فضل ختم قراءة القرآن في العشر من ذي الحجة هو أمر مشهود به في الإسلام، حيث تُعَدُ تلك الأيام من الأيام المباركة والمحفوفة بالثواب، ومن الواجب على المسلمين استغلالها من خلال أداء الطاعات والعبادات. ومن بين الأعمال الصالحة التي يُثنى عليها في الإسلام، فإن قراءة القرآن تأتي في مقدمتها، وفي العشر من ذي الحجة يتمتع هذا الفعل بفضل إضافي.
تُعرِف أهمية قراءة القرآن في العشر من ذي الحجة عن طريق النظر لبعض الأحاديث النبوية التي تؤكد على هذا الفضل. فعلى سبيل المثال، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُ إلى الله من هذه الأيام”. وعندما سألوه عن الجهاد في سبيل الله، أجاب بقوله: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهنَّ من هذه الأيام”. ومن ثمة، يتبيَّن أن قراءة القرآن في هذه الأيام تُعَدُ من الأعمال التي تنال من فضل الله وثوابه.
يعود هذا الفضل الكبير لختم قراءة القرآن في العشر من ذي الحجة لعدة أسباب، منها أنها توفر للمسلمين فرصة للاستثمار في هذه الفترة المباركة من العبادات وتقربًا إلى الله. فقد جاء في القرآن الكريم: “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُوَّرَ” (الفاطر: 29). وبناءً على هذه الآية، يُشجَّع المسلمون على قراءة القرآن وأداء الصلاة والصدقة، بغية الاستثمار في الطاعات والمعاملات الصالحة، وتحقيق الثواب والرضا الإلهي.
بعض العبادات الأخرى التي ينبغي للمسلمين أداؤها في العشر من ذي الحجة تشمل: الصلاة، الذكر، الدعاء، صيام يوم عرفة، وزيارة بيت الله الحرام. ويعتبر قراءة القرآن في هذه الأيام خاصة مهمة؛ إذ يمكن للمسلمين أن يستفيدوا منها في العديد من الجوانب. فبصفة عامة، توفر للقارئ الراحة والسكينة النفسية، وتزرع الأمل والثقة في النفس، وتنمي العلم والثقافة، وتعزّز الروحانية والاقتدار الروحي.
كما تنتج قراءة القرآن في العشر من ذي الحجة ثمارًا عظيمة في حياة المسلم، إذ يمكن للقارئ أن يجد فيه قوةً لمواجهة الصعاب والتحديات، ويحصل على السكينة في القلب، ويُصحِّح من توجُّهه وسلوكه. وبالتالي، فإن قراءة القرآن في هذه الأيام تعمل على صقل الأخلاق وتطبيب النفوس، وتبني الشخصية الإسلامية القوية.
ومن الجوانب الهامة التي ينبغي أن نُشير إليها، أن قراءة القرآن في هذه الأيام ستكون سببًا لنيل الثواب والمغفرة من الله، والتي هي بالفعل من أحد أهم أهداف المسلمين في حياتهم. فقد ذكر الله في القرآن: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ” (الإسراء: 82). وبناءً على هذا، يمكن أن نستفيد من القرآن كمصدر للشفاء والرحمة، إذ يمكن لقراءته أن تعالج القلوب المريضة وتلطفها، وتمنحنا رحمة الله التي تغفر الذنوب والتقصير.
وفي الختام، يمكن القول بأن فضل ختم قراءة القرآن في العشر من ذي الحجة هو طريق للتقرب إلى الله وتحقيق الثواب والمغفرة. ونظرًا لأهمية هذا الأمر في الدين الإسلامي، يجب على المسلمين أن يستغلوا هذه الأيام المباركة بأداء العبادات وتحقيق الخيرات. فليكن قراءة القرآن هي من أهم الأعمال الصالحة التي يُشجَّع على أدائها خلال هذه الفترة، ولنجعل منها عادةً يوميةً في حياتنا، تنير طريقنا إلى الاستقامة والرضا الإلهي.
الأسـئلة الشائعة – بالسؤال: إذا كان فضل ختم قراءة القرآن في العشر من ذي الحجة كبيرًا، هل يشمل الأشخاص الذين لا يستطيعون قراءة القرآن بطلاقة؟
بالإجابة: نعم، يشمل الفضل أيضًا الأشخاص الذين لا يستطيعون قراءة القرآن بطلاقة. ففي الإسلام، يُشجَّع المسلمين على قراءة القرآن مهما كان المستوى، فقد ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَاعْمَلُوا بِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ”، وقد أفاد بعض العلماء أن قراءة القرآن بطلاقة ليست شرطًا لاكتساب فضل الختم. وبناءً على ذلك، فإن قدرة الشخص على قراءة القرآن ليست محدَّدة بمستوى خاص، بل يجب على المسلم أن يبذل ما في استطاعته لقراءة القرآن بأفضل ما يستطيع، سواء بطريقة مستمرة وعادية أو عن طريق الحفظ.
السؤال: هل يجب على المسلم ختم قراءة القرآن كل عشرة من ذي الحجة على مدى حياته؟
الإجابة: لا يجب على المسلم ختم قراءة القرآن كل عشرة من ذي الحجة على مدى حياته. فإن فضل قراءة القرآن في العشر من ذي الحجة يشجع المسلمين على التركيز على قراءة القرآن في تلك الفترة، تأكيدًا على الأجر العظيم الذي يمكن أن ينالوه في هذه الأيام المباركة. ومع ذلك، لا يوجد أمر ملزَّم بختم القرآن كل عشرة من ذي الحجة بصفة دورية. يعتمد ذلك على قدرة واستطاعة المسلم والوقت المتاح لديه. بالمجمل، ينبغي على المسلم تحقيق التوازن بين قراءة القرآن في هذه الفترة المباركة وبين الاستمرار في القراءة والتدبر على مدار العام.
السؤال: كيف يمكن للمسلم أن يستفيد من قراءة القرآن في العشر من ذي الحجة في حياته اليومية؟
الإجابة: يمكن للمسلم أن يستفيد من قراءة القرآن في العشر من ذي الحجة في حياته اليومية بعدة طرق. فعلى سبيل المثال، يمكن للمسلم أن يخصص وقتًا يوميًا لقراءة القرآن، ويحاول أن يقرأ جزءًا من القرآن يوميًا لضمان الاستمرارية في قراءته. كما يمكنه أيضًا أن يدرس تفسير القرآن لفهم معانيه وتدبر آياته، ويحاول تطبيق تعاليمه في حياته اليومية. وهناك العديد من التطبيقات الإلكترونية والمواقع التي توفر نُسخًا إلكترونية من القرآن وتسهِّل قراءته والاستفادة منه.
السؤال: هل يوجد توجيه ديني بخصوص القراءة المستحبة في العشر من ذي الحجة؟
الإجابة: نعم، هناك توجيه ديني بخصوص القراءة المستحبة في العشر من ذي الحجة، وذلك باختيار السور والأحزاب التي تستحب قراءتها في هذه الأيام. فبحسب بعض الأحاديث النبوية، يُشجَّع على قراءة سورة يس، وسورة الواقعة، وسورة الملك، وسورة الكهف في الجمعة، وسورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس ثلاث مرات قبل النوم. ويمكن استخدام العديد من المصادر للتعرف على السور والأحزاب التي تستحب قراءتها في هذه الفترة، مثل الكتب الدينية والمواقع والتطبيقات الإلكترونية.
السؤال: هل يمكن للمرأة أن تختم قراءة القرآن خلال العشر من ذي الحجة؟