قانون نيوتن الثالث ينص على أن لكل قوة فعل قوة رد فعل مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه. هذا يعني أنه عندما يتم تطبيق قوة معينة على جسم، فإن هناك قوة متعاملة تحدث على جسم آخر بنفس المقدار ولكن باتجاه معاكس.
يُعتبر قانون نيوتن الثالث واحدًا من ثلاث قوانين الحركة التي وضعها الفيزيائي الإنجليزي إسحق نيوتن في القرن السابع عشر. قوانين نيوتن للحركة تشكل الأساس لدراسة الديناميكا، وهي فرع من الفيزياء يدرس تأثير القوات على حركة الأجسام.
وفقًا للقانون الثالث، فإن القوتين تعتبران جزءًا من زوج قوى تفاعلية، ويُطلق عليهما “زوج قوى العمل والرد”. وقوة العمل هي القوة التي يتم تطبيقها على جسم معين، بينما تكون قوة الرد هي القوة التي يتم تطبيقها على جسم آخر نتيجةً لتأثير القوة الأولى.
من المهم أن نلاحظ أن القوتين في زوج العمل والرد تعملان على أجسام مختلفة ولكن بنفس المقدار واتجاه معاكس. فإذا كنا نتحدث عن جسم A الذي يتعرض لقوة من جسم B، فإن قوة العمل هي القوة التي تطبقها جسم B على جسم A، وقوة الرد هي القوة التي يطبقها جسم A على جسم B بنفس المقدار ولكن باتجاه معاكس.
قام نيوتن بتوضيح قانونه الثالث بهذه الطريقة لإثبات أن الحركة هي نتيجة للتفاعل بين الأجسام. فعندما يتحرك جسم A بفعل قوة معينة، فإنه يتلقى قوة رد فعل مساوية من جسم B، وهذا يؤدي إلى توازن القوى وعدم تحرك الأجسام المتفاعلة.
يمكننا أن نجد أمثلة على قانون نيوتن الثالث في الحياة اليومية. على سبيل المثال، عندما نضرب كرة فإنها ترتد بعيدًا عنا وتتحرك في اتجاه معاكس للقوة التي تطبقها عليها. وكذلك عندما ندفع سيارة، فإن القوة التي نطبقها تؤدي إلى تحرك السيارة وفي نفس الوقت تعمل الأرض بقوة معاكسة لدفع السيارة.
يمكننا استخدام قانون نيوتن الثالث لفهم العديد من الظواهر الفيزيائية. فعندما نركل الفرد الحائم في الماء، فإن الحركة التي يتمنها تأتي نتيجةً للقوة التي يطبقها على الماء، وفي نفس الوقت يتلقى الفرد رد فعل من الماء بقوة مساوية ولكن باتجاه معاكس.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام قانون نيوتن الثالث في تفسير حدوث التفاعلات الكيميائية. فعندما تقوم مادة كيميائية بالتفاعل مع مادة أخرى، فإن القوة التي تطبقها الكيميائية الأولى تولد قوة رد فعل في المادة الثانية، وهذا التفاعل يؤدي إلى حدوث التغيرات الكيميائية.
باختصار، ينص قانون نيوتن الثالث على أنه لكل قوة فعل قوة رد فعل مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه. هذا القانون يمثل الأساس لتفسير التفاعلات الفيزيائية والكيميائية، ويساعدنا في فهم كيفية حدوث الحركة والتفاعل بين الأجسام.