هم أبناء الكويت أينما وجدوا، فمنهم من سافر لطلب العلم ومنهم من سافر للعمل، وبالرغم من رقي الهدف إلا أن الموت والقضاء لا يهتم بالنوايا “وما تدري نفس بأي أرض تموت“، أما دورنا نحن فقد تجلى بنشر الحقيقة وسرد الأحداث وتخليد ذكراهم، فكل القضايا التي سنتحدث عنها راح ضحيتها العديد من أبناء الوطن بلد الأمان والعدل ومنارة السلام في المنطقة والعالم.
ولم نكتفي بتوثيق الجرائم التي راح ضحيتها أبنائنا ضمن الولايات المتحدة الأمريكية بل وسنتحدث أيضاً عن بعض القضايا والجنايات التي كان الكويتيون أحد طرفي النزاع فيها ضمن الأراضي الأمريكية.
جرائم اعتداء وقضايا قتل:
مقتل طالب كويتي، ولاية أنديانا، 2010:
لنعد في التاريخ لصباح شهر تشرين الأول من عام 2010 حين عاد من أمريكا شاب من زهرة شباب الكويت من بعثته الدراسية مُحملاً في صندوق مظلم، فبعد انتظار دام أشهراً استقبل أهل الشاب “ج” ابنهم العائد من بعثته الدراسية في ولاية “أنديانا” الأمريكية مقتولاً جراء طعنة شقت صدره، عقوبة له على طلبه للعلم من مجرم مجهول الهوية.
لتبدأ من بعدها المطالبات بفتح تحقيق يكشف ملابسات الجريمة ويتم التواصل المكثف مع كل من وزارة الخارجية والسفارة الكويتية في الولايات المتحدة، إلا أنها لم تؤتي ثمارها بشي ولم تفد بأي معلومة قد تكشف عن سبب الوفاة أو الجاني، واكتفى رئيس الهيئة في الإتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة الأميركية آنذاك “أحمد الجوعان” بتحذير الطلاب على ضرورة الابتعاد عن التجمعات، ولكن ماذا تفيد التحذيرات وقد غابت شمس عائلة المغدور “ج” بفقدان ابنه بدون أي حل يسد جراحهم؟
اعتداء وسلب طالب كويتي، أيداهو، 2016:
في شهر حزيران عام 2016 حدثت جريمة اعتداء وسلب لطالب كويتي، وذلك في مدينة بوكاتيلو التابعة لولاية أيداهو الأمريكية، حيث اقتحم ملثمان سكن الطالب في مجمع “ريدجكريست” السكني الجامعي في وقت متأخر من الليل، وتعاركا معه وسرقا أمواله وطعناه بسكين في كتفه الأيمن بعد أن قيده أحدهما وقام الآخر بطعنه ووضع السكين على رقبته ليهدده بالذبح إن أخبر الشرطة بما حدث، لتكون تلك الحادثة هي الثانية من نوعها بحق الطلاب العرب خلال شهر واحد فقط.
ورداً على ما حدث صرح رئيس إتحاد الطلبة السعوديين في الجامعة آنذاك “عبد الله الدوسري” عن استيائه بما حدث، وأن الأوضاع الأمنية في حرم الجامعة قد تدهور لدرجة قد يصعب فيها إكمال الدراسة ضمن الجامعة، لدرجة أن طلاباً عرب قد شكلوا دوريات حراسة ليلية تجوب المجمع لتقوم الجامعة بتوزيع سترات فوسفورية ومصابيح كشافة لا أكثر وبدون أي إجراءات احترازية أخرى.
حوادث مرورية:
حادث وودلاند هيلز، لوس أنجلس، 2016:
في عام 2016 حصد شبح الموت أرواح ثلاثة شبانٍ كويتيين وذلك بعد احتراق سيارتهم على أثر تصادم حصل بين سبع سيارات في منطقة وودلاند هيلز في لوس أنجلس (في ولاية كاليفورنيا).
وبالرغم من محاولة المارة إخماد الحريق الذي نشب جراء التصادم بالقرب من محطة الوقود إلا أن الموت كان سريع الخطى وأودى بحياة الشبان الثلاث، وتم التعرف على كلٍ من عبد الهادي العتيبي وعبد الوهاب حامد العلي من بين الجثث الثلاث المحترقة ولم تذكر المصادر اسم الشاب الثالث.
حادث فيلورتون، كاليفورنيا، 2018:
لم تترك الحوادث المرورية الكويتيين عند هذا الحد ففي عام 2018 توفي الطالب “مشعل الدرويش” الذي لقي حتفه في مدينة فيلورتون بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ليكون “مشعل” ثالث شاب كويتي يتوفى خلال شهر واحد فقط وبنفس الطريقة، فقد توفي قبله كلً من “عبد الرزاق الخميس” و”سعد السيحان” اللذان توفيا بالطريقة ذاتها.
حادث الدراجة النارية، هيوستن، 2020:
ومن الحوادث المرورية التي نهشت الجسد الكويتي المتواجد في أمريكا فقد كانت مع بداية عام 2020 حيث توفي الشاب “بدر خالد الماص” بحادث مروري وقد أعلنَ نبأ وفاته ابن عمه “محمد الماص” وذلك بتغريدة عبر تويتر.
وفاة بسبب فايروس المونيا، 2020:
ولم يكن “بدر الماص” آخر المآسي الكويتية في الولايات المتحدة، فمع نهاية العام وصل الشاب “ثنيان المهاشير” إلى أراضي الكويت محملاً بصندوق، فبعد انتشار خبر وفاته بفيروس كورونا أعلن ذويه سبب الوفاة المغاير لما أشيع، فقد توفي “ثنيان” بعد أن توضأ من بركة في أمريكا ملوثة، وقد دخل فيروس المونيا عبر أنفه بعد أن استنشق الماء ليتعب ويمرض وبعدها نشر تغريدة عبر التويتر يطلب فيها الدعاء ويسأل الله الشفاء لتوافيه المنية بعدها بأيام.
دور السفارة الكويتية في الولايات المتحدة حيال هذه الأحداث:
كل هذه الأحداث التي عرضناها قد تم توثيقها في كل من السفارة الكويتية في الولايات المتحدة والسلطات ضمن أرض الوطن وقد حدثت على مدار عشر سنوات فقط، وبالرغم من أن الطلاب الكويتيين الموفدين إلى الولايات المتحدة الأمريكية قد فاق عددهم 14,000 طالب وذلك مع نهاية عام 2020 إلا أنهم لم يحصلوا على أي امتيازات أو إجراءات حماية تضمن لهم سكون رحلتهم التعليمية، بل يعتبر التصريح الذي أدلى به “عبد الله الدوسري” رئيس إتحاد الطلبة السعوديين في جامعة بوكاتيلو أفضل توصيف للحقيقة، فقد خاطب الخليجين عامة بقوله “بأن إدارة الجامعات الأمريكية تتستر على الجرائم وتصرح بشكل دائم بأن الوضع الأمني بخير وذلك لاستمرار تدفق الأموال لديها“.
إقرأ أيضا: الحكم على مواطن كويتي بالسجن الفيدرالي لبيعه المخدرات بالقرب من حرم الجامعة
جرائم قتل قام بها كويتيون:
حادث أريزونا، 2005:
وحتى نكون منصفين فلم يكن الكويتيين هم المجني عليهم بشكل دائم، بل كان لهم أخطاء وتصرفات طائشة قابلها القانون الأمريكي بالإنصاف، ففي شهر تشرين الثاني من عام 2005 وفي ولاية أريزونا ارتكبت فتاتان كويتيتان حادث مرورياً أدى لوفاة شخص يدعى “تود ديجين” يبلغ من العمر 35 سنة.
فقد أفادت التحقيقات بأن الفتاتين كانتا تتسابقان مخمورتين بسيارتيهما ذات الدفع الرباعي، وأدت سرعتهما الزائدة وعدم وعيهما الكامل أثناء القيادة لدهس الشاب الأمريكي “ديجين” الذي فارق الحياة بشكل مباشر، وهربت الفتاتان من هول المشهد ليتم القبض عليهما فيما بعد ويتم حجز جوازات السفر الخاصة بهن بأمر من القاضي، وفيما بعد خرجت الفتاتان بأمر كفالة وتم الاحتفاظ بجوازات السفر حتى صدور قرار المحكمة.
قد يرى البعض من الأحداث السابقة أنها بسيطة وأمر حتمي الحدوث وفي أي بلد كان، فقد تنوعت الأحداث بين الحوادث المرورية وأعمال شغب، إلا أننا في الوقع نشعر بأهمية أبنائنا أينما وجدوا ونشعر بالانتماء لكل عائلة فقدت عزيز عليها، ليكون دورنا تجاههم وعزائنا الوحيد توثيق ونشر هذه الأحداث لعل الصوت يصل لأصحاب القرار ويتم توفير الحماية اللازمة لأبنائنا أينما كانوا.
المصادر:
- جريدة الراي الكويتية: 1 – 2 – 3
- القبس
- كونا
- إرم نيوز: 1 – 2
- الجون
- الأنباء
- الوطن الكويتية
- AZ Central 1 – AZ Central 2
- ويكيبيديا