اختصَّ الله سبحانه وتعالى فرض الصيام في شهر رمضان فقط من بين كل الشهور، لمّا له من ميزات وفضائل عديدة ميزته عن غيره من الشهور. إذ يتساءل الكثير عن سبب فرض الصيام في هذا الشهر، واليوم سنوضح الجواب على سؤال: لماذا فرض الصيام في شهر رمضان؟
شهر نزول القرآن الكريم
إن القرآن الكريم أنزِل في شهر رمضان المبارك، ليكون هدى للناس ونبراسًا يُضيء حياتهم؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور، فتتحقق السعادة والرّاحة في الدنيا والآخرة.
أبواب الجنة تفتح في شهر رمضان
تكثر الأعمال الصالحة في هذا الشهر الفضيل، ويتسابق المسلمون جميعًا في الفوز برضى الرحمن، والابتعاد عن المعاصي والآثام التي من شأنها أن تجلب غضب الله تعالى، وتكون سببًا في دخول العبد النار. وكما ورد في معنى الحديث النبوي، في شهر رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتقيّد الشياطين (توثق وتصفد فلا تستطيع إغواء العبد بفعل الذنوب والمعاصي كما تفعل في بقية الأشهر) وفي رمضان تتضاعف الحسنات وترفع الدعوات والأعمال لله سبحانه وتعالى.
فرض الصيام يُشعر العباد بعظمة الخالق ومعاناة الفقراء
إن الصيام هو تربية للنفس البشرية وكبحها عن الإنقياد وراء شهواتها ورغباتها؛ إذ يتعود المسلم أن يمنع نفسه عن الشهوات مثلما منع نفسه عن تناول الشراب والطعام خلال ساعات الصيام في رمضان. وبذلك فإن الصيام يربي النفس على الاجتهاد والسعي في أداء العبادات والابتعاد عن المعاصي والامتناع عن الشهوات وكل ما حرّمه الله تعالى.
وبناء على ذلك، فإن فرض الصيام في رمضان يساعد المسلم على الشعور بنعم الله تعالى -التي تُعد ولا تحصى- فإن امتناع المسلم الصائم عن الأكل والشرب يشعره بالجوع والعطش؛ وبالتالي سيشعر بمعاناة المساكين والفقراء، ويستشعر فضل الله ونعمه في امتلاكه لقوت يومه، ويسجد شاكرًا للوهاب الشكور.
وفي نهاية المقال، لا تنسَ أن في هذا الشهر الفضيل؛ أبواب الجنة تفتح لكثرة الأفعال الصالحة التي تُقرّب العبد لله، وأبواب النار تغلق لابتعاد العبد عن الآثام التي تُغضب الله تعالى. وننوه إلى أن أهداف الصيام كثيرة ومن بينها: تعليم الصبر، الانتظام، انضباط النفس والقدرة على التحكم فيها وجهاد النفس… ونسأل الله -عزّ وجل- أن يعينكم على فرض الصيام والقيام وأن يتقبّل منكم صالح الأعمال والنوايا.