تفشى وباء الجدري القاتل فى شمال شرق أمريكا، فى عام 1901، مما دفع مجالس الصحة فى بوسطن وكامبريدج إلى طلب تطعيم جميع السكان ضد الجدري، لكن البعض رفض الحصول على اللقاح، بدعوى أن التطعيم ينتهك حرياتهم الشخصية بموجب الدستور.
وسجلت مدينة بوسطن فى عام 1901 نحو 1596 حالة إصابة مؤكدة بالجدري، وهو مرض شديد العدوى ومسبب للحمى معروف بتسببه فى طفح جلدى شديد على الوجه والذراعين غالبًا ما يترك الناجين يعانون من الندوب مدى الحياة، وفى بوسطن وحدها توفى 270 شخصًا بسبب مرض الجدرى خلال الفترة الممتدة من 1901 إلى 1903، هذا السبب جعل مسئولى الصحة العامة فى بوسطن وكامبريدج المجاورة يصدرون أوامر بالتطعيم الإجبارى، على أمل الوصول إلى معدل التطعيم بنسبة 90% المطلوب لمناعة القطيع.
وتم تطعيم جاكوبسون، الذي كان راعيًا للكنيسة اللوثرية السويدية في كامبريدج، ضد الجدرى في السويد عندما كان يبلغ من العمر 6 سنوات، وهي تجربة قال لاحقًا إنها سببت له “معاناة شديدة”.
وبعد بضعة أشهر ، كانت كامبريدج فى حالة ذعر كامل من الجدري حيث أمرت المدينة بإغلاق جميع المدارس والمكتبات العامة والكنائس لوقف انتشار المرض، رافق ضباط الشرطة مسؤولى الصحة مثل سبنسر ، الذين ذهبوا لتطعيم ما يصل إلى 100 شخص فى اليوم.
ولكن بينما كان أمر لقاح كامبريدج إلزاميًا، لم يكن تطعيمًا “قسريًا”، الأشخاص الذين رفضوا التطعيم مثل جاكوبسون، واجهوا غرامة قدرها 5 دولارات، أي ما يعادل 150 دولارًا تقريبًا اليوم، وفي 17 يوليو 1902 ، أصدر الدكتور سبنسر شكوى جنائية ضد جاكوبسون ونشطاء آخرين ضد اللقاح لتحصيل غرامة قدرها 5 دولارات.
إقرأ أيضا: دراسة أمريكية: الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا ليسوا بحاجة للقاح