مقالات منوعة

كيف اتخلص من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت

كيف اتخلص من إدمان الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي

آخر تحديث في 18 يونيو, 2022

 إذا وجدت نفسك تخسر ساعات يوميّاً على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي فأنت لست وحدك، وبينما وُجد الإنترنت لوصل الأصدقاء والعائلة والتعرف على العالم كله، أصبح اليوم هواية لجميع الفئات العمرية وقد وصل هذا لدى البعض إلى حد الإدمان وانتشر ذلك بشكل متزايد في الآونة الأخيرة وهذا له عواقب جسمية ونفسية وعقلية على المدمن.

ما هو إدمان مواقع التواصل الاجتماعي؟

تتعدد أسباب استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي سواء كان لتمضية الوقت أو للتواصل مع الناس أو حتى مشاهدة الفيديوهات  لكن معدل استخدام  وسائل التواصل الاجتماعي زاد كثيراً خلال السنوات الأخيرة وأكثر المتأثرين به هو الأطفال والمراهقين والبالغين ذوي العمر المتوسط. ولا بدّ من التنويه أن ليس كل من يستخدم الإنترنت سيصبح مدمناً لكن كونه في متناول اليد لدى كل الناس  زادت احتمالية إصابة الناس بالإدمان.

يتسم الإدمان بقلق مفرط بشأن وسائل التواصل الاجتماعي وتندفع رغبة لا يمكن السيطرة عليها لتسجيل الدخول إليه، وتخصيص الكثير من الوقت لها على حساب مهام الحياة اليومية. وتتحول هذه الحالة إلى حالة إدمان ويؤثر استخدام وسائل التواصل على العقل بطريقة ضارة عندما يكون الاستخدام قاهر ومفرط حتى لو مضى الوقت في التمرير بين المنشورات والصور ومقاطع الفيديو.  يشبه هذا الإدمان الذي يحصل من تعاطي المخدرات  فيكون الهدف تعديل الحالة المزاجية ونسيان آلام الحياة الواقعية والمشاكل النفسية والجسدية.

سلبيات إدمان الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي

 

 

كيف اتخلص من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت

لا يكون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام ضاراً لكنّه يحمل في طياته آثار سلبية يجب مراعاتها عند الاستخدام وتتمثل بما يلي :

  • تدني احترام الذات وينتج هذا بسبب التصورات الخاطئة للشخص حيث يرى أن حياة الآخرين أفضل من حياته.
  • زيادة الوحدة وهذا يخلق شعوراً بالقلق والاكتئاب.
  • يعاني المدمن من أنماط نوم مضطربة خاصة إذا كان استخدام الإنترنت يتم قبل النوم مباشرةً.
  • قلة النشاط البدني وهذا بدوره يؤثر على صحة الجسم.
  • أداء منخفض في الدراسة والعمل.
  • تجاهل العلاقات الواقعية والتركيز على الافتراضية منها.
  • انخفاض القدرة على التعاطف مع الآخرين.
  • حدوث اضطرابات اجتماعية.

لماذا تسبب مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت الإدمان؟

وفقاً لدراسة في جامعة هارفارد تبيّن أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يضيء نفس الجزء من الدماغ عندما يتناول الشخص مادة مدمنة وهذا يؤثر على المسارات الكيميائية المسؤولة عن القرارات والمشاعر، الذي بدوره ينشط الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ فترتفع مستوياته.

تبعاً لذلك كلّما قمت بتسجيل الدخول إلى إحدى تطبيقاتك المفضلّة يرتفع هرمون الدوبامين في العقل وهذا يولد شعور المتعة، لذلك يشجع  العقل على تكرار هذا النشاط، ويظهر الشعور جليّاً كلّما نشر الشخص منشوراً وحصل على إعجابات وتعليقات. على الرغم من ذلك، هذه المشاعر مؤقتة والطريقة التي يحفز العقل فيها على الاستخدام المتكرر تبرز مع تلاشي الدوبامين الذي يشعرك بالرضا  لذلك يميل الشخص للعودة لمصدره في الإنترنت.

والعامل الآخر المسبب للإدمان على الإنترنت أن المراكز المعززة لإفراز الدوبامين تكون أكثر نشاطاً عندما تتحدث عن نفسك ومعظم وسائل التواصل الاجتماعي تدور حول التباهي بحياة الفرد وإنجازاته  بنسبة 80% من الوقت. ومن زاوية أخرى تكون وسائل التواصل الاجتماعي مكاناً مسلياّ لتمضية الوقت عند الانعزال في المنزل لأي سبب، وكلّما استخدمتها أكثر كلّما دفعك العقل لقضاء وقت أكبر بهدف إزالة الشعور بالوحدة ويصبح استخدامها مشكلة  إذا بدأت برؤيتها على أنها آلية للتعامل مع التوتر والمشاعر السلبية.

اقرأ أيضاً: فيس بوك يكشف عن ضوابط جديدة للأطفال الذين يستخدمون منصته

خطر الإدمان على الشباب

كيف اتخلص من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت

وفق بعض الدراسات تبين أن 27% من الأطفال الذين يقضون 3 ساعا ت وأكثر يومياً على الإنترنت تظهر عليهم أعراض ضعف الصحة العقلية، وهذه مشكلة مخيفة لأن أدمغتهم ومهاراتهم الاجتماعية في أوج تطورها وسيصبحون مستقبلاً مصابين بالضعف الشديد للمهارات الاجتماعية على الرغم من التواصل مع الآخرين الذي يتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لكنه لن ينعكس بالضرورة على الحياة الواقعية.

يظهر على المدمنين أعراض تتمثل بالقلق الاجتماعي وانخفاض الثقة بالجسد كذلك تدني مستوى التعاطف والرحمة باتجاه الآخرين بالإضافة إلى الشعور بالعزلة والاكتئاب. كذلك الصور المعدّلة والمثالية على الإنترنت تولد تدنياً في احترام الذات واضطراباً في الأكل وعلى الرغم من معرفة كون هذه الصور ليست واقعية لكن من الصعب تجنب إجراء المقارنات وهذا بدوره يخلق معايير جسمية تضعف ثقة المراهقين بأنفسهم.

يفحص المراهقين المظهر الجسدي ونمط الحياة والنجاحات المعروضة على الإنترنت وهذا يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة بناءً على المعلومات المزيفة أو قرارات غير عقلانية وقد ينخرط البعض منهم في بعض التحديات الخطيرة رغبةّ في محاكاة من قاموا بها سابقاً وهذا سبب بعض حالات الوفاة.

اقرأ أيضاً:  جوجل تتيح الآن للمستخدمين طلب إزالة صور القاصرين من البحث

كيف  تكتشف أنك مدمناً على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت؟

يوجد بعض الفروقات الرئيسية بين إدمان وسائل التواصل أو التعود عليها من شأنها تحدد إدمانك من عدمه و تشمل:

  • الأثر السلبي على الدراسة والعمل حيث تقضي وقتك على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي  بدلاً من التركيز في العمل.
  • الميل لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي أثناء قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء أو أثناء تناول الطعام.
  • الشعور بالقلق والغضب عندما لا تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي.
  • تكون هذه الوسائل منفذاً للتعامل مع المشاكل.
  • التفكير في الإنترنت عندما لا تستخدمه بحيث تستخدمه أول ما تسنح لك الفرصة.

تقليل استخدام مواقع التواصل  الاجتماعي

تقليل استخدام مواقع التواصل  الاجتماعي

 في حين أن العديد من الأشخاص قادرون على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي دون أي مشاكل، و سواء كنت مصاباً بإدمان وسائل التواصل الاجتماعي أو تستخدمها لوقت طويل، يوجد دائماً حلول تساعدك للتخلص من هذا، إذا كنت جاداً ضع في اعتبارك النصائح التالية:

  • يجب أن تكون البداية في حذف التطبيقات التي تقضي معظم وقتك عليه  فإذا احتجتها اعثر عليها من حاسوبك الشخصي، حيث هذه الخطوة فعالة في تقليل الوقت الذي تقضيه على الإنترنت.
  • ضع هاتفك في حالة الإغلاق أثناء العمل أو الدراسة وخلال النشاطات الاجتماعية.
  • تخصيص وقتاً محدداً لمواقع التواصل الاجتماعي جيد جداً للتخلص من الإدمان، لأجل ذلك قم بتشغيل عداد الوقت.
  • من المفيد أيضاً عدم اصطحاب الهاتف والكومبيوتر إلى غرفة النوم.
  • تعلّم هواية جديدة غير مرتبطة بالتكنولوجيا مثل إحدى الرياضات أو الفنون وحتى الطبخ.
  • اقضِ المزيد من الوقت مع أصدقائك والعائلة كلّما شعرت بالوحدة والملل.
  • من الجيد أخذ فترات راحة منتظمة من الإنترنت للتفكير مليّاً في الحياة الواقعية ولو استمرت شهراً كاملاُ.

ملخص

 أصبح الإنترنت منتشراً في كل مكان وكل الأوقات لكن هذا لا يعني أنك ستدمنها، من خلال بعض الحيل البسيطة وبعض الحدود يمكنك منع نفسك  وتعليم أطفالك عدم الاعتماد المفرط على مواقع التواصل الاجتماعي في الحياة اليومية وستتجنب الإدمان والآثار الضارة الناتجة عنه، و في الحالات الشديدة من الضروري مناقشة أخصائي الصحة العقلية لمساعدتك في السيطرة على الاستخدام.

 اقرأ أيضاً:  دليلك الشامل لتعلم أشهر طرق الربح من الانترنت

شارك المقال مع أصدقائك!