تحليلية اقتصادية مصرية توضح أسباب رفض الحكومة العروض الاستثمارية
تحدثت المحللة الاقتصادية المصرية حنان رمسيس عن أسباب رفض مصر لعروض بعض المستثمرين بعد طرحها سندات لأجل 3 سنوات.
أسباب رفض العروض الاستثمارية في مصر
أوضحت رمسيس في تصريحات لـRT أنه في ظل ارتفاع التضخم في مصر على مستوى شهري لأعلى معدلاته، حيث وصل إلى 40% الشهر الماضي، مع استمرار المخاوف من ارتفاع النسبة مرة أخرى وتداعياتها على القوة الشرائية للجنيه. أضافت رمسيس أن ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنية في العقود الآجلة ليسجل 41.25 جنية للدولار الواحد، ساهم في تعزيز مكاسب الجنيه في الفترة الحالية.
وكانت وزارة المالية المصرية قد طرحت عملية بيع سندات لأجل 3 سنوات بقيمة 3.5 مليار دولار. وعُرضت السندات على المستثمرين بعائد يترواح بين 9.25% إلى 9.5%. ومع ذلك، تفاجئت الوزارة بطلب المستثمرين بعائد يصل إلى 24% على السندات المصرية، ولكن قابلت وزارة المالية هذا الطلب بالرفض.
وأوضحت رمسيس أن الدولة المصرية بناءً على ما تملك في مدخرات النقد الأجنبي (الاحتياطيات النقدية)، يمكنها تمويل عمليات محدودة بمعدلات فائدة أقل في المرحلة الحالية بالرغم من ارتفاع أسعار الفائدة في الأسواق الدولية، وهذا يشير إلى أنه لا يوجد ضرورة ملحة للجنيه للاستقرار من خلال تلبية طلبات المستثمرين بمعدلات فائدة سنوية عالية.
ما هي الآثار المتوقعة لرفض العروض الاستثمارية على مصر؟
يتوقع أن تؤثر الخطوة التي اتخذتها وزارة المالية على التمويل الخارجي للبلاد، وذلك لأن المساهمة الأجنبية بالعملة الصعبة تعد أحد مصادر التمويل لمصر، وقد استخدمت مصر القروض والمنح الكبيرة للحصول على النقد الأجنبي، وقد يزيد الرفض من تكاليف استدانة المقترضين الأجانب لمصر أو يضعف إرادتهم في تقديم التمويل، كما يمكن أن يرفع الخطر المالي للبلاد ويؤثر على احتياطات العملة الصعبة في المصرف المركزي.
ما هي الخيارات المتاحة لمصر في الوقت الحالي؟
من بين الخيارات المطروحة لمصر حاليًا هي استعادة الثقة في الاستثمار الداخلي من خلال خطط لتحسين الأنظمة الضريبية، وتحسين مناخ الأعمال، وإزالة العقبات التي تواجه المستثمرين، كما يمكن إجراء تعديلات على الميزانية العامة للبلاد مما قد يؤدي إلى تقليل الانفاق الحكومي.
كما يمكن الاعتماد على التمويل الداخلي مع استخدام الاحتياطيات النقدية، وتفادي الاعتماد على العملات الأجنبية والسندات المرتبطة بها، والتي تحتم على الحكومة سداد الديون بأسعار فائدة أعلى.
ما هي تداعيات ارتفاع التضخم في مصر؟
تعد تداعيات ارتفاع التضخم في مصر من أهم القضايا الاقتصادية التي يتعين على الحكومة مواجهتها. فارتفاع الأسعار يؤثر على قدرة المواطنين الشرائية ويؤدي إلى انخفاض الجودة الحياتية، كما يمكن أن يؤثر على النمو الاقتصادي ويزيد من المخاطر المالية للحكومة.
ما العوامل التي تسببت في ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنية المصري؟
تعتبر عدة عوامل مسؤولة عن ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنية المصري، منها التضخم المرتفع والأزمة الاقتصادية، كما يساهم الضعف الأساسي في مقدرة الاقتصاد المصري للتحول إلى مرحلة التنمية في زيادة قيمة العملة الصعبة في المصارف المحلية.
ما هي الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لمواجهة التضخم في مصر؟
يمكن للحكومة مواجهة التضخم في مصر من خلال اتخاذ عدد من الخطوات العملية، منها السيطرة على سعر الصرف والحد من العجز في الميزانية الحكومية، وزيادة الإنتاج وتحسين التوزيع العادل للثروات، وتحسين أداء القطاع المالي وتطوير نظم الضرائب، والتحول إلى الطاقة البدائية والمتجددة لتوفير المصدر الرئيسي للطاقة بأسعار أقل.