تشهد السودان لليوم الثاني على التوالي، اشتباكات عنيفة واتهامات متبادلة بين قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، وقوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان. وقد تزايدت حدة الاشتباكات منذ ساعات الفجر الأولى، وأفاد أطباء السودان بأن عدد القتلى وصل إلى 56 قتيلاً والجرحى 595، فيما أعلنت لجنة أمن ولاية الخرطوم الأحد عطلة رسمية وأصدرت عدداً من القرارات.
تركزت الاشتباكات في محيط مقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي تم إزالته مؤخراً وسط احتجاجات تطالب بإسقاط الحكومة، كما وقعت اشتباكات في أنحاء متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم. واتهم البرهان قوات الدعم السريع بعدة انتهاكات، بما في ذلك تصويرهم لقتلى وجرحى الجيش والمشاركة في أعمال نهب وسرقة. بدوره، اتهم دقلو قادة الجيش بتشكيل “مجموعات تفتيش تحمي الاحتجاجات من المظاهرات والنهب”. وذكر بيان صادر عن الدعم السريع أن المواجهات بدأت بعد تعرض أحد المباني للهجوم من قوات الجيش.
وتتابع الأمم المتحدة والأردن والإمارات ومصر والسعودية الموقف في السودان بعد أسابيع من الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، الذي تم إطاحته بشكل نهائي مطلع إبريل. وفي الأيام الأخيرة، كان هناك محادثات بين المجلس العسكري الانتقالي ، الذي يترأسه الفريق عبد الفتاح البرهان، وطائفة من قادة الحراك الاحتجاجي الذين يتزعمهم المهندس إبراهيم الأمين. لكن الحراك الشعبي التي تخوضه المعارك في الخرطوم وغيرتها، يُعَدُ تمردًا واسعًا ضد الحركة الانتقالية العسكرية في البلاد، ويأتي بعد عدة أسابيع من الاحتجاجات السلمية التي أسفرت عن قتل وإصابة العشرات في السودان.