في البداية كان المسلمون في أمريكا يُصلون في منازلهم، حتى بدأوا بترسيخ الجذور الإسلامية، ومع زيادة أعدد المسلمين قرروا إنشاء المساجد في أمريكا في الأماكن التي يكثر بها عدد المسلمين. يُذكر أن بداية ظهور المساجد في أمريكا كان بعد هجرة المسلمين إلى أمريكا، خاصة المسلمين السوريين واللبنانيين بين عامي 1878 و 1924.
ما هي أقدم المساجد في أمريكا ؟
تهدمت الكثير من المساجد القديمة في أمريكا، ومنها ما تم ترميمه أو تم غلقه مثل مسجد “هايلاند بارك” الذي تم تأسيسه عام 1921، ومنها ما أصبح من المعالم الإسلامية المعروفة في أمريكا.
ورغم الأحداث والصراعات الدينية وانتشار ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، إلا أن هناك من هذه المساجد ما لا يزال موجود وتقام به الشعائر حتى يومنا هذا.
1- مسجد الصادق
مسجد الصادق ليس فقط من أقدم المساجد في أمريكا بل هو أيضًا من أقدم أماكن العبادة في أمريكا. تم إنشاء هذا المسجد بعد وصول المفتي “محمد الصادق” إلى أمريكا عام 1920. عمل المفتي على نشر الإسلام وقضاياه المعاصرة، وقرر تأسيس مقر للجماعة الأحمدية؛ وهي أقدم جماعة إسلامية في أمريكا.
لم يكن هناك سيولة مادية تكفي لبناء المسجد، لذلك تم جمع التبرعات من الأحمديون الأمريكيون من أصل أفريقي، وتم إنشاء مسجد “الصادق” بين عامي 1921و 1922، ويقع هذا المسجد في حي براونزفيل في شيكاغو.
2- مسجد الأم في أمريكا
يعتبر مسجد “الأم” هو أول وأقدم مسجد باقٍ من مساجد أمريكا الشمالية، بدأ بناء هذا المسجد عام 1929 وتم افتتاحه رسميًا 15 فبراير عام 1934. يقع هذا المسجد في حي سيدار رابيدز بولاية أيوا. صادف بناء هذا المسجد فترة الكساد العظيم، لكن قام المسلمون ببناؤه بأنفسهم.
اُطلق عليه في البداية المعبد المسلم. تعرض المسجد إلى فيضان مدمر عام 2008؛ حيث دمرت المياه قبو المسجد، ودمرت أقدم المصاحف التي كانت موجودة فيه.
تم إنشاء أول مقبرة إسلامية وطنية بالقرب من المسجد عام 1948، ودُفن بها أحد المحاربين القدامى المسلمين في ولاية أيوا بعد مشاركته في الحرب العالمية الثانية. ولا يزال المسجد قائمًا حتى الآن.
3- مسجد الجمعية الإسلامية الأمريكية
تم تأسيس مسجد الجمعية الإسلامية عام 1938، وهو أقدم مسجد تم بناؤه في ولاية ميتشجن، وواحد من أقدم المساجد في أمريكا الشمالية. كان المسجد في بداية الأمر منزل صغير ثم تم تحويله إلى مسجد تبلغ مساحته 48 ألف متر مربع.
في أوائل الثمانينات حصل المسجد على تصريح من المحكمة بالسماح له ببث الأذان خلال مكبرات الصوت، ليكون أول مسجد من مساجد أمريكا يقوم بذلك، وبينت المحكمة في قرارها أن ذلك يُساوي أصوات أجراس الكنائس.
ونظرًا لأهمية هذا المسجد لمسلمين أمريكا فإنه شهد العديد من التطورات والتوسعات التي بدأت عام 1952 وحتى عام 1986 وذلك حتى يستوعب المسجد الأعداد الكبيرة للمسلمين في هذه المنطقة. يقع المسجد في ديربورن في ولاية ميتشجن.
4- مسجد الفضل الأمريكي
هو واحد من أقدم مساجد أمريكا التي تم إنشاؤها في واشنطن العاصمة، تم تأسيس مسجد “الفضل” عام 1950 من قبل الجماعة الإسلامية الأحمدية. كان المسجد المقر الرئيسي للأحمدية حتى عام 1994، قبل أن يتم نقل المقر إلى مسجد بيت الرحمن في ولاية ماريلاند. تم افتتاح المسجد قبل 7 سنوات من إنشاء المركز الإسلامي بواشنطن.
يقع المسجد على بعد خطوات من مقر “البيت الأبيض” وتجاوره العديد من السفارات، لا يزال المسجد مفتوحًا حتى اليوم، وتوجد به العديد من الخدمات ودار للمناسبات، ودار ضيافة للزوار.
5- مسجد المركز الإسلامي لجنوب كاليفورنيا
تم تأسيس مسجد المركز الإسلامي عام 1952، هو واحدًا من أقدم مساجد أمريكا الذي قام بإنشائه مجموعة من المسلمين قاموا باستئجار مبنى صغير في هوليوود، وأطلقوا على أنفسهم اسم “رابطة المسلمين الأمريكية”.
كانت أعداد العائلات المسلمة قليلة في ذلك الوقت في لوس أنجلوس، وكان أكثر المسلمين هناك من الطلاب الملتحقين بالجامعات الأمريكية. وبعد تقليل قيود الهجرة زاد عدد المسلمين في لوس أنجلوس وتم توسيع المسجد، وتم إقامة أول صلاة عيد فيه عام 1969.
6- مسجد توليدو
هو أول مسجد يُبنى من الألف إلى الياء في ولاية أوهايو. تم تأسيس مسجد “توليدو” عام 1953. يقع المسجد في منتصف مدينة “توليدو” على بعد دقائق قليلة من مستشفى سانت فينسنت وجامعة “توليدو”.
يقدم المسجد العديد من الخدمات مثل التوعية والتعليم الإسلامي، والخدمات الدينية للمسلمين ولغيرهم من المجتمعات الأخرى من غير المسلمين.
7- مسجد مركز الجالية الإسلامية في شيكاغو
رغم أن هذا المسجد ليس أول مسجد تم بناؤه في شيكاغو، إلا أن له أهمية كبرى وسط مساجد أمريكا ، حيث يعتبر هذا المسجد واحدًا من أكبر مساجد أمريكا، كما يُعتبر المنظمة الأم للعديد من المنظمات والجماعات الإسلامية.
تم تأسيسه عام 1969 ويضم بجانبه مدرستين ومسجدين إضافيين، ويقدم خدمات كثيرة غير الصلاة، من البرامج التدريبية والتوعوية وغيرها.
8- مسجد مريم
مسجد “مريم” من أشهر مساجد أمريكا على الإطلاق، يمثل المسجد مقر “لأمة الإسلام”، وهي فرع من المنظمات الإسلامية التي أنشأها الأمريكيون الأفارقة عام 1930.
كان المسجد في الأصل أكبر كنيسة أرثوذكسية يونانية في الأمريكتين، وقيل أنه سابع أكبر هيكل كنيسة في أمريكا. قام بشراءه السيد “إيليا محمد” زعيم الأمة الأمة الإسلامية في ذلك الوقت وحوله إلى مسجد. وتم إعادة شراء المسجد مرة أخرى عام 1988 من قبل “لويس فاراخان” الزعيم الحالي لأمة الإسلام . تم بناء المسجد على الطراز البيزنطي على غرار مسجد آيا صوفيا في اسطنبول.
يضم مسجد “مريم” بجانبه جامعة محمد للإسلام؛ وهي مدرسة للبنين والبنات من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى الصف الثاني عشر.
9- مسجد الفاروق
بعد تزايد أعداد المسلمين في مدينة أتلانتا خاصة مسلمين شرق آسيا، تم بناء هذا المسجد الذي يُعد واحدًا من أكبر المساجد في أمريكا في الجنوب الشرقي تحديدًا في ولاية جورجيا.
تم تأسيس المسجد عام 1980 وكان أول مسجد يسكنه غالبية المهاجرين في المدينة، رغم وجود العديد من المساجد في المدينة التي تخدم الأمريكيين من الأصول الأفريقية. تم بناء مسجد ” الفاروق ” في حي هوم بارك، وهو حي قريب من جامعة ” جورجيا”، توسع المسجد فيما بعد ليضم مقبرة، ومدرستين تهتم بالتعليم الإسلامي وذلك في عام 1990.
تم تصميم المسجد ليحمل قبتين من النحاس، على غرار طراز مسجد قبة الصخرة.
10- مسجد الجمعية الإسلامية في نيويورك
هو مسجد سُني ومنظمة دينية تهدف إلى توفير البرامج والخدمات الدينية والاجتماعية، يسعى المسجد والمركز الإسلامي إلى إزالة الخطأ عن مفاهيم الإسلام وتعزيز الحوار الثقافي بين الأديان، ولذلك فهو واحد من أهم المساجد في أمريكا والتي تُشكل دور مهم في نشر ثقافة الإسلام الصحيحة.
تم بناء المسجد عام 1981، ويخدم المسجد والمركز سكان نيويورك المسلمين الذين يُقدر عدد بين الـ 15000 والـ 20000 مسلم. يقع المسجد في شارع كومستوك في سيراكيوز، نيويورك.
تمثل المساجد في أمريكا الضلع الأساسي لنشر الإسلام في جميع أنحاء البلاد. فلا يقتصر دور المسجد على إقامة الصلاة والشعائر الدينية فحسب، بل هو منارة العلم الشرعي وبوتقة الثقافات الإسلامية التي يسعى المسلمين في كل مكان إلى نشرها.