الفقر الدمي المزمن يعتبر أمرًا خطيرًا عندما يصل إلى مستويات منخفضة جداً حيث يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة والحياة اليومية. قد تختلف حدود الخطورة حسب السبب والفئة العمرية وحالة الصحة العامة للفرد. وعمومًا، فإن مستوى الهيموغلوبين الأقل من 7 جم/دل (غرام/ديسيلتر) للبالغين يُعتبر إشارة لحالة فقر دم خطيرة.
تتميز حالات فقر الدم الشديد بعدة أعراض تشمل ضعفًا شديدًا وتعبًا عامًا، ودوخة، وصداع، وزيادة في ضربات القلب، وصعوبة في التركيز والتفكير. قد يحدث أيضًا تغيرات في لون البشرة والأظافر مثل اصفرار البشرة، ويعاني المصابين من ضيق التنفس وزيادة في القلق والاكتئاب.
في حالة الأطفال، يمكن أن يكون فقر الدم خطيرًا أيضًا ويؤثر بشكل سلبي على نموهم وتطورهم. قد يشعرون بالتعب المستمر والتهيج، وتباطؤ نموهم الجسدي والعقلي، ويملكون صعوبة في المدرسة والتركيز، وقد يحدث لديهم تغيرات في السلوك والشهية وتأخر في النطق واللغة. لذلك، فإن تشخيص وعلاج فقر الدم لدى الأطفال ضروري للحفاظ على صحتهم وتطورهم العادي.
قبل معالجة فقر الدم، يجب تحديد السبب الرئيسي للحالة، فقد يكون السبب ناتجًا عن نقص الحديد في الجسم، أو نقص فيتامين ب12، أو نقص حمض الفوليك، أو بسبب مشاكل في تكوين الدم أو فقدان الدم. بناءً على التشخيص، يمكن توجيه العلاج نحو زيادة مستويات الهيموغلوبين في الجسم.
قد يتطلب علاج فقر الدم تناول مكملات الحديد والفيتامينات، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي غني بالمواد الغذائية المحتوية على الحديد مثل اللحوم والأسماك والبقوليات والحبوب الكاملة. قد يلجأ الأشخاص الذين يعانون من حالات فقر الدم الشديدة إلى عمليات نقل الدم لزيادة محتوى الهيموغلوبين في الجسم. يتم تحديد طريقة العلاج المناسبة حسب حالة الفرد وتوصيات الطبيب المختص.
لتجنب فقر الدم، يُنصح باتباع نمط حياة صحي، وتناول غذاء متوازن يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية، وشرب كمية كافية من الماء، وممارسة النشاط البدني بانتظام. كما ينبغي تجنب التدخين وتقليل تعرض الجسم للمواد الكيميائية الضارة والأشعة الضارة.
يمكن أن يكون لدى الأشخاص بعض الأسئلة الشائعة حول فقر الدم، وفيما يلي بعض الأسئلة الشائعة وإجاباتها:
1. ما هو العامل المسبب لفقر الدم؟
تعد نقص الحديد أحد أبرز أسباب فقر الدم، حيث يؤدي نقص الحديد إلى تشوه في تكوين خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين في الجسم.
2. هل يمكن أن يتم علاج فقر الدم بواسطة تناول مكملات الحديد فقط؟
في العديد من الحالات، يكون تناول مكملات الحديد بمفردها غير كافٍ لعلاج فقر الدم، حيث يجب معالجة السبب الرئيسي للحالة وزيادة مستويات الهيموغلوبين في الجسم.
3. هل يؤثر فقر الدم على القلب؟
نعم، فقر الدم يؤثر على القلب حيث يجعله يعمل بجهد أكبر لنقل الأكسجين إلى الأنسجة في الجسم. يزيد ذلك من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
4. هل يؤثر فقر الدم على الحوامل؟
نعم، فقر الدم يمكن أن يؤثر على النمو والتطور الجنيني، ويزيد من خطر الولادة المبكرة وانخفاض وزن الوليد. لذلك، ينبغي تشخيص وعلاج فقر الدم لدى الحوامل بشكل سريع وفعال.
5. هل يمكن أن يكون هناك عوارض أخرى قد تشير إلى وجود فقر الدم؟
نعم، قد يكون هناك عوارض أخرى تشمل فقدان الشهية، وتغيرات في الحالة المزاجية، وقشرة الشفاه المتشققة، والتهابات متكررة في الفم، وتساقط الشعر. يجب مراجعة الطبيب إذا كانت توجد أي من هذه الأعراض.
في النهاية، يجب على الأفراد أن يعيروا اهتمامًا كبيرًا لصحتهم ومتابعة أعراض فقر الدم والتشاور مع الطبيب في حالة الاشتباه بحدوث المرض. من خلال اتباع نمط حياة صحي والتشخيص المبكر والعلاج الملائم، يمكن السيطرة على فقر الدم والحفاظ على صحة جيدة.