مقاصد الشريعة هي ما قصده الشرع من الضروريات والحاجيات والتحسينات. تُعرف المقاصد في اللغة بأنها الحِكَم التي يُراد تحقيقها وتجليها في الوجود، وقد خلق الله الخَلْق وبعث الرسل وأنزل الشرائع لتحقيق هذه المقاصد. تُركز مقاصد الشريعة على مصالح المكلفين العاجلة والآجلة التي شُرعت الأحكام لتحقيقها.
في علم أصول الفقه، يُعتبر مفهوم مقاصد الشريعة جزءًا من المنهج القائم على استنباط الأحكام الشرعية وفهمها بشكل صحيح. إن فهم المقاصد يساعد على تفسير النصوص الشرعية وتطبيقها في ضوء الظروف المعاصرة وتحقيق المصالح العامة.
للمقاصد أهمية كبيرة في فهم الشرع وتطبيقه بطريقة مناسبة للزمن والمكان. فعند دراسة الأدلة الشرعية، يتعين على المفسر أن يفهم الهدف الأسمى لتشريع هذه الأحكام وماذا أراد الشرع تحقيقه من خلالها. وبناءً على هذا الفهم، يمكن تفسير الأحكام الشرعية بشكل مناسب وتطبيقها بطريقة تحقق المصالح وتجنب المفاسد.
تُقسم مقاصد الشريعة إلى فئات مختلفة بناءً على طبيعتها وأهدافها. فمنها مقاصد محضة، وهي تشمل الحفاظ على الدين والنفس والعقل والمال والنسل. ومنها مقاصد مرتبطة بالمصلحة العامة للمجتمع، مثل الحفاظ على العدل والمساواة والأمن والسلامة والحرية والكرامة الإنسانية.
توضح مقاصد الشريعة أيضًا أهمية الاعتدال وتجنب التطرف في فهم الشرع. فالشرع يرغب في تحقيق المصالح وتجنب المضار، ولا يدعو إلى التطرف أو تكثيف العبادات بشكل مفرط. بالإضافة إلى ذلك، تُسهم مقاصد الشريعة في تحقيق التوازن والعدل بين الحقوق والواجبات وبين المصالح الفردية والمصالح العامة.
قد تختلف مقاصد الشريعة من تشريع إلى آخر ومن مكان إلى آخر، وذلك بناءً على اختلاف الظروف والمجتمعات. فالشرع متكامل ومتنوع، ويُحاول تحقيق المقاصد في ضوء الظروف والمصالح المحلية. ولذلك، قد يكون هناك تفسيرات وتطبيقات مختلفة للأحكام الشرعية بناءً على الفهم المتعلق بالمقاصد.
لخلاصة القول، فإن مقاصد الشريعة هي الحِكَم التي يُراد تحقيقها وجلاءها في الوجود، وتُعد أهميةً كبيرة في فهم الشرع وتطبيقه بطريقة تحقق المصالح وتجنب المفاسد. تُقسم مقاصد الشريعة إلى فئات مختلفة تشمل الحفاظ على المصالح الشخصية والعامة، وتوضح أهمية الاعتدال وتحقيق التوازن في فهم الشرع.