ليلة القدر: ليالي الدعاء المستجاب
تعدّ ليلة القدر إحدى أهم ليالي شهر رمضان المبارك، والتي ننتظرها بشغف واهتمام لنيل الأجر العظيم. فهي عبارة عن ليلة مباركة تتضمن الفرصة الكبيرة لإلقاء الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بهاء النفوس وتلطفها بالمحبة والرحمة. ومن أشهر الأحاديث النبوية في تحديد هذه الليلة: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه” (رواه الشيخين).
تنزيل دعاء ليلة القدر
بما أنّ ليلة القدر من أكثر الليالي المباركة التي يتواجد بها الدعاء المستجاب، فإنّ تنزيل دعاء خاص بها بات يعتبر من الأمور الهامة؛ وذلك للحصول على الأجر الكبير الذي يحفظه الله لمن تكلم به. ولذلك، نقدّم لكم هذا الدعاء الجميل والذي يصفّ وجلّ ليلة القدر، حتى يتمكن الكثيرون من قوله والتركيز على المضمون العظيم لهذه الليلة:
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.
أفضل الأعمال في ليلة القدر
تتسم ليلة القدر بالخصوصية والفرادة في ممارسة الأعمال الدينية، ومن أهم هذه الأعمال:
- إقامة الصلاة الليلية (التهجد)، وقراءة جزء كامل من القرآن الكريم أو ما يعادله من الأجزاء.
- الدعاء والتضرع إلى الله بالخشوع والتواضع، والتوجه به بالحاجات والطلبات، كما ينصح بتركيز الدعاء للأمة الإسلامية وللمرضى والمتوفىن وغير ذلك من المحتاجين.
- الصدقة، حيث تعد ليلة القدر من الأوقات المثلى لأداء الصدقة؛ سواء بالنية العامة أو النية الخاصة.
- قراءة الأدعية والأذكار والأوراد المخصصة لهذه الليلة، كما ينصح بهذه الممارسات الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل قراءة: سبحان الله وبحمده، وسبحان الله العظيم، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير.
- قراءة سورة القدر، وذلك للأجر الكبير الذي حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
التحرّي عن ليلة القدر
لمعرفة موعد ليلة القدر، يجب التحري والبحث في الليالي الوترية، التي تكون في 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29 من شهر رمضان المبارك. ويوصى بفعل هذا الأمر بحرصٍ شديد، حيث يُعدّ من أهم الأعمال التي تقوم بها الأُمّة الإسلامية في شهر رمضان المبارك. وتصبرها على التحري والبحث في الدعاء والاستغفار والتضرع إلى الله، وهو ما يحرز الأجر والمغفرة والخير الكثير.
الأسئلة الشائعة عن ليلة القدر
متى نحتفل بليلة القدر؟
يحتفل بليلة القدر خلال الليالي الوترية من شهر رمضان المبارك، وهي ليلةٌ يتم فيها تقديم الأدعية والتضرع إلى الله بالمحبة والتواضع والخشوع؛ وذلك لأنها ليلةٌ من ليالي الدعاء المستجاب، والتي تحقق فيها الكثير من الأجر والثواب لمن يُحسِن العبادة فيها.
هل يجب الصوم في ليلة القدر؟
لا يوجد تحديدٌ من الأحاديث النبوية بضرورة الصيام في ليلة القدر، ولذلك يمكن للشخص الصوم ويمكنه أن يفطر في تلك الليلة إذا كان الصوم سيؤثر عليه سلباً أثناء تأدية العبادة، مثل الإحساس بالتعب والجوع والتشنجات.
هل يستحب الخروج للمساجد في ليلة القدر؟
يمكن زيارة المسجد في ليلة القدر والصلاة فيه في جو هادئ وروحاني يعيش فيه الأفراد جوّهم مع الملائكة والآيات الكريمة، ولكن لا يوجد تحديدٌ بالحضور على خلاف ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: “لو تركتم الاعتكاف فإنه يكون في هذه الليلة خيرٌ لكم” (رواه أحمد).
هل يمكن السفر في ليلة القدر؟
يمكن السفر في ليلة القدر، مثلما يمكن تأديب المصلون في السفر، كما لا يمنع ذلك أيضاً في جوهره الديني، ولكن يوصى بتفاديه بما أنّ الخمول غالبًا ما يكون الأفضل للتعبد في ليلة القدر.
هل يمكن قياس عمق التعبد في ليلة القدر؟
يعد تقدير عمق التعبد وكميته إنما هو من شأنه الإلحاق الأذى بالقلوب والمناطق، ولذلك يرجى الابتعاد عن هذا النوع من التحليلات التي لا تبحث في أمور الاعتقاد والعبادة، فهو يكوّل نوعًا من الشك واللعب بالكلام في الدين من دون أي مبرر ديني.
