القدس هي مدينة قديمة في غرب آسيا، على هضبة في جبال اليهود بين البحر المتوسط وبحر الميت. وهي واحدة من أقدم المدن في العالم، وتُعتَبر مقدسة للأديان الأبراهيمية الثلاثة – اليهودية والمسيحية والإسلام. تأسست المدينة في الأصل كمستوطنة يهودية في الألفية الثانية قبل الميلاد، وعانت على مر العصور من الكثير من التغيرات والصراعات.
تقع القدس في الشرق الأوسط، وتحديدًا في الجزء الغربي من الضفة الغربية المحتلة، التي استولت عليها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة عام 1967. ومنذ ذلك الحين، دأبت إسرائيل على تعزيز سيطرتها على المدينة ومصادرة المنازل والأراضي الفلسطينية فيها.
اعتبارًا من عام 1980، أعلنت إسرائيل القدس عاصمة موحدة للبلاد وقامت بنقل كامل مؤسساتها الحكومية إلى المدينة، بما في ذلك الكنيست (البرلمان) ومكتب رئيس الوزراء ووزارات الحكومة. تم اعتماد هذا القرار بوصفه قانونًا بواسطة الكنيست الإسرائيلي.
قرار إسرائيل الاستبطان والاستيلاء على القدس واستمرار بناء المستوطنات فيها أثار احتجاجات شعبية وغضبًا دوليًا كبيرًا. فقد تمت معترفة القدس كواحدة من المواقع الدينية المقدسة للأديان الثلاثة، وتعتبر المدينة عاصمة فلسطين المستقبلية بوصفها جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقلة والمعترف بها دوليًا.
تشتمل القدس على العديد من المعالم الشهيرة، بما في ذلك المسجد الأقصى والكنيسة القديسة الضريس (القيامة) وحائط البراق (الجدار الغربي)، وهي مكانٌّ مقدس ومهم للعديد من المؤمنين والحجاج من جميع الأديان. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي المدينة على العديد من المساجد والكنائس والمعابده الأخرى التي تحظى بتاريخ وثقافة غنية.
يستمر الصراع على المدينة القديمة في القدس بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث يطالب الأخيرون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تشمل القدس الشرقية ويعتبرونها عاصمتهم، بينما يقول الإسرائيليون إن القدس يجب أن تظل العاصمة الأبدية لإسرائيل وتكون تحت سيطرتها الكاملة.
بشكل عام، تبقى القدس مركزًا للتوتر والصراع في الشرق الأوسط، وتقف الكثير من الدول العربية والإسلامية والدول الغربية من جانب الفلسطينيين في هذا الصراع. يسعى العديد من المجتمع الدولي إلى إيجاد حل للنزاع القائم وتحقيق السلام الشامل في المنطقة، بما في ذلك التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن المستقبل النهائي للقدس.