هناك ظاهرة لا يمكن انكارها وتحتاج الى دراسة موضوعية تتعلق بالمواطن العراقي من جنوب العراق الى جبال شماله مروراً بصحراء وسطه الا وهي قضية الانتماء. مشاكل الانتماء لا تقتصر على المواطن العراقي٫ وانما هي ظاهرة عالمية وموجودة في جميع المجتمعات٫ ولكن في عين الوقت يمكن القول بانها ربما أكثر تعقيداً في المجتمع العراقي مقارنة ببقية اقطار العالم العربي او الشرق الأوسط.
الحديث عن الانتماء يبدأ أولا بتعريف الانتماء٫ ويمكن القول بانه من صنفين:الصنف الأول هو الانتماء الناضج Mature Affiliation والمقصود به انتماء الانسان لمجموعة من البشر يشاركهم بأفكاره ويستهدف من خلال هذا الانتماء الشعور بالطمأنينة وتجاوز ازماته البيئية وعقده النفسية. هذا النوع من الانتماء يشمل عادة الانتماء للعائلة والاصدقاء والمجتمع المحلي. والصنف الثاني هو الانتماء الوطني، ويعني انتماء الانسان لوطنه وشعبه والتعبير عن الولاء والانتماء لهم.
تعتبر قضية الانتماء من أكثر القضايا المعقدة في المجتمع العراقي. فمنذ سقوط نظام الديكتاتور صدام حسين في عام 2003، تعرض العراق لانفصالات قومية وطائفية وسياسية تسببت في تفتت الوحدة الوطنية وزعزعة الثقة بين أفراد المجتمع. تأتي هذه المشاكل من الجذور العميقة للتاريخ العراقي المعقد، حيث كان العراق يحتضن مجتمعات متنوعة من الأعراق والأديان والثقافات المختلفة.
على الرغم من وجود هذه المشاكل، لا يمكن الإنكار أن الانتماء الوطني لا يزال جزءًا هامًا من هوية العراقيين. يتمثل هذا الانتماء في حبهم لوطنهم واهتمامهم بمصائره وتطلعاته. إن تعزيز الانتماء الوطني يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في إعادة بناء الوحدة الوطنية وتعزيز الثقة بين المواطنين.
ومع ذلك، لا توجد إستراتيجية واضحة للتعامل مع قضية الانتماء في العراق. يفتقر النظام السياسي العراقي إلى القدرة على التعامل مع التباينات وتلبية احتياجات جميع أفراد المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، يواجه العراق تحديات اقتصادية واجتماعية خطيرة، مما يؤثر سلبًا على انتماء الأفراد ويزيد من التوترات.
مع هذا الواقع المعقد، يجب أن يتم توجيه الجهود نحو دراسة الانتماء في العراق بشكل موضوعي ومستنير. يجب أن يشارك الباحثون والمفكرون والساسة في وضع استراتيجيات للتعامل مع قضية الانتماء والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وبناء المؤسسات التي تعزز التضامن الاجتماعي وتحقق العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع.
وفي النهاية، يجب أن ندرك أن قضية الانتماء تتطلب جهودًا مستمرة وتوجيهًا صحيحًا من قبل جميع المعنيين. يجب أن يعمل الجميع معًا لتحقيق الوحدة والاستقرار في العراق، والعمل على بناء مستقبل أفضل للجميع.
أسئلة متكررة:
1. ما هي أهمية قضية الانتماء في المجتمع العراقي؟
الانتماء يلعب دورًا هامًا في تعزيز الوحدة الوطنية وبناء الثقة بين أفراد المجتمع العراقي.
2. ما هي التحديات التي تواجه قضية الانتماء في العراق؟
تواجه قضية الانتماء في العراق تحديات من التباينات القومية والطائفية والسياسية الموجودة في المجتمع.
3. كيف يمكن تعزيز الانتماء في العراق؟
يمكن تعزيز الانتماء في العراق من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وبناء مؤسسات تعمل على تحقيق العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع.
4. ما هو دور النظام السياسي العراقي في تعزيز الانتماء؟
يجب أن يلعب النظام السياسي العراقي دورًا محوريًا في تعزيز الانتماء من خلال تلبية احتياجات جميع أفراد المجتمع والتعامل مع التباينات بطريقة موضوعية وعادلة.
5. ما هي العوامل المؤثرة في الانتماء في العراق؟
العوامل المؤثرة في الانتماء في العراق تشمل التاريخ والتراث والثقافة والتجارب السابقة للأفراد في المجتمع.