تعددت أسماء أثرياء أمريكا الذين ساهموا بالنهوض الاقتصادي في أميركا،الذي كان نتيجة استغلال الغالبية منهم للكثير من ثروات أمريكا بطرق مثالية، والتي لم تكن إلا بدايةً لطريق تجميع الثروة. وتبعًا للأرباح الهائلة دخلت أسماء هؤلاء في قائمة أغنياء أمريكا والبعض منهم قامت بالتجاوز لتدخل قائمة أغنياء العالم. سنتعرف في هذه المقالة على أبرز أثرياء أمريكا مع ذكر صافي الثروات التي يتمتعون بها.
جون دي روكلفر
يعد جون دي روكلفر أول أثرياء أمريكا وحتى اللحظة هذه يحتل المرتبة ذاتها، إذ تبلغ ثروته 291.8 مليار دولار. بدأ روكفلر حياته المهنية في مجال تجارة السلع كالحبوب واللحوم، وعلى الرغم من نجاحه الملفت في ذلك المجال قرر توسيع نطاق عمله ليتجه إلى صناعة النفط، وفي عام 1870 أسس مع شركائه أنجح الشركات في تاريخ أمريكا. استطاع روكفلر التحكم بالعديد من جوانب أعماله النفطية عن طريق الحفاظ على التكاليف منخفضة والهوامش مرتفعة، وكان ذلك نتيجة تمكنه من مفاهيم التكامل الرأسي.
كانت خطوة توصله لطريقة توحيد جودة النفط سيئة بالتزامن مع سيطرة شركة Standard Oil على أكثر من 92% من إجمالي إنتاج النفط في أمريكا. ولكن في عام 1911 أصدرت المحكمة العليا قرارًا بالقضاء على تلك الشركة مستشهدةً بذلك قوانين مكافحة الاحتكار. وعادت الريادة في وقتها لجون دي روكفلر ليصبح بأعماله النفطية أول مليارديرات أمريكا.
كورنيليوس فاندربيلت
يكون فاندربيلت أحد اثنين فقط من أثرياء أمريكا الذين جمعا ثروة تزيد قيمتها عن 235 مليار دولار في عام 2022. في البداية عمل كورنيليوس فاندربيلت في مجال نقل البضائع على الأنهار المحيطة بعاصمة أمريكا، ومن هنا قام بشق طريقه من قبطان سفينة نقل بضائع إلى رائد بمجال صناعة السفن وتشغيل طرق العبّارات. وخلال منتصف القرن التاسع عشر اكتشف كورنيليوس فاندربيلت أسرع طريق للبواخر من مدينة نيويورك إلى كاليفورنيا، إلى جانب تغيير وجهته إلى مجال صناعة السكك الحديدية الناشئة عبر القارات ليصبح بذلك واحدًا من أغنياء مليارديرات أمريكا.
إيلون ماسك
ولد ماسك في بلدان جنوب أفريقيا وفي سن 17 عامًا انتقل مع أهله لكندا ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الدراسة في جامعة بنسلفانيا. أصبح ماسك مليونيرًا للمرة الأولى في عام 1999 من خلال بيع شركة دليل إرشاد للمدن عبر الإنترنت التي شارك بتأسيسها شقيقه Zip. استمر في مسيرته المهنية عبر الإنترنت حتى عام 2002.
تأخذ مشاريع ماسك الأخيرة القسم الأساسي من صافي ثروته التي تبلغ 207 مليار دولار أمريكي، ومن أهم هذه المشاريع تكون شركة تصنيع السيارات الكهربائية تيسيلا موتورز وشركة تصنيع صواريخ سبيس إكس. ارتفع صافي ثروة إيلون ماسك على مدار الأعوام الماضية من 24.6 مليار لأكثر من 200 مليار دولار في الوقت الحاليّ. وقد كان في طريقه للسيطرة على Twitter ولكنه يسعى لتخفيض قيمة السعر المتفق عليه وهو 44 مليار دولار.
سام والتون
يعد والتون واحدًا من أثرياء أمريكا وفي الوقت ذاته من أنجح رجال الأعمال حول العالم، إذ تُقدر صافي ثروته 194.6 مليار دولار في عام 2022. افتتح والتون أول متجر Walmart في مدينة روجرز وبعدها أركنساس وأخذ بالتوسع إلى حين أصبح مدير شركة عامة وأكبر بائع تجزئة في العالم. ومع استمراره بالنجاح أصبح والتون من أكبر مليارديرات أمريكا في عام 1985.
جون جاكوب أستور
عاش جون جاكوب أستور حياته فقيرًا ولكن سرعان ما شق طريقه نحو الثراء، وكانت تلك الخطوة عقب هجرته إلى أمريكا وزواجه من عائلة ثرية عام 1785 واستثمار أموال زوجته. بدأ أعماله بعد سنةٍ من زواجه وأصبح صاحب أكبر شركة فرو في تلك البلاد في عام 1800. قامت شركته الضخمة بتصدير الفراء إلى الصين و استيراد الحرير منها بكميات كبيرة. باع جان جاكوب أستور كامل أعماله الخاصة بالفراء واتجه إلى العمل بالممتلكات العقارية في مدينة نيويورك مثل المنازل السكنية والفنادق. نهض بثروته بهذه العقارات لتصل إلى ما يقارب 160 مليار دولار.
ستيفن جيرارد
ولد ستيفن جيرارد في فرنسا عام 1750 وقام بالإبحار في سن الرابعة والعشرين لبيع سلعٍ مثل القهوة والسكر، بهذا العمل استثمر أمواله وقام ببداية الأمر بشراء أسطول من السفن التجارية إلى جانب وضع الأرباح في أول بنك أُقيم بالعاصمة نيويورك.
في عام 1778 تمكن جيرارد من أخذ الجنسية الأمريكية وشراء أصول ذلك البنك بهدف استخدامه لخدمة البلاد عن طريق إقراض مبالغ مالية ضخمة وذلك خلال حرب 1812، الأمر الذي ساهم في صمود حكومته في تلك الفترة. تُقدر صافي ثروة ستيفن جيرارد بأكثر من 130 مليار دولار.
جيف بيزوس
تمكن جيف بيزوس من الاستفادة من ثروات أمريكا والقيام بتأسيس شركة أمازون الضخمة. ليصبح بذلك أحد أغنى رجال العالم، إذ تقدر ثروته بالوقت الحالي حواليّ 130 مليار دولار. بدأ بيزوس العمل في مجال بيع الكتب عبر الإنترنت في عام 1994، الذي فيما بعد أضحى القوة المسيطرة في تاريخ التجارة الإلكترونية. إلى جانب النجاح الباهر التي حققته شركة أمازون كان امتلاكه لصحيفة واشنطن بوست وشركة بيع الصواريخ التي تسمى Blue Origin دورًا مهمًا في دخول اسمه لعالم أغنياء أمريكا.
بيل جيتس
في تسعينيات القرن الماضي حقق بيل جيتس نجاحًا أخذ به لنيل لقب أغنى شخص في العالم لعدة سنوات، ومع ثروته التي تفوق 120 مليار دولار في بداية عام 2022 نال مرتبة أحد أغنى 10 أمريكيين في التاريخ. ترك بيل جيتس دراسته في جامعة هارفارد في عام 1975 ليقوم بالمشاركة بإنشاء شركة مايكروسوفت للكمبيوتر. بعد حواليّ 12 عامًا كان بيل جيتس أصغر ملياردير حول العالم. وفي الأعوام التالية نال لقب أغنى رجل في العالم. ولكن في الأعوام الماضية تراجع دور جيتس الإدرايّ في شركة مايكروسوفت ليتوجه بتركيزه على الأعمال الخيرية التي امتدت على مستوى البلد كاملًا.
ريتشارد ميلون
يصنف ريتشارد ميلون وشقيقه أندرو من أكبر مليارديرات أمريكا على مر العصور، إذ قُدرت صافي الثروة لريتشارد وحده بما يقارب 120 مليار دولار. وكان ذلك نتيجة ولادته من أب غنيّ من جهة، وإتاحة ولاية بنسلفانيا لعائلة مليون فرص ضخمة للاستثمار في صناعات السكك الحديدية والفحم. الأمر الذي دفعه مع الكثيرين من عائلته للنهوض باقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية.
ستيفن فان رينسيلار
كانت ثروة ستيفن فان رينسيلار والتي تُقدر بحواليّ 110 مليار دولار ورثةً من عائلته، إذ أنه كان الوارث الأخير من السلالة الذي يحصل على منحة أرض مساحتها هائلة في المنطقة الاستعمارية الهولندية الجديدة في ولاية نيويورك. قام رينسيلار باستثمار هذه الأرض عن طريق الإيجار. وعمل إلى جانب ذلك كعضو في مجلس الشعب ومجلس الشيوخ ونائبًا لعدة حكام في نيويورك، وكذلك كممثل في الكونغرس الأمريكي وهذه الأعمال كانت نتيجة انخراطه الكبير في عالم السياسة.
ألكسندر تيرني ستيوارت
يعد ألكسندر تيرني ستيوارت واحدًا من أصل 13 مواطنًا أمريكيًا تمكنوا من جمع ثروة تزيد عن 95 مليار دولار في عام 2021. قام ستيوارت بجمع هذه الثروة عن طريق البدء باستثمار ميراثه الذي يبلغ 3000 دولار فقط ببطء، لينشأ بعدها واحدة من أضخم إمبراطوريات مجال البيع بالتجزئة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
ولد في أيرلندا وقام بالسفر بعدها إلى أمريكا لبيع البضائع الجافة، وهذه كانت بداية الطريق ليصبح من أوائل بائعي التجزئة في الولايات المتحدة الأمريكية الذين يقدمون بضائعهم بأسعار تنافسية. أصبحت شركة ألكسندر تيرني ستيوارت ضخمة جدًا وذلك بعد فوزها بعقد لتصدير الزيّ الرسميّ للجنود خلال الحرب الأهلية، لتصل صافي ثروة ستيوارت في العام الماضي إلى 115.3 مليار دولار.
وهكذا مما تبين لنا نجد أن تعدد أثرياء أمريكا بمختلف أسباب ثرائهم ساهم بالنهوض الاقتصادي للبلد. فمنهم من اتجه للصناعة وقام بإنشاء العديد من الشركات التي ما يزال أثرها حتى يومنا هذا، ومنهم من اتجه للتجارة حول العالم. لتتمكن الولايات المتحدة الأمريكية بعدها بتوسيع مجالات عملها وتحقيقها نجاحات باهرة حول العالم في مجالات التجارة والصناعة والزراعة على مر العصور.