سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- تعلمنا الكثير من الحكم والعبر الغنيّة بالفوائد والمعارف المتنوعة التي يستفيد منها المسلمين. إذ لا يكفي الحديث عنها في مقالة واحدة أو مقالتين؛ لما تملك من حكايات وأحداث كثيرة ومترابطة، واليوم سنتابع الحديث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (3).
سيرة النبي عند مشاركته في بناء الكعبة
إن الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين في عباداتهم كما هي بيت الله الحرام (أول بيت خُصصّ للعبادة والتوحيد). وننوه إلى أن أول من قام ببناءها هو سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.
وعندما نتتطرق للحديث عن سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا بُدّ من ذكر مشاركة النبي الكريم في بناء الكعبة المشرفة. فعندما بلغ رسولنا الصادق الأمين خمسًا وثلاثين عامًا (قبل بعثته)، اتفقت قريش على تجديد بناء الكعبة المشرفة؛ فقد تشققت جدرانها وتصدّعت. وهنا قد شارك النبي الكريم في تجديد بناء الكعبة.
ظلال النبوة وبدايات نزول الوحي
إن السيرة النبوية هي التجسيد الفعلي للشرائع الاسلامية الدينية، وهي علم له مكانته الساميّة بين علوم الدين الاسلامي. وعند حديثنا عن سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في ظلال النبوة، لا بدّ لنا من ذكر بعض المقدمات التي سبقت بداية نزول الوحي في ما يلي:
الرؤيا الصادقة
لقد كانت رؤيا النبي الكريم صادقة؛ فإذا رأى شيئًا، فسيتحقق في اليوم التالي مباشرة.
شق صدر النبي الكريم
كما في معنى حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- الذي رواه، أن جبريل أتى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه ثم صرعه فشقّ قلبه، واستخرج منه علقة (وهي حظ الشيطان منه) ثم غسله فلأمَه وأعاده في مكانه. وقيل أن أثر ذلك المخيط قد بقيّ موجودًا في صدره الصادق الأمين، والله تعالى أعلم.
الجدير بالذكر أن الرسول الكريم كان يخلو بغار حراء ليتعبّد فيه، حتى جاءه الحق برفقة جبريل -عليه السلام- ليخبره بأنه رسول الله ونبيّه؛ محمد صلى الله عليه وسلم.
دعوة النبي الكريم في العهد المكي
لقد مرّت دعوة النبي -عليه الصلاة والسلام- في العهد المكي بمرحلتين وهما: الدعوة الجهرية، والدعوة السرية والتي استمرت لمدة 3 سنوات.
والآن سنقف هنا في ختام هذا المقال المختصر المفيد، سائلين الله أن يتقبل منكم جهد البحث وأن يجعل سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- خير مثال لكم في قيادة البشرية.