الدعاء في شهر رمضان من الأمور التي يكثر البحث عنها في هذا الشهر الفضيل، وذلك لأنّ شهر رمضان المبارك هو شهر الدعاء والعبادة، بناءً لما فيه من أوقات فضيلة يستجاب فيها الدعاء. وللتعرف على فضل الدعاء في شهر رمضان المبارك تابع معنا هذا المقال المختصر المفيد.
أهمية الدعاء في شهر رمضان
وقد يعود السبب في ربط شهر رمضان المبارك بالدعاء، خصّ الغفور -عزّ وجلّ- هذا الشهر الفضيل بأن للصائم فيه دعوة لا تُرد (مستجابة). ففي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: “ثلاثة لا ترد دعوتهم… الصائم حتى يفطر” ذكرّ فيه بأن للصائم دعوة مستجابة لا ترد.
دعوة الصائم تُفتح لها أبواب السماء جميعها، حيث يقول الرّب – جلّ جلاله- له: “وعزتي لأنصُرنّك ولو بعد حين”. ومن هنا نشير إلى أهمية الدعاء، فضلًا عن أن الدعاء في الشهر الفضيل وفي غيره هو العبادة ومن باب الأولى على المسلم الصائم الالتزام بشروط وآداب الدعاء وأن يحرص عليه حرصًا جيدًا، وعندها سيجد الإجابة لكل سؤلٍ سأله من المولى تعالى، وحاشى لله سبحانه أن يرده.
الجدير بالذكر ومن باب الحكمة أنّ المولى سبحانه لمّا انزل آيات الصيام في القرآن الكريم ذكر في الآية الأخيرة إجابة الدعاء وتحدث عنه فكان بمثابة خاتمة لآيات الصيام، تؤكد ربط الصيام بالدعوة.
فضائل الأدعية في الشهر الفضيل
إن أدعية الشهر الفضيل كثيرة، فقد شرع المولى سبحانه للمسلمين الدعوات في هذا الشهر، وكذلك الإكثار فيه من الادعية. لما فيه من مواطن الإجابة وحرمة الوقت، وننوه إلى أن كثير من المسلمين يتداولون ادعية خاصة في كل يوم ولكل يوم فقط، وهذا ما ينافي السنة النبوية الشريفة. فهذه الادعية لم ترد في السنة إطلاقًا! ولا عن أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ولكن من باب التزوّد بالخير ولبس التخصيص، فيمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من الدعوات والله أعلم.
الدعاء هو الامتثال لأوامر الله -جل جلاله- وطاعته على اكمل وجه. وهو سبب لرفع غضب الله؛ فقد قال الرسول الكريم: “من لم يسألِ الله يغضب عليه”.
وأيضًا هو سلامة من العجز؛ فأعجز الناس من عجز عن سئل الله تعالى. ويعد الدعاء سبيل لرفع البلاء عن العبد؛ فالموالى تعالى يُحب أن يسأله عباده من العافية والصحة السليمة.
ونضيف إلى ذلك، أن من فضائل شهر رمضان المبارك أن صيام هذا الشهر هو الركن الرابع من أركان الدّين الإسلامي، ونزول القرآن الكريم قد كان في هذا الشهر الفضيل أيضًا.
وكذلك يعتبر صيام رمضان سبيل وباب لمغفرة الخطايا والذنوب، وفيه في كل ليلة من لياليه، عتقاء من النيران ومقربين للرحمن. وننوه أن على المسلم أن يكون حريصًا على إدراك ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.