مقالات منوعة

أشهر الرسامين الأمريكيين على الإطلاق

الرسامين الأمريكيين

آخر تحديث في 8 يونيو, 2022

منذ استقلال الولايات المتحدة وهي مصدر لكثير من الفنون المختلفة وقد نال فن الرسم نصيب لا بأس به من تلك الفنون، وأنجبت الولايات المتحدة الكثير من الرسامين، وصدّر لنا أشهر الرسامين الأمريكيين العديد من الأعمال الفنية المجيدة والتي نال بعضها صيتًا حول العالم، واشتهر كل رسام بنوع معين من الفن يُحاكي نسق من الحياة الموجودة في الواقع الأمريكي، ومنهم من عاش في أمريكا ومنهم من عاش خارجها ولكن شهرته وصلت إلى أمريكا والدول المجاورة لها.

تطور فن الرسم في أمريكا

الرسامين الأمريكيين

خلال القرن الثامن عشر كان معظم الإلهام والأعمال الفنية لدى الرسامين الأمريكيين متأثرًا بالفن الإنجليزي، واشتهرت لوحات المناظر الطبيعية “Landscape art” والبورتريه “Portraiture”، وسيطرت تلك الأعمال على السوق الأمريكي آنذاك.

أما في القرن التاسع عشر بدأت مدارس الفنون الأمريكية والعديد من الرسامين الأمريكيين في التوجه نحو الحركات الفنية الأحدث وخاصة حركة الانطباعيين في فرنسا، بالإضافة إلى بعض الأنماط الأوروبية الأكثر شهرة وصيتًا في ذلك الوقت.

واستطاع الفن الأمريكي أن يتطور ويزدهر في القرن العشرين واتجه الكثير من الرسامين الأمريكيين إلى المدارس التعبيرية والتجريدية ليتمكنوا أخيرًا من إنشاء حركة جديدة يتميز بها الرسامين الأمريكيين، وساعدت الحرب العالمية الثانية التي أدت لتدمير أوروبا في نهضة الفن الأمريكي وإبرازه، وفي الأسطر التالية أشهر الرسامين الأمريكيين الذين ساهموا في تطوير وتميز فن الرسم.

1-جيلبرت ستيوارت (Gilbert Stuart)

الرسامين الأمريكيين

 وُلد جيلبرت تشارلز ستيوارت الرسام الأمريكي في الثالث من ديسمبر عام 1755، ويُعد ستيورات أحد أفضل الرسامين الأمريكيين في عصره وخصوصًا في رسم البورتريه، وقد رسم ستيورات العديد من الرؤساء الأمريكيين مثل جون آدامز، وتوماس جيفرسون بالإضافة إلى بعض الملوك الأوروبيين مثل الملك جورج الثالث ملك إنجلترا.

اشتهر ستيورات بلوحته الغير مكتملة للرئيس الأمريكي الأول جورج واشنطن، وقد بدأها في عام 1796 وكان من المفترض أن تكون اللوحة الكاملة للرئيس الأمريكي تظهر نصفه العلوي، ولكنها لم تصل إلى ذلك ووصلت فقط إلى ظهور جزء من رأس جورج واشنطن، وبالرغم من ذلك فقد أصبحت لوحته واحدة من أشهر الأعمال الفنية الأمريكية، وفي بوسطن كانت نهاية حياته الفنية ومات واحد من أشهر الرسامين الأمريكيين على الإطلاق في عام 1828.

2-فريدريك تشرش (Frederic Church)

الرسامين الأمريكيين

وُلد تشرش في مايو من عام 1826 في هارتفورد ،وقد كان فريدريك أحد أشهر الرسامين الأمريكيين الذين تفننوا في رسم لوحات المناظر الطبيعية، وكالكثير من الرسامين الأمريكيين في ذلك الوقت كان تشرش يميل إلى إضفاء الطابع الأسطوري على المناظر الطبيعية بالبلاد في مزج جميل بين الواقع والخيال.

ساهم تشرش في رسم العديد من المناظر الخلابة الموجودة في الولايات المتحدة وخصوصًا الممرات المائية، وفقد كان تشرش عضوًا في مدرسة نهر هدسون التي تميزت بالتركيز على عجائب نهر هدسون، وقد رسم تشرش أيضًا بجوار الممرات المائية أماكن عدة خلابة كجبال كاسيلز وشلالات نياجرا وساحل مين، بالإضافة لكثير من المناطق الغريبة الموجودة من بحر إيجة إلى جبال الأنديز، وبعد حياة مهنية ناجحة تضاءلت شهرته في أواخر حياته ومات في عام 1900.

3- جيمس ماكنيل ويسلر (James Abbott McNeill Whistler)

الرسامين الأمريكيين

عاش ويسلر حياة متباينة في القرن التاسع عشر، فقد وُلد في ولاية ماساتشوستس في عام 1834، ومن ثم عاش طفولته في سانت بطرسبرغ في روسيا ودخل بوست بوينت عام 1851، بالرغم أن صيته وسمعته زادت داخل باريس إلا أنه كان يعمل بشكل أساسي في لندن.

عاصر ويسلر الكثير من أشهر الفنانين في أوروبا وكانت معروضاته تُقابل بكثير من الرفض والانتقاد، وقد نجح ويسلر نجاحًا مبهرًا للغاية في معرضه المُلقب باسم التناغم في باريس، ونجح مرة أخري في معرضه الفتاة البيضاء في عام 1883.

وفي عام 1940 احتفلت الولايات المتحدة الأمريكية بواحد من أهم الرسامين الأمريكيين في تاريخها ورسمته على طابع بريد أمريكي، ومن أهم أعمال ويسلر (والدة ويسلر)، (غرفة الطاووس)، (سيمفونية بالأبيض)، توفي جيمس ويسلر في لندن عام 1903.

 4- ماري كاسات (Mary Cassatt)

الرسامين الأمريكيين

وُلدت ماري في عام 1844 في أسرة من الطبقة المتوسطة، وتُعد ماري من أشهر الرسامين الأمريكيين الذين ارتبطوا بالحركة الانطباعية، درست كاسات في أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة في فيلادلفيا وانتقلت في عام 1866 لتدريس الفنون في باريس.

أشتهرت الأعمال الفنية لماري بالتركيز على العنصر النسائي في لوحاتها، فقد ركزت على الجمع بين المشاهد المنزلية والمرأة، وفي وقت لاحق خلال حياتها المهنية تشكلت أعمالها الفنية عبر الموضة الموجودة في ذلك الوقت داخل فرنسا.

بحلول عام 1914 أُصيبت ماري كاسات بالعمى الكامل لتنتهي حياتها المهنية، وتزاحم بأعمالها الفنية أشهر الرسامين الأمريكيين على الإطلاق، وقد عاشت ما يقارب العشرة أعوام بعد إصابتها بالعمى لتودع الحياة في عام 1926 خارج باريس.

5- جون سينغر سارجنت (John Singer Sargent)

الرسامين الأمريكيين

عاش سارجنت معظم حياته خارج الأراضي الأمريكية في أوروبا، وبالرغم من ذلك ارتبطت أعماله ارتباطًا وثيقًا بالعصر الذهبي للفن الأمريكي، وقد كان جون سارجنت من أشهر الرسامين الأمريكيين الذين أبدعوا في فن رسم البورتريه.

كانت لوحاته الفنية تأتي من صفوف الطبقات الراقية في نيويورك وباريس ولندن، وكانت (مدام إكس) هي أشهر لوحات سارجنت على الإطلاق، تمثل لوحة مدام إكس زوجة أمريكية لرجل مصرفي فرنسي في ثوب أسود يتناقض مع اللون اللبني (milky) وبالرغم من تلك التحفة الفنية إلا أنها قد تعرضت للكثير من السخرية والإنتقاد إبان عرضها في الصالون الفرنسي في عام 1884.

كان من لوحات سينغر أيضًا عدد من رؤساء الولايات المتحدة وهم: الرئيس ثيودور روزفلت، وودور ويلسون، وله لوحة فنية مميزة لنفسه، وفي عام 1925 رحل سارجنت بعد حياة مهنية مزدهرة للغاية ودُفن في المملكة المتحدة.

6- إدوارد هوبر (Edward Hopper)

الرسامين الأمريكيين

وُلد إدوارد هوبر في يوليو من عام1882، يُعد هوبر من الرسامين الأمريكيين الواقعيين بالرغم من لوحاته التي تحمل في طياتها كثير من الغموض، فقد بحثت لوحات هوبر الجوهر الأجوف للتجربة والحياة الأمريكية، ومثلت كثير من لوحاته الوحدة والعزلة التي تصيب أفراد المجتمع الأمريكي. 

اتسمت العديد من أعمال هوبر بالبحث في الانتماء الديني وسعي الإنسان المتواصل نحو السعادة والتي لن يستطيع أن يصل إليها في نهاية المطاف، ورسم هوفر العديد من الأعمال الفنية المُصورة للطبيعة والتي تميزت بكونها ساحات طبيعية مفتوحة لا حدود لها للخلط بين الوحدة والطبيعة.

من أهم الأعمال الفنية لهوبر صقور الليل والتي صُنفت بأنها أفضل أعمال إدوار هوبر وقد بيعت في عام 1942 لمعهد الفن بشيكاغو، و مكتب في مدينة صغيرة والتي رُسمت بالزيت على القماش وتقع حاليًا في متحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك، وفي عام 1967 توفي الرسام الأمريكي لتنتهي رحلته الفنية وإلى الأبد.

وتستمر الولايات المتحدة إلى وقتنا الحالي بالمساهمة في إنتاج العديد من الرسامين العظام الذين لا يلبثوا كثيًرا حتى يقدموا للبشرية تحف فنية، ودائمًا ما يتربع الرسامين الأمريكيين على عرش العالمية وخصوصًا في المجتمعات الغربية، ويبقى الفن نقطة ملاذ البشرية ومحطة نتجمع حولها بعيدًا عن الصراعات المختلفة، فنجد في الغرب من يُحب موسيقى الشرق ويُطرب بها ومن في الشرق تستلذ نفسه قبل عيناه بتلك الرسومات الغربية.

شارك المقال مع أصدقائك!