابيع الحارة بالانتشار، إذ يستوطن في ربوعها أكثر من 300 نوع طيور، أما الأسماك فيسبح في مياهها 16 نوع، بينما تنتشر 5 أنواع مختلفة من البرمائيات، إلا أن أنواع الثدييات تتخطى 67 نوع، أما عن الزواحف فعددها يصل إلى 6 أنواع، وفي التالي تفاصيل الحياة البرية في منتزه يلوستون الوطني:
الحيوانات
تتنوع الحيوانات داخل المنتزه بشكل كبير، وهذا هو تفصيل الحيوانات داخل المنتزه الوطني:
الثدييات: يستوطن عدد ضخم من الثدييات في يلوستون؛ حتى اعتبرت أكبر موطن للثدييات على مستوى الولايات المتحدة أجمع، كما تمتاز بتنوع الحيوانات الصغيرة المختلفة، من أبرز الأنواع الثمانية المنتشرة فيها من ذوات الحوافر كل من الماعز الجبلي، الغزال ذو الذيل الأبيض، الأيل، الأغنام الكبيرة وغيرها، أما الحيوانات المفترسة منها الدببة بشقيها الرمادية والسوداء، الذئاب، الوشق، الأسود.
الطيور: يُحلّق في أجواء منتزه يلوستون الوطني أكثر من 300 نوع على الأقل منذ عام 1872م، ويدرج تحت هذا الرقم كل من الطيور المائية، الطيور الجارحة، الطيور المغردة، وأيضًا طيور الشواطئ، وتخضع مختلف أنواع الطيور للمراقبة باستمرار لجمعِ أهم التفاصيل حول الوفرة والتكاثر، وبذلك فإن هناك بعض الأنواع حافظت على وجودها لأكثر من 25 عام على الأقل.
الكائنات البحرية: أو بشكلٍ أدق الأسماك بمختلف أنواعها، تلعب الأسماك دورًا هامًا في تحفيز اقتصاد المنطقة، إلى جانبِ فتح الأفق أمام الزوار لخوضِ تجارب فريدة، إلا أنه في الآونة الأخيرة قد حرصت إدارة المتنزهات الوطنية على اتخاذ أعلى درجات السلامة للحفاظ على النظام البيئي في ظلِ تراجع الأعداد السابقة للأسماك، وقد رسمت خطط استراتيجية للوقايةِ من انقراض الأنواع واسترجاع الدور البيئي لها، على رأسها سمك السلمون المرقط، الأسماك الرمادية النهرية.
النباتات
إن النباتات تأسر القلب في أي مكان، ولكن داخل يلوستون لها مظهر جمالي مختلف تخطف العين والقلب والروح معًا، وهذا هو تفصيل النباتات وأشهر الأنواع هناك:
تُزهر في أرجاءِ غابةِ يلوستون عددًا من الأزهار البرية المختلفة؛ فتعكس مظر المروج الملونة، ومن هذه الأنواع زنابق الأنهار الجليدية، الأرنيكا، رأس ستير وغيرها، فتصبح المناطق الشمالية من المنحدرات تعج باللون الأصفر في الربيع، ثم تبدأ الألوان البيضاء والزرقاء والبرتقالية والحمراء بالانتشار لترسم لوحة فنية طبيعية في مختلف الأرجاء.
تمتد النباتات المنتشرة في منتزه يلوستون في نطاقٍ واسع يشمل السهول الكبرى شرقًا وصولًا إلى جبال روكي، امتدادًا إلى الغرب حيث منطقة إنتروماونتين، وتروي النباتات معظم تفاصيل التغيرات الجيولوجية الطارئة على المنطقة مثل الانهيارات الأرضية، التغير المناخي، الحرائق المدمرة والفيضانات وغيرها، وتعتبر أرضًا لنمو الموائل النباتية غير العادية تطغى عليها الخصائص الحرارية للمنطقة، إضافة إلى أنواع أخرى.
في السطور الأخيرةِ من المقال؛ فإن زوّار أقدم منتزه وطني في العالم قد حققوا حُلمًا بالوقوفِ بين أحضان منطقة متفاوتة الجغرافيا والجيولوجيا، هذا منتزه يلوستون الوطني موطن المناطق الحرارية والنباتات غير الاعتيادية، لكن مؤخرًا قد حرصت البلاد على تحديد ساعات عمل معينة تطرأ للتغيير بين وقتٍ وآخر.
لتحقق حلمك كزوّار المنتزه اطلع على أهم التفاصيل حول ساعات ومواعيد عمل المنتزه من هنا، من المؤكد ستكون رحلة فريدة من نوعها تستحق التكرار مرارًا. بالإضافة إلى ذلك فيمكنك عمل رحلة عائلية إن كانت عائلتك تتكون من أطفال، فالأطفال تحب الطبيعة الخلابة واللهو مع الحيوانات والتعرف عليهم عن قرب.