المن والسلوى، المعروفة أيضًا بأسماء أخرى مثل (من السما) أو (ندى السماء) أو (العسل السماوي)، هي مادة صمغية دبقة تشبه الدبس، وتكون منتجة من أشجار الجوز المتقدمة في العمر وشجر البلوط وشجرة لسان العصفور وبعض الأشجار الأخرى التي تنمو في المناطق المرتفعة في فصل الخريف.
وثمة حشرة صغيرة تسمى “المن” تتواجد فوق جذوع هذه الأشجار، وتقوم بإفراز هذه المادة الصمغية التي يُعرف بالصمغ العربي، وتتجمع هذه المادة فوق الجذوع والأوراق. يقوم المزارعون بجمعها في الصباح الباكر لمنعها من التعرض لأشعة الشمس وفقدان فوائدها ويتم تنقيتها من الشوائب. وقد يتم إضافة مطيبات ونكهات مختلفة إلى هذا الصمغ العربي.
يُعتبر الصمغ العربي منتجًا قيمًا في العديد من الصناعات. فهو يستخدم في الصناعة الغذائية كمادة مثبتة ومعطِّرة، كما يدخل في صناعة العطور ومنتجات العناية بالبشرة والشعر. كما يستخدم في صناعة الدهانات والأصباغ والورنيش. وإضافةً إلى ذلك، يعتبر أيضًا من أهم المكونات في الصناعة الدوائية، حيث يستخدم في تصنيع الأدوية المعوية والمراهم والمستحضرات الطبية الأخرى.
تحظى الصناعات التقليدية المرتبطة بالصمغ العربي بأهمية كبيرة في الدول العربية، حيث تعتبر جزءًا من التراث الثقافي والاقتصادي لتلك البلدان. ففي بعض المناطق، يُعتبر تجميع الصمغ العربي مِهنَة تقليدية تمرَّ من جيلٍ إلى جيل. وتُعتبَر منطقة السودان من أكبر مناطق إنتاج الصمغ العربي في العالم، حيث تَحظى هذه الصناعة بأهمية اقتصادية كبيرة للبلاد.
لأن الصمغ العربي قيم ومرغوب فيه من قبل العديد من الصناعات، فإن الطلب عليه يعتبر مستدامًا. كما أنه يدعم القطاع الزراعي ويوفر فرص عمل للمزارعين والعاملين في صناعة جمع الصمغ. ومن الجدير بالذكر أنه تم العمل على تطوير تقنيات جديدة لجمع الصمغ العربي وزيادة كفاءة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد على هذه المادة القيمة.
في الختام، الصمغ العربي هو مادة صمغية قيمة تستخدم في العديد من الصناعات المختلفة، ويعتبر منتجًا مهمًا في الاقتصاد العربي. وتُعتبر صناعة جمع الصمغ العربي تقليدية ذات أهمية كبيرة في العديد من الدول العربية. وبفضل الطلب المتزايد على الصمغ العربي، نتوقع استمرار تطويرها وزيادة الإنتاج في المستقبل.