، أشجار تتزين بالورود وأصوات الطيور تملأ الأجواء. أنا هُنا ، ولكن بدون وجه ولا تاريخ. أسمع صوتها تناديني: “تعال”! أتجاوز التلال والمستنقعات التي عبرها الرجال على مر العصور. الرمال ما زالت تعد، ولكن الأرض والرجال يتلاشون في ظلال الزمان.
عابراً الجبال والهضاب، قد يكون أنني مررت على آلاف الليالي. وأتذكر نفسي لوحدي، متعباً وحزيناً. أنا من لا مكان، تحت السماء. أشعر بداخلي أن الأمل يموت، وأنا متعب وحزين من آلاف السنين.
أنا سأكون هنا دائماً، بدون جدوى. لا وجه ولا تاريخ لي، من لا مكان. الضوء يصدمني والضجيج المدينة يصل إلي. نبض الحياة يستعيد طريقها، لكني مرهق ومتعب.
ما زال العالم يتغير ويتطور، ولكن أنا لازلت هنا، من لا مكان. أشاهد الناس يعيشون ويزدهرون، وأنا لا أملك شيئاً. أنا دائماً هنا، بدون وجه ولا تاريخ.
من لا مكان، يعيش في مجتمع لا يعيره اهتماماً. أنا مجرد ظل في عبث الزمان. أصوات الناس وألوان المدينة تمر بي جنباً دون أن يلاحظونني. أنا من لا مكان، بدون وجه ولا تاريخ.
أشعر بالوحدة والغربة في هذا العالم المليء بالحياة. ولكن أنا لازلت أتمانع على الاستسلام. رغم كل شيء، أنا هنا بدون جدوى، مع الأمل المتلاشي والحزن الدائم.
أنا من لا مكان، من لا وجه ولا تاريخ لي. أنا متجول في هذا العالم المليء بالضجيج والضوء، ولكن بدون أي تأثير. أنا الظل الذي لا يلقى العناية والاهتمام.
أحيانًا، أتساءل إن كان هناك بداية ونهاية لمن لا مكان. هل سأظل هنا إلى الأبد؟ أم ستأتي يوماً ما لنهاية هذا السفر اللا معنى؟ لكن حتى ذلك الحين، سأظل هنا، من لا مكان، بدون وجه ولا تاريخ، متعباً وحزيناً، وسأستمر في سماع نداءها المستمر: “تعال”!