بالتأكيد، تُعتبر مرحلة الطفولة من أكثر المراحل صعوبة وحساسية للآباء في التعامل مع أطفالهم. ففي هذه المرحلة يتم زراعة الكثير من العادات والتصرفات والسلوكيات داخل نفوس الأطفال، ولذا فإنه من الضروري جدًا أن نحرص في هذه المرحلة على تربية أطفالنا على ما ينفعهم ومن أعظم ما ينفعهم هو حفظ القرآن الكريم، خاصةً أن مرحلة الطفولة تُعتبر من أفضل الفترات لحفظ القرآن حيث يكون للطفل القدرة الأكبر على حفظه والقدرة على استمرار ذلك لفترة طويلة. كما يُقال أن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وهذا ينطبق بشكل خاص على حفظ القرآن الكريم.
ولكن، هل هناك طرق وأساليب معينة يجب علينا اتباعها مع أطفالنا أثناء حفظهم للقرآن؟ في هذا المقال، سنحاول الإجابة على هذا السؤال وتقديم بعض النصائح الهامة.
الحفز وتشجيع الطفل:
يعرف الجميع أن الأطفال يشعرون بالسعادة والتحمس عندما يتلقون مكافآت أو مميزات تحبها، حتى لو كانت بسيطة. لذا، يمكننا استخدام هذه الطريقة مع أطفالنا لتحفيزهم على حفظ القرآن الكريم. على سبيل المثال، يمكننا أن نعد لهم مكافآت بسيطة مثل الثناء والتشجيع والهدايا الصغيرة عندما يحفظون صفحة معينة أو سورة من القرآن. هذا سيزيد من حماسهم وتحفيزهم للمضي قدمًا في حفظ القرآن.
إنشاء جدول زمني:
يعتبر إنشاء جدول زمني لحفظ القرآن من الخطوات الهامة في تربية الأطفال على حفظ القرآن. يمكننا تحديد أوقاتٍ محددة في اليوم لحفظ القرآن، مثل بعد صلاة الفجر أو قبل النوم. عندما يكون لديهم جدول زمني منظم ومحدد، سيكون الأمر أكثر تنظيمًا وسيساعدهم في الاستمرار وعدم الانشغال بأمور أخرى.
تطبيق تكرار المراجعة:
من النصائح المهمة في تعلم الطفل لحفظ القرآن، هو تكرار المراجعة. يجب أن نعيد المراجعة المستمرة للأجزاء التي قام الطفل بحفظها سابقًا، وليس فقط الاهتمام بالتحفيظ الجديد. يمكننا تخصيص وقتٍ في اليوم لمراجعة ما تم حفظه، سواءًا كان قبل النوم أو بعد الصلاة. هذا سيساعد الطفل في تثبيت ما تعلمه والحفاظ على استمرارية المعرفة.
تعليم التلاوة الصحيحة:
بجانب حفظ القرآن، يجب علينا أيضًا تعليم الأطفال التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم. يمكننا أن نقرأ لهم بصوتٍ جميل ونُظهر لهم نماذج لتلاوة صحيحة، ويمكننا أيضًا تشغيل التلاوات الصحيحة للقرآن خلال وقت اللعب أو المساعدة في اختيار تلاواتٍ جميلة تشد انتباههم وتجذبهم للاستماع إلى القرآن.
توفير بيئة محفزة:
يجب أن نسهم في توفير بيئة محفزة وملائمة للطفل لحفظ وتعلم القرآن. يجب أن نعيد النظر في البيئة المحيطة بهم وننشئ بيئة مناسبة للتعلم والتركيز، مثل إنشاء مكانٍ هادئٍ وخاص لحفظ وتلاوة القرآن. يجب أن يكون هذا المكان مريحًا وخاليًا من الانشغالات والضوضاء، حتى يتمكن الطفل من التركيز بشكل أفضل وتحقيق أعلى استفادة.
في الختام، لا شك أن حفظ القرآن الكريم للأطفال يعتبر تحديًا للآباء، لكن من خلال اتّباع بعض الطرق والأساليب المذكورة أعلاه، يمكننا تسهيل عملية تعلم القرآن وتحفيز الأطفال على استمرار واستمتاع بتلقي هذا العلم النفيس.
وتفاجأ أطفالك بهدية بسيطة وهذا سوف يحفزهم على الاستمرار في حفظهم للقرآن الكريم.
أسئلة شائعة:
1. كم عمرًا يجب أن يكون الطفل عند بدء تعلمه لحفظ القرآن الكريم؟
بشكل عام، يمكن تعليم الأطفال حفظ القرآن بدءًا من سن صغيرة تتراوح بين 3 – 5 سنوات. ومع ذلك، يعتمد ذلك على قدرة الطفل على الاستيعاب والحفظ.
2. كيف يمكنني تحفيز طفلي على حفظ القرآن؟
يمكنك تحفيز طفلك عن طريق إعطاء مكافآت بسيطة مثل الثناء والتشجيع والهدايا الصغيرة عند حفظه لصفحة أو سورة معينة من القرآن.
3. هل يجب أن يكون الطفل متخصصًا في العربية لحفظ القرآن؟
لا، ليس من الضروري أن يكون الطفل متخصصًا في العربية لحفظ القرآن الكريم. يمكن تعليم الأطفال حفظ القرآن بالتدريج والتركيز على المفردات والتلاوة الصحيحة.
4. كم من الوقت يحتاج الطفل لحفظ القرآن الكريم بأكمله؟
يختلف الوقت الذي يستغرقه الطفل في حفظ القرآن بالكامل حسب قدرته واجتهاده وبيئته التعليمية. قد يستغرق ذلك من عدة سنوات إلى عشر سنوات أو أكثر.
5. هل يمكنني تعليم طفلي القرآن الكريم بنفسي دون معلم؟
بشكل عام، يُنصح بالتعاون مع معلم مختص لتعليم الأطفال حفظ القرآن الكريم بطرق صحيحة ومنهجية.