آخر تحديث في 4 يناير, 2022
تتكون الولايات المتحدة الأمريكية من خمسين ولاية -منها ولاية ميزوري الأمريكية-، بالإضافة لمقاطعة فيدرالية واحدة هي “واشنطن”. وتُعتبر كل ولاية دولة منفصلة داخل الدولة الأم، حيث تمتلك كل ولاية عددًا من الصلاحيات والحقوق المنصوص عليها في الدستور الأمريكي بمعزل عن الولايات الأخرى، بالإضافة لامتلاك كل ولاية إدارة خاصة بها تتألف من سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية، ويُمثلها عضوين في مجلس الشيوخ الأمريكي.
في هذه السلسلة سنحاول التعرف على كل ولاية على حدى، واستعراض معلومات عامة عنها من حيث الموقع الجغرافي، والتعداد السكاني، والنشاط الصناعي والتجاري والزراعي المميز لتلك الولاية، بالإضافة لاستعراض أهم العادات والتقاليد التاريخية الخاصة بتلك الولاية، وبعض المزارات السياحية والأثرية والمعاهد التعليمية والجامعات التي يُمكن زيارتها. وفي مقال اليوم سوف نتعرف على ولاية ميزوري الأمريكية.
أصل التسمية
تعني كلمة “ميزوري” بلدة قوارب الكانوي الكبيرة، وهو نوع من القوارب ذات المجدافين وهو اسم مُشتق من إحدى لغات القبائل الهندية الكبيرة التي كانت تسكن البلدة من اثنى عشر ألف عامًا.
الموقع والظواهر الجغرافية
تقع ولاية ميزوري في وسط الولايات المتحدة الأمريكية، ويحدها من الشرق ولايات “كنتاكي” و”إلينوي” و”تنيسي”، ومن الشمال ولاية “أيوا”، ومن الغرب ولايات “أوكلاهوما” وكانساس” ونبراسكا”، ومن الجنوب ولاية “أركنساس”. ويمر بها نهران عظيمان تركا آثرًا كبيرًا في تاريخ تلك الولاية وفي عادات وتقاليد أهلها وهما نهر “المسيسبي” و”الميسوري”، فنهر “المسيسيبي” يربط الولاية بجنوب الولايات المتحدة وخاصة منطقة “نيو أورليانز”.
أما “نهر الميسوري” فيمر من غرب الولاية حتى منتصفها ليلتقي مع نهر “المسيسبي” بالقرب من مدينة “سانت لويس”، وعلى ضفاف نهر “الميسوري” تنتشر الحشائش التي تُستخدم في عمليات الرعي وتربية الأبقار والمواشي، وعلى جنوبه تنتشر سلاسل جبلية مرتفعة أشهرها جبال “الأوزاك”. وعلى ضفاف نهر “المسيسبي” تنتشر زراعة القطن ومشاريع الري العملاقة التي تتحكم في كمية المياه أثناء موسم الفيضان.
وتتميز الولاية بالمناخ الحار الرطب صيفًا، والبارد شتاءً، حيث تصل درجة الحرارة في الصيف إلى 27 درجة مئوية، وفي الشتاء إلى 2 تحت الصفر.
وتتكون الولاية من مائة وأربعة عشرة مقاطعة، مثل: مقاطعة آيرن، ومقاطعة أوديرنو، ومقاطعة أوسيك، ومقاطعة سانت لويس ( وهي أكبر مقاطعات الولاية من حيث عدد السكان، فيبلغ عدد سكانها مليون نسمة تقريبًا)، ومقاطعة تكساس (وهي أكبر المقاطعات مساحةً، فتبلغ مساحتها حوالي 1900 كم مربع)، ومقاطعة جيفرسون سيتي (عاصمة الولاية)، وتحتل ولاية (ميزوري) المركز الواحد والعشرين بين ولايات الولايات المتحدة الأمريكية من حيث المساحة.
التاريخ
سكن ولاية ميزوري الهنود الحُمر لفترة طويلة، ولكن عام 1541 زارها الرحالة الفرنسي “هيرناندو دي سوتو”، وفي عام 1682 زارها فرنسي آخر وهو “سيير دو لا سال” وبناءً على تلك الزيارة ادعت فرنسا حقها في حكم الولاية وضمها للتاج الفرنسي.
توافد التجار الفرنسيون على الأرض وبدأوا بتجارة الفراء، وبسبب نمو تلك التجارة أسس التجار الفرنسيون مدينتي “سان جينيفيف” عام 1735، و”سانت لويس” عام 1764. وبعد إجراء الولايات المتحدة مفاوضات شراء لويزيانا عام 1802 بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي، حصلت على ولاية “ميزوري” ضمن الصفقة، وانضمت الولاية بالفعل للولايات المتحدة الأمريكية عام 1821.
علم الولاية
تتخذ ولاية ميزوري علمًا خاصًا بها مثل باقي الولايات الأمريكية، واُختير هذا العلم عام 1913، وهو مُكون من ثلاثة أشرطة مرتبة بصورة أفقية من الأعلى للأسفل كالآتي: الأحمر والأبيض والأزرق، فاللون الأحمر يرمز للشجاعة والبسالة، والأبيض يرمز للنقاء والسلام، والأزرق يرمز للعدالة، وتتوسط تلك الألوان شعار الولاية مُحاطًا بأربعة وعشرين نجمة بيضاء، وهذا الرقم يعني أن ولاية “ميزوري” هي الولاية الرابعة والعشرين التي انضمت للولايات المتحدة الأمريكية.
الإحصاء السكاني
تحتل ولاية ميزوري المركز السابع عشر بين ولايات الولايات المتحدة الأمريكية من حيث تعداد السكان، فيبلغ عدد سكانها ما يُقارب 5,988,927 نسمة، ويشكل البيض من أصول أوروبية 84,9% من إجمالي السكان، والأفارقة الأمريكان نسبة 11,2%، والآسيويين 1,1%، والهنود 4. %.
أكبر خمسة مجموعات عرقية في ولاية ميزوري هم: الألمان (23.5%)، الأيرلنديون (12.7%)، الأمريكيون (10.5%)، الإنجليز (9.5%)، الفرنسيون (3.5%).
ويبلغ نسبة الفقر في الولاية 10.3%، وذلك بسبب اشتغالهم بحرفتي الصناعة والزراعة فقط، فالولاية لا تُعد مركزًا هامًا للشركات الرأسمالية العملاقة، وبالتالي لا يُمكن اعتبارها من الولايات الغنية.
الاقتصاد
تعتبر ولاية “ميزوري” من أهم ولايات أمريكا الزراعية، فتحتوي الولاية على ما يزيد عن مائة ألف مزرعة، ولا يسبقها في هذا العدد إلا ولاية “تكساس”. ومن أهم منتجاتها الزراعية: فول الصويا، والذرة، والقمح. وتُعد الزراعة هي مصدر الدخل الرئيسي للولاية و لقاطنيها من السكان، فبلغ الناتج القومي للولاية وفقًا لتقديرات مكتب التحليلات الاقتصادية التابع لوزارة التجارة الأمريكية حوالي 193 مليار دولار.
وتنخفض نسبة البطالة في الولاية لتصل 5.4%، ونصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي للولايات المتحدة الأمريكية حوالي 30 ألف دولار سنويًا. وتتسيد الولاية مجال صناعة أدوات ومعدات النقل كالسيارات وقطع الغيار، بالإضافة لإسهاماتها الصناعية في مجالي المركبات الحربية والفضائية، وتساهم الولاية في 90% من إجمالي إنتاج الرصاص في الولايات المتحدة.
وتعتبر الولاية المقر الرئيسي للعديد من الشركات العملاقة مثل: شركة إنرجايزر القابضة لإنتاج البطاريات، وشركة كرومويل آند رامزي لانتاج البطاريات التي تعمل بالطاقة الشمسية، وشركة نابكو لصناعة السيارات.
الجامعات والمعاهد الحكومية
تحتوي الولاية على أربع جامعات ومعاهد حكومية وخاصة ذائعة الصيت، وهي كالآتي:
– جامعة ميزوري – كولومبيا: وهي جامعة حكومية تأسست عام 1839، وعدد طلابها 28 ألف طالب.
– جامعة ولاية ميزوري: وهي جامعة حكومية تأسست عام 1905، وعدد طلابها 19 ألف طالب.
– جامعة سانت لويس: وهي جامعة خاصة تأسست عام 1818، وعدد طلابها 11500 طالب.
– جامعة جنوب شرق ولاية ميزوري: وهي جامعة حكومية تأسست عام 1873، وعدد طلابها 9600 طالب.
الشخصيات البارزة
أنجبت لنا ولاية ميزوري واحد من أعظم الكتاب والأدباء في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية والأدب بالإجمال، وهو الأديب “مارك توين” المُلقب بأعظم فكاهي أنجبته الولايات المتحدة الأمريكية.
بالإضافة للرئيس الثالث والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية “هاري ترومان“، وما زال بيته ومكتبه الرئاسي موجودًا حتى الآن في بلدة كنساس سيتي، ومفتوح للزائرين والسياح.
السياحة
تتميز الولاية بمعالمها الطبيعية ذات المناظر الخلابة والبنايات العظيمة التي تدل على براعة صانعيها والتطور العلمي والتكنولوجي، بالإضافة للمهرجانات والكرنفالات الموسيقية والشعبية، ولعل من أهم تلك المعالم ما يلي:
– قوس البوابة: وهو قوس مصنوع من الفولاذ والخرسانة، ويبلغ ارتفاعه 192 متر، ويمر من تحته نهر المسيسبي، ويلتقي على بعد 15 ميلًا من القوس بنهر ميزوري.
– مهرجان سكوت جوبلين لموسيقى الراغتايم: وهو مهرجان على اسم الملحن الموسيقي “جوبلين”، ويمتد لمدة أسبوع في مدينة سيداليا، وموسيقى الراغتايم هي إحدى أنواع الموسيقى المُبتكرة حديثًا.
– مسرح دوللي بارتون: أحد المسارح التاريخية والشهيرة ولكنه لا يقدم عروض فنية، بل يقدم استعراض للخيول التي تشتهر المدينة بتربيتها، وذلك من خلال عرض “ديكسي ستامبيد” الذي يشمل 32 حصانًا يقدمون أحدث العروض والاستعراضات البهلوانية.
– مزرعة وارم سبرنجر: أحد أشهر مزارع الخيول في الولاية، والتي تحوي بداخلها على أكثر أنواع الأحصنة المميزة في العالم وهي أحصنة ” بدوايزر كلايد سيدل”
تختلف ولاية ميزوري عن الولايات الأخرى بطابعها الهادئ وحياة أهلها البسيطة، ولكن بالرغم من هذا فهي تتميز بالعديد من المميزات سواء في المجال الزراعي أو الصناعي، وتمتلك تأثيرًا واضحًا في الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة لامتلاكها ثقافة وفكر خاص يتمثل في أجوائها الاحتفالية و الكرنفالية.