آخر تحديث في 4 يناير, 2022
تتكون الولايات المتحدة الأمريكية من خمسين ولاية -منها ولاية كاليفورنيا الأمريكية-، بالإضافة لمقاطعة فيدرالية واحدة هي “واشنطن”. وتُعتبر كل ولاية دولة منفصلة داخل الدولة الأم، حيث تمتلك كل ولاية عددًا من الصلاحيات والحقوق المنصوص عليها في الدستور الأمريكي بمعزل عن الولايات الأخرى، بالإضافة لامتلاك كل ولاية إدارة خاصة بها تتألف من سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية، ويُمثلها عضوين في مجلس الشيوخ الأمريكي.
في هذه السلسلة سنحاول التعرف على كل ولاية على حدى، واستعراض معلومات عامة عنها من حيث الموقع الجغرافي، والتعداد السكاني، والنشاط الصناعي والتجاري والزراعي المميز لتلك الولاية، بالإضافة لاستعراض أهم العادات والتقاليد التاريخية الخاصة بتلك الولاية، وبعض المزارات السياحية والأثرية والمعاهد التعليمية والجامعات التي يُمكن زيارتها. وفي هذا المقال سنتعرف سويًا على ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
أصل التسمية
يرجع أصل كلمة “كاليفورنيا” إلى قصة أسطورية مفادها وجود جنة خيالية مأهولة بالأمازونيات السود وتحكمها الملكة “كاليفيا”، والأسطورة مُدونة في كتابات الكاتب الأسباني “جارسيا أوردونيز” عام 1510، ويُعد اسم “كاليفورنيا” هو أقدم اسم أوروبي مازال مُستخدمًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وأول من استخدمه هو “دييغو دي بيسيرا” قائد البعثة الإسبانية التي وصلت تلك المنطقة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1533.
الموقع والظواهر الجغرافية
تقع ولاية كاليفورنيا الأمريكية غرب الولايات المتحدة الأمريكية، ويحدها شرقًا ولايتي “نيفادا” وأريزونا”، وغربًا “المحيط الهادئ”، وشمالًا ولاية “أوريجون”، وجنوبًا دولة المكسيك.
وتتميز الولاية بتنوع التضاريس الطبيعية، فتحتوي الولاية على سلسلة من الجبال المنخفضة تُسمى “جبال الساحل” ومن أشهرها “جبل ويتني – Whitney mountain” الذي يُعد من أعلى القمم الجبلية بالولايات المتحدة الأمريكية، ويمر بها العديد من الأنهار لعل أشهرهم هما نهري “سان جوكين” و”ساكرامنتو”. بالإضافة لوجود “وادي الموت – Death Valley” جنوب شرق الولاية، الذي ينخفض عن سطح البحر حوالي 282 قدم.
يتنوع المناخ في “كاليفورنيا” من مناخ متوسطي إلى مناخ شبه قطبي، ففصل الشتاء شديد الحرارة وجاف وسُجلت أعلى درجة حرارة في شهر يوليو عام 1913، وفي الشتاء يتميز المناخ بالاعتدال البسيط مع هطول الأمطار، وأقل درجة حرارة مُسجلة عام 1937 وهي 40 درجة تحت الصفر.
وتتكون الولاية من 57 مقاطعة، منها ثماني مقاطعات من أكثر المقاطعات أكتظاظًا بالسكان في الولايات المتحدة الأمريكية وهي كالآتي: لوس أنجلوس (ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة اكتظاظًا بالسكان ويبلغ عدد سكانها 3.849.378 نسمة)، وسان دييغو، وسان خوسيه، وسان فرانسيسكو، و فريسنو، وسكرامنتو(عاصمة الولاية)، ولونغ بيتش ، وأوكلاند.
التاريخ
لم تتأسس أي مستعمرة أسبانية في هذا الجزء من الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 1769، وعُرفت باسم “سان دياجو”، وفي عام 1847 انضمت “كاليفورنيا” إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد ما سلمتها المكسيك إلى “جون فريمونت”. وبعد اكتشاف الأمريكي “جيمس مارشال” منجمًا للذهب على أراضيها عام 1848، أصبحت تلك المنطقة هدفًا لكافة الناس للبحث عن الذهب.
انضمت ولاية كاليفورنيا الأمريكية رسميًا إلى اتحاد الولايات الأمريكية عام 1850، لتصبح الولاية الحادية بعد الثلاثين في تاريخ الإنضمام.
علم ولاية كاليفورنيا الأمريكية
اُعتمد علم ولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 1911، وهو عبارة عن “دب” يُمثل أخر دب تم اصطياده من الولاية واسمه “مونارش”، بالإضافة لوجود نجمة حمراء أعلى يسار العلم وخلفية بيضاء، والنجمة الوحيدة هي دلالة على العلم القديم للولاية الذي كان عبارة عن خلفية بيضاء يتوسطها نجمة حمراء كبيرة.
الاقتصاد
تتمتع ولاية كاليفورنيا الأمريكية باقتصاد ضخم، يُعتبر من أقوى عشرة اقتصادات في الولايات المتحدة الأمريكية، وتُعد الزراعة هي عصب اقتصاد هذه الولاية، أشهر الزراعات داخل الولاية هي: العنب، والبصل والطماطم والقطن والبرتقال والزهور، بالإضافة لكونها إحدى مراكز صناعة النبيذ في الولايات الأمريكية.
تُمثل الصناعة أيضًا موردًا هامًا من موارد الولاية الاقتصادية، في صناعة المواد الغذائية والإلكترونيات، بالإضافة لصناعة أشباه الموصلات الكهربية (نظرًا لوجود وادي السيليكون في شمال الولاية) هم أهم الصناعات التي تتميز بها الولاية، فضلًا عن استخراج المعادن والبترول.
ويعتبر الإنتاج السينمائي والسياحة من أهم مصادر الدخل القومي للولاية، وذلك لوجود العديد من المقاطعات التي تُستخدم للسياحة وللتصوير التلفزيوني والسينمائي مثل: مدينة هوليوود، ومدينة ديزني لاند، ومدينة بيربانك، وشلالات يوزميت.
وبلغ إجمالي الإنتاج القومي للولاية ما يزيد عن المليار ونصف مليار دولار، ويبلغ متوسط دخل الفرد سنويًا 35 ألف دولار، ووصلت نسبة البطالة إلى 5.4%.
الجامعات والمعاهد الحكومية
تحتوي ولاية كاليفورنيا الأمريكية على ثلاث جامعات ومعاهد حكومية وخاصة ذائعة الصيت في كافة أنحاء العالم، ولها إسهامات علمية بالغة الأهمية، وهم كالآتي:
– جامعة ستانفورد: تأسست عام 1891، وهي جامعة خاصة يبلغ عدد طلابها 18,836 طالبًا، وتقع خارج مدينة سان فرانسيسكو.
– جامعة كاليفورنيا الحكومية: تنتشر هذه الجامعة في العديد من أنحاء الولاية.
– جامعة كاليفورنيا: لها العديد من الفروع بمدن كاليفورنيا، وملحق بها العديد من المعاهد المتوسطة والعالية.
السياحة
تُعتبر ولاية كاليفورنيا الأمريكية أحد أغنى المناطق في الولايات المتحدة الأمريكية بالمناظر الطبيعية والظواهر الفريدة بالإضافة لكونها على الساحل الشرقي للمحيط الهادي، مما يجعلها وجهة رائدة للسياحة، ولعل أبرز ظواهرها وواجهتها السياحية كالآتي:
– مدينة سانتا كروز: بالرغم من صغر حجم المدينة، إلا أنها إحدى الوجهات السياحية للولايات المتحدة، لما بها من شواطئ جميلة تجذب السائحين من كافة أنحاء العالم.
– بحيرة تاهو: تتميز بحيرة تاهو بأنها تُعتبر هي أكبر بحيرة للمياه العذبة موجودة في جبال الألب في أمريكا الشمالية، كما تعتبر بحيرة تاهو هى المقصد الأساسى و الوجهه المميزة للسياحة للمسافرين الأجانب و المحليين على حد سواء؛ وذلك لأنها تشتهر بوسائل الترفيه في الهواء الطلق التى تقدمها للزائرين فهي تضم الكثير من الانشطه مثل الغوص والسباحة وركوب الأمواج بالإضافة إلى تسلق الجبال والتزلج، بما في ذلك المشي لمسافات طويلة وصيد الأسماك و التخييم.
– ديزني لاند: أشهر و أكبر مدينة ألعاب، تتسم ديزني بالأجواء الساحرة و خدماتها الترفيهية المتميزة حيث يوجد بها حدائق تم تشكيلها على شكل الشخصيات الكرتونية المحببة لدى الكثير من الناس منها سنو وايت والجميلة والوحش وبطوط وميكي وميني. و أيضًا تتيح المدينة للزائرين إمكانية إقامة حفلات زفاف وأعياد ميلاد وذلك بالإضافة إلى مشاركة أشهر شخصيات ديزني. وقد تتيح لك موكب خاص لك وكعكة رائعة لاحتفالك لتشارك مع أصدقائك أروع اللحظات وتصبح ذكرى مميزة بالنسبة لك. فمع كل خطوة تخطوها أثناء في سيرك داخل هذه المدينة سوف تقابلك شخصية ما ترحب بك و تبدأ حديث خاص معك وكذلك يتيح لك التصوير معها شخصيات فيلم UP وغيرها من الشخصيات المشهورة.
– حديقة وادي الموت: ومن المناطق المثيرة للغرابة بكليفورنيا هي حديقة وادى الموت فهى وجهة مميزة ومناسبة لمحبى الاثاره والغموض. حيث أنها تضم الكثير من الشخصيات الباحثين عن الغموض وحب المغامرة واكتشاف الظواهر الغريبة التي لن تشاهدها فى أى مكان آخر سوى بكاليفورنيا .
وفي ختام مقالنا، تُعد ولاية كاليفورنيا الأمريكية من أهم الولايات الأمريكية، نظرًا لما تمنحه للولايات المتحدة من دعم اقتصادي من كافة الجوانب الزراعية والصناعية والسياحية، فضلًا عن كونها مركز سياسي وإداري هام مُؤثر للغاية في القرارات السياسية.