زبد البحر هو مصطلح يُشير إلى الفقاعات والرغوة التي تظهر على سطح البحر أو المياه الجارية. يتكون زبد البحر عادةً من مزيج من الهواء والماء ومواد عضوية متنوعة، وقد يحتوي أيضًا على مواد صلبة أو حبيبات دقيقة.
تشكل زبد البحر عندما يتم خلط الهواء مع الماء أثناء تداول المياه وتكوين الأمواج. يتم ضخ الهواء إلى المياه بواسطة حركة الرياح أو التيارات أو نشاط الكائنات البحرية مثل الأسماك والأحياء الدقيقة. عندما يتم خلط الهواء مع الماء، تتكون فقاعات صغيرة من الهواء في الماء، وهذه الفقاعات تتجمع على سطح الماء وتشكل الرغوة وزبد البحر.
قد يكون زبد البحر لونه أبيض، مائلاً إلى الشفافية أو الشفاف، أو قد يكون له لون أصفر أو أخضر أو بني. يعتمد لون زبد البحر على عدة عوامل مثل تركيز الجزيئات أو الأملاح أو الطحالب أو العوالق في الماء. كما يعتمد لون زبد البحر على مستوى التلوث الموجود في الماء.
تُستخدم خواص زبد البحر في تحديد حالة المحيطات والبحار، حيث يمكن أن يعطي فكرة عن كثافة العوالق والجزيئات والمواد العضوية في الماء. كما يساعد زبد البحر على تكوين عوامل البيئة المناسبة للكائنات البحرية الصغيرة والطحالب والأحياء البحرية الأخرى.
تعد الأمواج والتيارات من العوامل التي تؤثر بشكل كبير في تشكل زبد البحر. عندما تكون الأمواج قوية وترتفع بشكل ملحوظ، يزداد احتمال خلط الهواء بالماء وتكوين المزيد من زبد البحر. كما يساعد التيار على حركة زبد البحر وتجمعه في مناطق معينة على سطح الماء.
يمكن أن يتأثر تشكل زبد البحر أيضًا بالعوامل الطبيعية الأخرى مثل درجة حرارة الماء وتركيز الأملاح والمغذيات. فمثلاً، في المياه التي يكون تركيز الأملاح فيها منخفضًا، قد يكون زبد البحر أقل وضوحًا وأقل كثافة.
بالإضافة إلى العوامل الطبيعية، يمكن أن تؤثر النشاطات البشرية على تشكل زبد البحر وجودته. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تسبب التلوث النفطي التسربات النفطية في تشكل كميات كبيرة من زبد البحر وتلويث المياه والمناطق الساحلية.
باختصار، يمثل زبد البحر طبيعة جميلة ومعقدة تشكلت بفعل العوامل الطبيعية والنشاطات البشرية. يعد زبد البحر عنصرًا حيويًا في البيئة البحرية ويعكس حالة المياه والتلوث فيها. ومن المهم الحفاظ على نقاء المياه والحد من التلوث لحماية زبد البحر والكائنات البحرية الأخرى.