إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم غنية بالكثير من العبر والحكم، ولا يكفي الحديث عنها في مقالة واحدة فقط؛ لمّا لها من أحداث وحكايات كثيرة وواسعة. واليوم نقوم بمواصلة ما بدأناه من الحديث عنها في هذه المقالة التي تتكلم عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (2).
سيرة الرسول الكريم وبداية عمله
إن السعي في الأرض وطلب الرزق من السنن التي سنّها المولى سبحانه وتعالى، وفي ضوء ذلك قد كان لكل رسول ونبيّ مهنة يعمل فيها قبيل تبليغ رسالته. وننوه إلى أن البدايات الأولى لعمل الرسول الكريم كانت في رعية الأغنام؛ وكان ذلك بمثابة تمرين على حمايتها والصبر على رعيها.
عمل النبي في مهنة التجارة
بعد أن تحدثنا عن مولد ونشأة النبي الكريم وكفالته في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (1). سنتطرق اليوم إلى عمل النبي في التجارة. فقد كان يعمل تاجرًا مع عمّه أبو طالب قبيل البعثة، وتاجرًا لدى السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- التي تملك منصبًا كبيرًا في التجارة، ولما علمت عن صدق وأمانة النبي -صلى الله عليه وسلم- وحسن خلقه قررت أن تعرض عليه العمل لديها وأن يخرج بقافلة من الجزيرة إلى الشام. وفي المقابل تعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار، فقبل بعرضها وخرج بالقافلة وقد باع كل البضاعة واشترى كل ما يريد من السلع!
ثم عاد إلى موطنه وأخبر السيدة خديجة بعمله، وكانت مسرورة للغاية إذ وجدت نفسها قد ربحت ضعف ما كانت تربحه من التجار، فضاعفت له الأجر المتفق عليه أيضًا. ونشير إلى أن النبي -عليه افضل الصلاة والسلام- كان يعمل تاجرًا في أسواق مكة ومجنة وعكاظ وغيرها من الأسواق.
الزواج الأول للنبي صلى الله عليه وسلم
إن أول إمرأة تزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- التي تعتبر من أثرياء قريش، ذات حزم وذكاء شديديّن، ولها الكثير من التاجرات في مختلف الأماكن. وقد ذكرت الكتب التي تتحدث عن السيرة النبوية أن السيدة خديجة أكبر عمرًا من النبي خاتم الأنبياء والمرسلين.
وكما ذُكر، فبعد أن رأت السيدة خديجة صدق وأمانة النبي الكريم، أعجبت بشخصيته العظيمة ورغبت بالزواج منه، فأرسلت صديقتها التى تُدعى (نفيسة بنت منية) لتعرض عليه رغبتها في الزواج منه، فوافق النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- على ذلك.
والآن ها نحن هنا نقف في نهاية مقالنا لهذا اليوم، وللمزيد حول سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- تابعونا في مقال آخر بإذن الله. نسأل الله أن يتقبل منكم جهد البحث والمعرفة وحب التعلم.