ماذا لو علمت بارتفاع الأسعار وسارعت إلى شراء المؤن وتخزينها قبل هذه النقة الإنتقالية؟ هذا لن يحصل في حال لم تكن تعرف بديهيات علم الاقتصاد الذي أصبح اليوم علماً كسائر العلوم الأخرى؛ ومن الواجب على كل فرد أن يمتلك معرفة موسعةً عنه، وذلك للمحافظة على نظامه الاقتصادي في المنزل فضلاً عن المحافظة عليه المجتمع.
سوف نستعرض في هذا المقال شرحاً لـ7 كتب اقتصادية تساعدك على فهم الاقتصاد فهماً صحيحاً؛ إذ من المحتّم أن تغير هذه الكتب طريقة تفكيرك تجاه الأحداث العامّة والأسواق نحو الأفضل، وتبني لديك أرضية خصبة للتحليل المالي والاقتصادي.
كتاب ثروة الأمم لآدم سميث
نُشر عام 1776م وكان كتابه علامة فارقة في علم الاقتصاد من بين كتب اقتصادية كثيرة. كُتبت هذه الكلمات على يدّ آدم سميث وهو فيلسوف اقتصادي، ولد في اليوم الخامس من يونيو سنة 1723 والمُلقب بالأب الروحي لعلم الاقتصاد؛ وذلك لأنه يَعتبر مرجعاً في هذا العلم خصوصاً بعد نشر كتابه “ثروة الأمم”.
يتكلم الكاتب عن مفهوم ثراء الشعوب وكيف يمكنها أن تكون غنية، كما رَكز فيه على مبدأ تشجيع الأسواق الحرّة وكَفّ يد الدولة من التدخل فيها؛ معتبراً ذلك مهماً جداً في نمو الاقتصاد. كما ركز على فكرة أن دَور الدولة يجب أن يقتصر على توفير الأمن والدفاع وغيرها من مهام (الدولة الحارسة) دون التدخل المباشر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
كما أطلق آدم سميث مفهوم اليد الخفية ككناية ليعبر عن الأنانية الشخصية التي تساهم في نمو الاقتصاد، حيث قال أن المرء حين يسعى لتحقيق مصلحته الشخصية فإنه بذلك يحقق مصلحة المجتمع اقتصادياً.
أخطأ في كتابه من خلال الإشارة لأن ثراء أي شعب يكون على حساب الآخر، حيث تبين أن هذا غير صحيح فيما بعد، عندما انتشر مبدأ الميزة النسبية في التجارة الدولية؛ حيث يركز مبدأ الميزة النسبية على أن التبادل التجاري بين الدول يساهم في إثراء الدولتين.
إن علم الاقتصاد يتطلب الاطلاع على كتب اقتصادية كثير وأول كتاب نرشحه لك هو كتاب ثروة الأمم لآدم سميث.
كتاب انهيار الاقتصاد العالمي
فحوى هذا الكتاب تحكي عن الأزمة الاقتصادية العنيفة التي أصابت النظام الرأسمالي عام 2008 بسبب معضلة الرهن العقاري في الدول المتقدمة، مؤلف الكتاب هو “بول مايسون” ولد في الـ23 من يناير سنة 1960 وكان حين تأليف هذا الكتاب صحفياً متخصصاً بالشأن الاقتصادي في صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وانتهى في دراسته التي أفضت لتأليف هذا الكتاب، أنه يجب على الدول أن تقوم بالتدخل في اقتصادات بلادها وألّا يقتصر دورها على مبدأ الدولة الحارسة فقط، كما حرَض على ذلك آدم سميث في كتابه “ثروة الأمم” وذلك بسبب؛ الجشع الذي يقوم به المضاربون خصوصاً في سوق العقارات والأسهم المالية.
أدت هذه الأزمة لهبوط سوق الأسهم عند أدنى حد، كما تحول التضخم فيها لانكماش؛ والذي بدوره أدى لكساد عالمي كبير كاد أن يؤدي بالنظام الاقتصادي العالمي إلى الإنهيار، تكلم أيضاً عن أسباب نشوء هذه الأزمة وكيف تمت معالجتها ثم تطرق إلى استشراف ما بعد الأزمة الاقتصادية.
هذا الكتاب لا يناسب المبتدئين أو المتعلمين الجدد لعلم الاقتصاد، إذ يحتاج فهمه لتبحر وبلوغ مستوى متقدم في علم الاقتصاد، ولكنه يبقى من مجموعة كتب اقتصادية هي الأفضل لكل قارئ.
كتاب الاقتصاد عاريا
مؤلف هذا الكتاب تشارلز ويلان ولد عام 1966، عمل صحفيا، ومحاضرًا في جامعة هاريس للسياسة العامة في ولاية شيكاغو الأمريكية، كتابه “الاقتصاد عاريًا” من أفضل ما يمكن أن يقرأه المبتدئ من كتب اقتصادية مفيدة، هذا الكتاب مناسب جدا لمن ليس لديهم أي تصور عن علم الاقتصاد أبدا وذلك لأن الكتاب يتكلم بصورة مبسطة جدا خالية من المعادلات والرسوم البيانية وغيرها من التعقيدات الأخرى، كما أن بعض المصطلحات فيه جرى تبسيطها وتوضحيها بشكل سهل لتتناسب أكثر مع المبتدئين في تعلم الاقتصاد.
يغطي هذا الكتاب بصورة عامة جميع نواحي الاقتصاد، من الاقتصاد السلوكي إلى أمراض الاقتصاد كالتضخم والبطالة، ثم يتكلم عن علاقة الحكومات بالاقتصاد وكذلك انعكاس السياسة على الاقتصاد والعكس.
كتاب دعوة غذاء: وجبة سهلة الهضم من علم الاقتصاد
لا يختلف كثيراً عن الكتاب السابق “الاقتصاد عاريًا” من ناحية تبسيط المفاهيم والمصطلحات وخلوّه من الرسوم البيانية المعقدة، إلا أن المختلف في هذا الكتاب هو تناوله للقضايا الاقتصادية بأسلوب مشوق وممتع للقارئ وهذا يبدو واضحاً جلياً من الإسم الذي أطلقه “ديفيد سميث” مؤلف الكتاب على كتابه دعوة غذاء.
وسبب تسمية هذا الكتاب بهذا الاسم المختلف لا ترجع لكون الكاتب يودّ تحقيق نسبة عالية من المبيعات أو نحوها من الأسباب الأخرى، بل يرجع إلى عبارة شهيرة في علم الاقتصاد تقول: “لا يوجد غذاء يُعطى مجاناً” حيث جعل هذه العبارة محور حديثه.
وأسمى باقي فصول الكتاب بأسماء الطعام مرتكزاً على العنوان الرئيسي الذي أطلقه على الكتاب، وكتابه لا يعد إضافة نوعية في علم الاقتصاد بل هو مجرد إجابة لكثير من التساؤلات التي كانت ترده عن علم الاقتصاد فقام بتأليف الكتاب لأجل هذه الأسئلة.
كونه ليس إضافة نوعية لا يعني هذا أنه غير مفيد؛ على العكس فقد يحقق هذا الكتاب قيمة إضافية ونوعية للمبتدئين في هذا المجال على غرار كتب اقتصادية أخرى تركز على تبسيط مفاهيم الاقتصاد.
كتاب الآثار الاقتصادية للسلام
مؤلف الكتاب هو الاقتصادي الشهير صاحب النظرية النقدية في علم الاقتصاد “جون مينارد كينز” ولد في الخامس من يونيو سنة 1883 وهو من أصول بريطانية، أثار كتابه “الآثار الاقتصادية للسلام” جدلاً واسعاً وحقق نسبة عالية من المبيعات آنذاك بل وحتى الآن.
يتكلم في كتابه عن أهمية الاستقرار والسلام بين الدول والشعوب، ولكن ليس من منظور إنساني بل من منظور اقتصادي حيث رأى في كتابه أن السلام عامل مهم في نمو اقتصادات الدول، وكان الدافع الرئيسي لتأليفه هذا الكتاب هو معاهدة فرساي والتي رآها خالية من أي شكل من أشكال التنمية الاقتصادية أو الخطط التي تسهم في نمو الاقتصاد.
نهاية هذا الكتاب من بين مجموعة كتب اقتصادية مناسبة للقراءة ولكن بعد الاطلاع على مقدمات في علم الاقتصاد، حيث يصنف هذا الكتاب ضمن علم التاريخ الاقتصادي الذي واجه حقبة من حقب هذا التاريخ.
دليل المبتدئين الشامل إلى علم الاقتصاد
يعد هذا الكتاب من مجموعة كتب اقتصادية تصلح للمبتدئين حيث يعطي هذا الكتاب نظرة عامة عن علم الاقتصاد ولكنه لا يخلو من الرسوم البيانية والمعادلات كما الكتب المُبسطة السابقة؛ ولكنه أيضاً ليس صعب الفهم فهو موجه للمبتدئين تحديداً كما هو واضح من الاسم الذي أطلقه “توم جورمان” مؤلف هذا الكتاب.
يتكلم الكتاب عن اتجاهات السوق وكيفية التنبؤ بالمستقبل الاقتصادي، وذلك من خلال تحليل الأسواق تحليلاً دقيقاً ومبسطاً لمعرفة اتجاهه، كما شرح في كتابه كيف يسلك المستهلك سلوكاً صحياً اقتصادياً وذلك لكي يحافظ على سلامة الاقتصاد العام والشخصي قدر المستطاع.
نهاية إن هذه كتب اقتصادية قليلة لا تكفي لأن تصنع منك خبيراً في علم الاقتصاد، ولكنها تكفي لتكون لديك نظرة مختلفة عن هذا العلم وتبني لديك عقلية تحليلية جديدة عن السابق، بعد قراءتها سترى العالم بعين مختلفة وسيحلل عقلك الأسواق والأحداث الاقتصادية على مبدأ صحيح بعيداً عن التأويلات التي لا تستند إلى أي دليل.
اقرأ أيضاً:
كل ما تود معرفته عن الاقتصاد الأمريكي وإلى أين يذهب عام 2022؟
أبرز 3 مشاكل اقتصادية في امريكا
ريادة الأعمال الناجحة ما هي مقوماتها؟