عندما نجد أنفسنا محتارين في قراراتنا، غالبًا ما نبحث عن المشورة والتوجيه. ولكن، من يمكننا أن نعتمد عليه ليقدم لنا النصيحة الصحيحة؟ فالبشر يخطئون وقد يكونون في حالات ضعف وقلق ورغم أننا قد نثق فيهم، إلا أنهم ليسوا مثل الله الذي يستمع إلينا في أي وقت بغض النظر عن الظروف. ففي العديد من الأحيان يكون من الصعب علينا تمييز ما هو القرار الصحيح لنا في سياق العمل أو الزواج أو حتى في جوانب الحياة اليومية.
وهذا هو السبب الذي دفعنا الى ممارسة الاستخارة، وهو ما حثنا عليه رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم). فقد ورد عن جابر بن عبد الله قوله (كان النبي يعلمنا الاستخارة في جميع أمورنا كما يعلمنا السورة من القرآن)، وهذا يشير إلى أهمية الاستخارة في حياتنا.
فما هي الاستخارة بالضبط؟ الاستخارة هي طلب المشورة من الله في قراراتنا، والتوجه إليه بقلوب مفتوحة لنعرف ما هو الأفضل بالنسبة لنا. والطريقة الموصوفة للقيام بالاستخارة هي الصلاة السُنَّة الرجلين (ركعتان)، يتبعها دعاء الاستخارة الذي تنادي به الأمة. وفي هذا الدعاء نتوجه إلى الله الذي يعلم كل شيء ويطلب منه توجيهنا وإرشادنا.
ومع ذلك، لا يعني الاستخارة أننا سنعرف الإجابة الصحيحة دائمًا أو أن الله سيوجهنا بالشكل الذي نتوقعه. فقد يكون استجابة الله هي تأخير إجابته أو تحقق ما هو أفضل لنا ونحن لا ندرك ذلك في البداية. إن التوجه إلى الله بالاستخارة يعزز الثقة في صدقه وحبه ويعني أيضًا أننا نجعل الله هو القاضي الحقيقي لقضايانا.
قد يبدو أن الاستخارة تخلصنا من المسؤولية الشخصية في اتخاذ القرارات، ولكن هذا ليس صحيحًا. فلا يجب علينا الاستناد فقط إلى استخارة الله، بل ينبغي أن نستخدم أيضًا العقل والحكمة والتحليل لنقيم الخيارات المتاحة لنا. الاستخارة تكمل العقل، وتساعدنا على توجيهه في اتخاذ القرار الأفضل بإذن الله.
وأخيرًا، نظرًا لأهمية الاستخارة في حياتنا، يجب أن نتذكر أن الاستخارة ليست حلاً لكل المشكلات. قد نصادف أوقاتًا معقدة وصعبة جدًا في حياتنا، وفي تلك الأوقات قد يكون من الأفضل أن نلجأ إلى الخبرة والمعرفة لأشخاص يمكنهم مساعدتنا، مثل الأهل أو الأصدقاء الموثوق بهم.
نعلم أن اتخاذ القرارات ليس أمرًا سهلاً، ولكن من خلال الاستخارة واستخدام العقل والحكمة، يمكننا أن نجد الطريق الصحيح. فلنتوجه إلى الله بقلوب مفتوحة ونثق بأنه سيوفر لنا التوجيه الذي نحتاجه في حياتنا.
أهم 5 أسئلة وأجوبة متعلقة بالاستخارة:
1. ما هي الاستخارة وكيف تؤدي؟
– الاستخارة هي طلب المشورة من الله في قراراتنا، وتؤدي بأداء صلاة الاستخارة السنة الركعتين ثم قراءة الدعاء المأثور للطلب من الله التوجيه.
2. هل الله سيجيب دعائي للتوجيه؟
– نعم، الله يسمع جميع الدعاء ويستجيب وفقًا لحكمته، قد يكون التوجيه هو تأخير الإجابة أو الشيء الذي نراه في النهاية للخير.
3. هل يجب علي أن أعتمد فقط على الاستخارة في اتخاذ القرارات؟
– لا، يجب أن نستخدم أيضًا عقولنا وحكمتنا ونأخذ بعين الاعتبار الظروف والمعرفة المتاحة لنا. الاستخارة هي إضافة للعقل وتوجيه الله.
4. هل يمكنني استخارة الله في أمور صغيرة أيضًا؟
– نعم، يمكننا استخارة الله في أي قرار نحتاج إلى اتخاذه سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، فالله يهتم بجميع جوانب حياتنا.
5. ماذا أفعل إذا لم أعرف الإجابة بعد الاستخارة؟
– إذا لم تتضح الإجابة بعد الاستخارة، يجب أن تبذل جهودًا لفهم المعلومات المتاحة والاستفادة من الخبرة والمشورة المناسبة. الاستخارة ليست الإجابة الوحيدة، ولكنها دليل على المساعدة التي ستأتي من الله.