تحظى برامج الاستثمار وريادة الأعمال في أمريكا بعددٍ كبير من المتابعين، حيث تُعتبر أمريكا واحدة من أكثر الخيارات المحببة لريادة الأعمال بسبب الدعم التي تقدِّمه لروَّاد الأعمال و المستثمرين وخاصةً الأجانب، وهذا بدوره شجَّع الهجرة إلى أمريكا للقيام بالاستثمارات وتأسيس شركات وبدء العمل فيها. لذلك سنقدِّم لك من خلال السطور التالية شرحًا كافيًا عن ريادة الأعمال، وخطواتها، بالإضافة إلى أسباب دراسة برنامج MBA، ومعرفة الخطوات الأساسية لتصبح رائد أعمال في أمريكا.
مفهوم ريادة الأعمال
هي عمليّة خلق منشأة جديدة أو مشروع جديد عن طريق تحويل الأفكار حبيسة السطور إلى حيز التنفيذ لتحقيق الأرباح المادية والمعنوية لروَّاد الأعمال. وتسعى هذه العملية إلى تسخير كافة الفرص المتاحة التي تهدف إلى تطوير المنشأة من خلال أسلوب إبداعي وابتكاري مميَّز. وتعكس أيضًا مجموعة المخاطر التي يمكن أن تواجه المشروع الذي يسعى رائد الأعمال إلى تحقيقه. بالإضافة إلى تسليط الضوء على العوائد التي قد يحققها المشروع.
ولابدَّ من التنويه أنَّ عملية ابتكار الأفكار تعتمد على العديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية مجتمعةً، كما أنَّ مفهوما ريادة الأعمال والابتكار أصبحا ضرورة أساسية في المجتمع لتحقيق النمو والاستقرار والتطوُّر وخاصةً في الآونة الأخيرة.
ريادة الأعمال والابتكار
لكي نوضِّح مفهوم العلاقة المتبادلة بين ريادة الأعمال والابتكار، يجب أن نحدد تعريفًا واضحًا لكلٍّ منهما:
الابتكار: هو إضافة شيء جديد ومميَّز للمشروع من خلال الأساليب أو الأفكار أو الأجهزة، ويمكن تعريفه بأنَّه عملية تحويل الفكرة أو الاختراع إلى خدمات وسلع تساهم في صناعة القيمة المضافة، كما أنَّه يهدف إلى تطبيق مجموعة من الحلول الناجحة لتلبية احتياجات المشروع الجديدة. وبناءً على ذلك فالابتكار يتضمَّن مختلف العمليات التي يتم من خلالها معالجة الأفكار وتحويلها إلى منتجات تلبي مختلف الحاجات.
وكمثال على عملية الابتكار وريادة الأعمال في أمريكا نجد سلسلة الوجبات السريعة لمطاعم ماكدونالدز الشهيرة، التي طورت أساليب طهي الطعام منذ نشأة الشركة حتى حصلت على رخصة فرنشايز، إذ بدأت بتقديم وجبات العشاء على جانب الطريق، إلى أن وصلت إلى الوجبات السريعة التي نعرفها اليوم، والتي تتميَّز بالأسعار الرخيصة وسهولة الوصول. وقد وصلوا إلى ذلك بعد اعتماد طرقًا مبتكرة لهذه الصناعة وبرامج تدريبية متطورة حددت من خلالها أصناف قائمة الطعام، وأصبحت مثالًا يُقتدى بين سلاسل مطاعم الوجبات السريعة.
اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة.
العلاقة بين الابتكار وريادة الأعمال في أمريكا
إنَّ العلاقة بين ريادة الأعمال والابتكار هي علاقة منفعة متبادلة، حيثُ يحتاج روَّاد الأعمال إلى أفكار المبتكرين لقيادة السوق، والمبتكرون بحاجة لروَّاد الأعمال لجعل أفكارهم قيد التنفيذ، كما يجب أن تكون أفكار المبتكرين جذَّابة وذات فائدة لجذب روَّاد الأعمال.
ماذا يعني برنامج MBA؟
هو عبارة عن شهادة ماجستير في إدارة الأعمال وهي اختصارًا لجملة Master of Business Administration، وهي إحدى أهم الشهادات التي تمَّ الاعتراف بها عالميًا. ومن الجدير بالذكر أنَّ بداية تخصُّص برنامج MBA كانت في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصرًا في جامعة بنسلفانيا في عام 1900 م، تلا ذلك إنشاء كلية متخصصة في الدراسات العليا الخاصة باختصاص إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، حيثُ تمَّ البدء بتدريس أول برنامج ماجستير في إدارة الأعمال عام 1908 م.
إذ اُعتمد منهج الإدارة العملية كمنهج أساسي في السنة الدراسية الأولى، وبناءً على ذلك ارتفعت نسبة الطلاب المتقدمين لـ برنامج MBA في جامعة هارفارد وازدادت نسبة الهجرة إلى أمريكا،فقد بلغ عدد المتقدمين للجامعة في عام 1930م ، 1070 طالبًا وطالبة، وبعد ذلك بدأ برنامج MBA بالتطوُّر في جامعات ودول أخرى حتى أصبح من أهم تخصصات الماجستير في ريادة الأعمال في أمريكا خاصةً وفي العالم عامةً، وخاصةً بعد تَطوُّر القطاع الصناعيّ بشكل ملحوظ على مستوى العالم.
أمَّا عن المجالات التي يغطيها برنامج MBA فهي واسعة ومتنوِّعة مثل التسويق والموارد البشرية، والمحاسبة والتمويل، وإدارة العمليّات، وغالبًا ما يُسمَحُ للطلّاب بإدخال بعض المواد التي تُعتبر اختيارية تساعد الطلاب على معرفة مهاراتهم وصقل مواهبهم.
اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال الناجحة، ومقوماتها.
أسباب دراسة برنامج MBA
تُساهم دراسة برنامج MBA في العديد من المزايا الهامة، خاصةً إذا كانت ضمن أحد كليات إدارة الأعمال ذات المكانة العالية، ويمكن تلخيص بعض هذه المزايا بما يلي:
- المساهمة في تطوير المهارات الإداريّة: إنَّ دراسة تخصُّص MBA يساهم بشكل فعَّال في زيادة المهارات الإداريّة لدى الأفراد، فهي تسعى إلى تعليم الفرد كيفيّة المحافظة على سمعة الشركة الجيّدة، بالإضافة إلى كيفيّة تعامله مع الموظَّفين، وتطوير دافعيّة العمل لديهم.
- التعرُّف على الكثير من الشبكات التجاريّة: إنَّ دراسة ماجستير إدارة الأعمال يساعد الفرد على التعرُّف على زملاء وإدارييِّن ناجحين، والذي بدوره يُسهم في صقل قُدراته الإداريّة وتطويرها، من خلال إعطائه دورات تدريبيّة مكثَّفة في مجال إدارة الأعمال.
- تحقيق فُرَص محتملة لزيادة الدخل: يُوفِّر هذا التخصُّص رواتب عالية للمُوظَّفين، حيثُ أنَّ الشخص الذي يمتلك شهادة MBA يكون راتبه عادةً أعلى من الأفراد في التخصُّصات الأخرى.
- إمكانية تأسيس الفرد لشركة خاصّة به: بدوره يساعد برنامج الماجستير في إدارة الأعمال الأشخاص الذين يرغبون بتأسيس شركات خاصة بهم على تحقيق ذلك، من خلال إكسابهم القدرات، والمهارات، والمعرفة اللازمة للبدء بتأسيس النشاط التجاريّ الخاصِّ بهم.
- زيادة الفُرَص الوظيفيّة: إنّ مُعظم الأشخاص الذين يحصلون على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال تزيد فرصتهم بالحصول على مناصب إداريّة عالية، وهذا بدوره يُساهم إلى حَدٍّ كبير في زيادة رواتبهم.
- السَّفر إلى أماكن مختلفة: تتيح دراسة الماجستير إلى زيادة الفُرَص أمام الفرد للسَّفر إلى بُلدان اُخرى، كذلك الحصول على وظيفة مناسبة لقدراته والتي بدورها توسِّع آفاق الفرد المهنيّة والثقافية.
ريادة الأعمال في أمريكا
يُعد الاقتصاد الأمريكي الأكثر نشاطًا في مجال ريادة الأعمال في العالم، وذلك حسب ما أظهره مؤشر ريادة الأعمال العالمي (GEDI)، حيثُ يوضِّح هذا المؤشر عدد الأنشطة التي يتم دعمها في مجال ريادة الأعمال في أمريكا، مع العلم أنَّ أستراليا والسويد تحتلان المرتبة الثانية والثالثة على التوالي حسب هذا المؤشر.
ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ ريادة الأعمال في أمريكا تعني البدء بعمل تجاري من خلال الاستثمار وخلق وظائف جديدة في الشركات الناشئة الجديدة start up أو في الشركات القائمة، هذا وتُعتبر أمريكا أكثر الدول العالمية دعمًا للاستثمارات الهامة وذات المخاطر الكبيرة، ومن الجدير بالذكر أنَّ المتقدِّم إلى برنامج ريادة الأعمال في أمريكا عليه القيام بخطوتين هما:
- الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي تقديم خطة عمل قوية تتعلَّق بنوعية العمل الذي يختاره الرائد، وكيفية البدء به. بالإضافة إلى تعيين المسؤولين والمدراء عن هذا العمل، كما يجب تحديد مستوى الربحية والتنبؤ بالمخاطر التي قد تحدث، كذلك تحديد معدل الاستثمار وعدد الموظفين، وهذه الأمور بدورها ستحقق فوائد اقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية.
- أمَّا الخطوة الثانية فتتمثَّل بوجود رأس مال قوي وكافٍ لبدء مشروع تجاري استثماري ذي قيمة، بالإضافة إلى إدارة النفقات المطلوبة مثل تأشيرة الشركات الناشئة.
كيف تصبح رائد أعمال في أمريكا
إنَّ موضوع ريادة الأعمال في أمريكا من المواضيع الحساسة والتي تتطلب خبرة كبيرة لتنفيذ الخطوات وإعداد خطط العمل، لذلك يجب الأخذ برأي المستشارين ذوي الخبرة، وإتباع خطوات برنامج ريادة الأعمال التالية بعناية ودقة:
- إجراء عملية البحث والتحقيق في السوق، لمعرفة إذا كانت فكرتك سوف تتحوَّل إلى عمل ناجح، بالإضافة إلى أنَّها تعطيك معلومات كافية حول العملاء والمنافسين والوظائف المتعلقة بفكرتك.
- تصميم خطة العمل والتي تُعتبر أساس العمل و أهم خطوات ريادة الأعمال، حيثُ ستقوم باستخدامها لإقناع مكتب الهجرة إلى أمريكا لمساعدتك في إتمام عملية الإقامة، من خلال إثبات ربحية عملك.
- التمويل المالي من خلال معرفة مقدار رأس المال الذي يحتاجه العمل، و يجب زيادة رأس المال والموارد المالية اللازمين للبدء بالمشروع.
- اختيار مكان لريادة الأعمال، حيثُ تُعد هذه المرحلة من أهم مراحل ريادة الأعمال في أمريكا، لما لها من دور في معدل الضرائب، والمتطلبات القانونية والدخل.
- اختيار الهيكل القانوني وشكل العمل وذلك لتحديد متطلبات تسجيل الشركة ومعدل الضرائب و المسؤوليات.
- اختيار الاسم المناسب للشركة لأنَّ العلامة التجارية لها تأثير قوي على شهرة العمل و تطوِّره.
- تسجيل الشركة أو العمل التجاري.
- استلام الكود الضريبي الخاص بالولاية التي سيتم فيها العمل، والحصول على التراخيص اللازمة لذلك.
- افتتاح حسابًا مصرفيًا للأعمال التجارية والشركات و هو أمرٌ ضروريٌّ للتعامل مع الأمور القانونية والضريبية و إيرادات الشركة.
- التقدُّم للحصول على الإقامة و تقديم المستندات إلى مكتب الهجرة إلى أمريكا، بمساعدة مستشاري المكتب لاستيفاء كافة المستندات المطلوبة.
اقرأ أيضًا: 8 من أفضل جامعات إدارة الأعمال في أمريكا.
وفي النهاية يمكن القول أنَّ حلم كل شاب طموح هو أن يكون أحد روَّاد الأعمال، وأن يمتلك مشروعًا خاصًا به يستطيع من خلاله تحقيق ثروة مالية. وكما أسلفنا فإنَّ مفهوم ريادة الأعمال يقوم على مبدأ اكتشاف الفرص وتحويلها إلى مشاريع ناجحة، ورائد الأعمال الناجح هو الذي يمتلك القدرة على إنشاء هذا مشروع تجاري الناجح الذي يتجاوز من خلاله كافة المخاطر.