يقع مسجد الحسين على بعد مسافة قصيرة من وسط مدينة القاهرة، في منطقة من المدينة تُعرف باسم القاهرة القديمة أو القاهرة الإسلامية. تعد المنطقة موطنًا للعديد من مناطق الجذب الشهيرة، بما في ذلك عدد من المساجد التاريخية، فضلاً عن بازار خان الخليلي الشهير حيث كان التجار يبيعون بضاعتهم منذ القرن الرابع عشر.
بني المسجد في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
ربما اشتهر مسجد الحسين بحقيقة أنه موطن لأقدم مخطوطة كاملة للقرآن في العالم. يُعتقد أيضًا أنها تضم رأس الحسين، حفيد النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذي قُتل على يد الأمويين في العراق عام 680. يُعد مسجد الحسين اليوم من أقدس الأماكن الإسلامية في مصر.
نظرًا لأهميته الدينية وتراثه القديم، غالبًا ما يزوره كبار الشخصيات الأجنبية وغيرهم من الحجاج المسلمين من جميع أنحاء العالم. ميزة أخرى رائعة لهذا المسجد هي حقيقة أنه يمكن للمرء أن يرى مظلات ضخمة مزخرفة بشكل مزخرف في الجزء الأمامي من المبنى. تم تركيبها لسببين: توفير الظل الذي تشتد الحاجة إليه للمصلين خارج المسجد، وتوفير بعض المأوى من المطر أثناء هطول الأمطار الغزيرة. ومن المثير للاهتمام أن المظلات تعمل إلكترونيًا ولا تفتح إلا عند الحاجة.
تم بناء مسجد الحسين الأصلي في الواقع فوق مقبرة دفن فيها الخلفاء الفاطميون، على الرغم من أن هذا لم يظهر إلا بعد إجراء الحفريات. بناءً على المعتقدات الفاطمية، قام الخليفة الفاطمي الخامس عشر، وهو الجد الأكبر للحسين، بتتبع موقع دفن رأسه إلى مكان في سوريا حيث ظل مدفونًا لمدة قرنين ونصف تقريبًا.
مسجد الحسين في القاهرة
في وقت لاحق، في عام 1153، أصدر الملك المجيدي الظافر الأوامر بنقل رأس الحسين، وفي الحادي والثلاثين من أغسطس من نفس العام، تم نقل التابوت الذي يحتوي على رأس الحسين إلى مصر. وفقًا لإحدى المخطوطات القديمة، عندما تم إخراج رأس حسين من النعش، كانت هناك قطرات جديدة من الدم مرئية، ورائحة تشبه المسك ملأت الهواء.
ثم وضع رأس الحسين في التابوت ودفن في مكان يعرف اليوم بالمشهد الحسيني. كما دفن 13 إماماً فاطمياً آخرين في نفس الموقع.
يشتمل المبنى على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ومحرابه بني من قطع صغيرة من القيشاني الملون بدلا من الرخام وهو مصنوع عام 1303 هـ وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدي إلى حجرة المخلفات التي بنيت عام 1311 هـ.
والمسجد مبني بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي أما منارته التي تقع في الركن الغربي القبلي فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهي اسطوانية الشكل. ولها دورتان وتنتهي بمخروط وللمسجد ثلاثة أبواب من الجهة الغربية وباب من الجهة القبلية وباب من الجهة البحرية يؤدي إلى صحن به مكان الوضوء.
قد لا يكون مسجد الحسين أروع مسجد في مصر، لكنه لا يزال مسجدًا رائعًا للزيارة، وهو أيضًا صديق للزوار، مما يعني أنه حتى غير المسلمين مرحب بهم لدخول المسجد، إلا أثناء الصلاة.
كما هو الحال مع جميع المساجد، يجب على أولئك الذين يرغبون في زيارة مسجد الحسين أن يرتدوا ملابس مناسبة / محافظة، وكدليل على الاحترام، يجب على النساء أيضًا تغطية شعرهن بغطاء رأس.