آخر تحديث في 4 يناير, 2022
كون العرب في نيوجيرسي جالية عربية منحت الولاية المرتبة الخامسة على مستوى البلاد من حيث الوجود العربي، وتأتي بذلك بعد نيويورك وميشيغان وكاليفورنيا. وتعد الولاية بمقاطعاتها البالغة 21 أرضًا مضيافة للعرب، إلا أن حصة الأسد كانت من نصيب باسيك وبيرغن وهدسون، وذلك بحكم موقعها الجغرافي في الأجزاء الشمالية على مقربةٍ من نيويورك.
العرب في نيوجيرسي
تمكّن العرب في نيوجيرسي من ترسيخ جذورهم فيها من شتى الأصولِ والمنابت، فقد كشفت التقديرات السكانية لعامي 2005-2009 عن وجود أكثر من 85.956 عربي أمريكي في الولاية، وما يؤكد ذلك اسم رام الله الصغيرة الذي تحمله مدينة جنوب تارسون أو إسطنبول الصغيرة؛ والتي تتصدر بدورها المرتبة الثالثة مساحةً بين مدن نيوجيرسي، وتنغرس جذور بعض السوريين المقيمين في هذه المدينة هنا؛ إذ توافدوا إليها بالتزامنِ مع ترحال أسلافهم في مختلف العصور الثورية في مساعٍ لتجارة الحرير، ويطغى على هذه المدينة حالةٌ من التفاؤل عامةً.
مع حلول عام 2017م تمكن مكتب إحصاء السكان من تقدير عدد العرب في نيوجيرسي ممن يحملون الجنسية الأمريكية بعددٍ تخطى 116.240 نسمة، ويستدل بذلك إلى تضاعف عدد السكان في الولاية منذ عام 1980م، وفيما يتعلق بجنسياتِ العرب في نيوجيرسي فإنهم ينحدرون من أصولٍ مختلفة؛ منها: الأردن، سوريا، مصر، فلسطين، لبنان، دول الخليج، اليمن وتونس والعراق.
أكبر جالية عربية في نيوجيرسي
في سياقِ الحديثِ عن العرب في نيوجيرسي الأمريكية؛ لا بد من العروجِ إلى أكبر جالية عربية في نيوجيرسي والتي يشكلها المصريين عامةً، حيث رُصدت الأغلبية من العرب في نيوجيرسي بأنها من المصريين، وتعد بذلك الولاية الأكثر احتضانًا للمصريين بين الولايات الأمريكية المتحدة، ثم تأتي المجموعات اللبنانية والسورية؛ وتشكل المجموعات الأخيرة مجتمعة نسبة 20% فقط من إجمالي السكان العرب هناك.
تبعًا لإحصائيات عام 2000م؛ فإن نسبة المصريين قد بلغت 34% من إجمالي العرب في نيوجيرسي عامةً، بينما اتخذت الجماعات الفرعية الأخرى النسب التالية:
- لبنان: يشكل اللبنانيون 18% من إجمالي الجالية العربية.
- سوريا، أما السوريون فإن نسبتهم تتمحور حول 17%.
- فلسطين، أما الجالية الفلسطينية فإن نسبتهم بلغت 6% من النسبة الإجمالية.
- الأردن، لا تتخطى نسبة الأردنيين في نيوجيرسي عن 3%.
- الجنسيات المختلفة، من مختلف دول العرب يجتمعون ليشكلوا نسبة 13%.
مدينة باترسون أرض العرب في نيوجيرسي
على الرغم من صعوبة العيش في الخارج خاصة عندما ينتقل العرب إلى دول أجنبية مختلفة العادات والتقاليد والقوانين، إلا أن باترسون أصبحت موطنًا دافئًا لجاليةِ العرب في نيوجيرسي بالمرتبةِ الأولى، وقد أصبحت كذلك بالتزامنِ مع ازدياد أعداد العرب هناك؛ حتى اتخذت المدينة طابعًا عربيًا يروي تفاصيلًا عربية لكل من يشتاق لموطنه الأصلي. فقد شهدت المدينة ممارسة المهن والحرف العربية الأصيلة منها صناعة النول على يد السوريين القادمين من حلب.
في الآونة الأخيرة قد بلغ عدد سكانها 40 ألف عربي تقريبًا؛ مما استدعى الأمر انتخاب نائب رئيس للبلدية ينحدر من أصولٍ عربية فلسطينية.
المعيشة في نيوجيرسي
رسم العرب في نيوجيرسي نمطًا معيشيًا خاصًا بهم هناك، ولا بد من الوقوفِ على أهم تفاصيل المعيشة هناك، منها ما يلي:
- المكان الأفضل للعيش من حيث توفر فرص العمل والتعليم والخدمات الصحية المثالية.
- وجهة مثالية للترفيه وممارسة الأنشطة؛ إذ تكثر فيها ممارسة الرياضات المثيرة والمسارح وغيرها من المرافق.
- تعدد خيارات التسوق والسياحة، منها الخط الساحلي الممتد لأكثر من 130 ميل.
- التميّز بنظامِ نقلٍ فريد من نوعه؛ وذلك بارتيادِ قطارٍ أو سيارة للوصولِ إلى الوجهة المطلوبة.
- التنوع الثقافي في المجتمع، وذلك لاندماجِ العديد من الجنسيات العربية مع الثقافة الأمريكية.
- وجود خيارات متعددة من أنواع المساكن؛ سواء منازل ريفية أو شقق في عمارة وغيرها.
التعليم في نيوجيرسي
يحرص العرب في نيوجيرسي على البقاء فيها لعدةِ أسبابٍ مجتمعة، منها التعليم المثالي في هذه الولاية، إذ يصبح الطالب مؤهلًا بما يكفي لتحقيق النجاح الأكاديمي بحياته، ومن أبرز ما يوضح اهتمام الحكومة الأمريكية بالتعليم هناك ما يلي:
- حصول نحو 9 مدارس على الشريط الأزرق في عام 2019م مقدمة من وزارة التعليم.
- قيام نخبة من مدارس STEM القائمة على البعد التكنولوجي في ربوع نيوجيرسي؛ وتتصدر المراتب الأولى على مستوى البلاد.
- تصدُّر قائمة الولايات الأكثر تسجيلًا للأطفال في مرحلة ما قبل الروضة.
- اجتياز امتحانات الثانوية العامة من قِبل 90% من إجمالي السكان في الولاية، من ضمنهم العرب في نيوجيرسي.
- الولاية الأمريكية الأولى التي تقدم مجالًا في تعليم الفنون للأبناء الطلبة.
- بلوغ عدد الجامعات والكليات نحو 63 كلية تقريبًا في مختلف أرجاء الولاية، مما يسهل على العرب في نيوجيرسي الحصول على التعليم بكل سهولة ويسر.
الرعاية الصحية في نيوجيرسي
يحظى العرب في نيوجيرسي بوجودِ نظامٍ صحيٍ لا مثيل له؛ إذ لا يتطلب الأمر السفر والترحال إلى أماكن بعيدة للحصول على خدمةٍ صحية، وتتصدّر المستشفيات في الولاية مراتب مرموقة في سياقِ الابتكارات الطبية؛ انطلاقًا من خدمات الأمومة والطفولة ووصولًا إلى علاج السرطان بأنواعه، وفي إحصائيات حول ذلك فقد تبين أن هناك:
- 71 مستشفى متخصص في الرعاية المركزة.
- أكثر من 113 مستشفى.
- خضوع نحو 15 مستشفى في نيوجيرسي لمعايير الأداء العالمي وتلبيتها بحذافيرها.
ثقافة العرب في نيوجيرسي
لم يكن الجانب الثقافي مهمل بالنسبةِ لجاليةِ العرب في نيوجيرسي إطلاقًا، فقد حرصوا على الاندماج في مختلف أنواع الفنون والثقافات بحكمِ وفرةِ المقومات المناسبة لذلك؛ إذ تعج الولاية بالمسارح الإقليمية بواقعِ 100 مسرح، أما المتاحف فيتخطى عددها 100 متحف إجمالًا، وهذا ما يثبت نجاح الجالية العربية في نيوجيرسي في غرس ثقافتها وترك أثر عربي على الأراضي الأمريكية.
معلومات عن نيوجيرسي
بعد التعرف على أهم تفاصيل حياة العرب في نيوجيرسي عن قُرب، لا بد أيضًا من التعمق في معلوماتٍ قيّمة حول هذه الولاية العريقة لتتمكن من العيش بها إن كنت تفكر بالسفر والاستقرار هنام، فما يميز نيوجيرسي عن غيرها ما يلي:
- النشأة، يعود الفضل في نشأتها للأمريكيين الأصليين القاطنين في أراضيها منذ قرونٍ بعيدة.
- الموقع الجغرافي، ولاية أمريكية تستقر في ربوع المنطقة الشمالية الشرقية ضمن نطاقِ إقليم الأطلسي الأوسط.
- الحدود، ترتبط بحدودٍ جغرافية مع بنسلفانيا من الغرب، أما حدودها من الشرق والشمال فتأتي مع ولاية نيويورك، بينما تشرف من الجهة الجنوبية الشرقية على مياهِ المحيط الأطلسي.
- الاقتصاد، تتصدر المرتبة الثانية بين أغنى الولايات الأمريكية تبعًا للناتج القومي للفرد.
- التاريخ، أرضًا للمستوطنات الأوروبية الأولى منذ مطلع القرن السابع عشر.
- التسمية، حصدت تسميتها هذه تيمنًا باسم أكبر جزر القنال الإنجليزي “جزيرة جيرزي”.
- المعارك، دارت العديد من المعارك على أرض الولاية في غضونِ حرب الاستقلال الأمريكية خلال سنوات القرن الثامن عشر.
اندمج العرب في نيوجيرسي في المجتمع الأمريكي بكفاءةٍ عالية، حتى أصبحوا جزءً لا يتجزأ منه، كما رسخوا الجذور العربية في مناطق تواجدهم حتى اتخذت لقب حي العرب أو مناطق العرب هناك، ولم تتوانى الحكومة الأمريكية عن مد يد العون لهم وتقديم الخدمات المثالية لهم لينعموا بعيشٍ كريم كغيرهم من الأمريكان لتحتضن هذه الولاية العرب من مختلف المنطقة العربية، وتفتح لهم أبوابها في كافة المجالات ليعيشوا حياة متوفر بها كافة الخدمات الحياتية.