الحياة في أمريكا

العادات الامريكية .. تعرف على 8 من أغرب العادات الامريكية

العادات الأمريكية

ما هي خططك في الاحتفال برأس السنة الجديدة لهذا العام؟ هل ستتجول في شوارع الحي، وتلقي بالأواني القديمة أمام أبواب جيرانك؟ حسنًا، إذا كنت تعيش في الدنمارك فستكون بالطبع تلك هي خططك في الاحتفال، أو ربما تقرر صناعة دمية لشخص مشهور ومن ثم تضرم فيها النيران لتشاهدها تحترق، غريب أليس كذلك؟ ولكنه لن يكون بالغريب ولو بمقدار أنملة إن كنت إكوادوريًا. تختلف تقاليد كل شعب عن الآخر تمامًا، كما تختلف الأراضي والألسنة والألوان، وفي الأغلب تكون عادات مجتمع ما غريبة تمامًا عن الآخرين، وبالرغم من أن صناعة السنيما الأمريكية ساهمت وبشكل كبير للغاية في نشر الثقافة الأمريكية وعادات الأمريكيين، إلا وأنه مازال الكثير من العادات الامريكية يُنظر إليها بكثير من الغرابة، وفي السطور القادمة سنتعرف على أغرب العادات الامريكية.

الأمريكيون والرياضة

العادات الأمريكية

للشعب الأمريكي طقوس خاصة أثناء بعض الأحداث الرياضية، وخصوصًا أثناء حضورهم مباريات كرة القدم الأمريكية، فمن العادات الامريكية عدم الاكتفاء بمشاهدة اللعبة وشغل المقاعد فقط، ولكن يجب أن يصل المشجعون إلى المباراة قبلها ببضع ساعات، ليبدأوا استعداداتهم في الاحتفال.

يحتفل الأمريكيون قبل المباراة بشوي الطعام واحتساء المشروبات، يبدأوا باللعب في الحدائق المحيطة للمعلب ويتقاذفون الكرات فيما بينهم، فالمعجبين الأمريكيون يأخذون تلك المباريات على محمل الجد، ومنهم من ينتظر المباراة من فجر يومها، وحتى فإن البعض يذهب الليلة السابقة للمباراة ليطالب بمقعده في الصفوف الأمامية، فيصل الأمر إلى حد الهوس، وما زالت العادات الامريكية تبهرنا.

الشغف بإعلانات سوبر بول – Super Bowl

عادةً تكون الإعلانات التلفزيونية أمر مزعج للكثير، فالبعض قد يغلق التلفاز عندما تبدأ، ولكن من أغرب العادات الامريكية هي حب الشعب الأمريكي لإعلانات Super Bowl التجارية، بل وينتظروا فترات الراحة أثناء العرض ليشاهدوا تلك الإعلانات.

تتوالى أسئلة الأمريكيين عن تلك الإعلانات عادةً أكثر من العروض نفسها، وفي عام 2011 قد وصلت أسعار الإعلانات إلى 3 ملايين دولار لثلاثين ثانية أي ما يعادل مئة ألف دولار للدقيقة الواحدة، فصار مشاهدة ذلك النوع من الإعلانات طقس وعادة من العادات الامريكية.

بوصة وقدم وبوند

يستخدم العالم كله تقريبًا النظام المتري كوحدة قياس ما عدا الولايات المتحدة الأمريكية، وبالرغم من محاولات الحكومة الفيدرالية والكونجرس تشجيع استخدام النظام المتري المعمول به في كل العام بدلًا من النظام الأمريكي، إلا أن الشعب الأمريكي ما زال متمسكًا بعاداته القديمة، فقد حاول الكونجرس عام 1975 إصدار قانون تحويل المقاييس، وأنشئ أيضًا مجلس متري أمريكي للبدء في تحويل المقاييس، ولكن لم ينجح الأمر إذ لم يحصل المجلس على سلطة اعتماد المقاييس واستمر الحال كما هو إلى الآن.

محاكمات القرن

دائمًا ما يحب الأمريكيون إضافة بعض الدراما والإثارة والتهويل، وتُرضِي وسائل الإعلام الأمريكية تلك النشوة للأمريكيين، فتزيد من ردود فعلها، وتبالغ في كثير من القضايا المتنوعة، حتى أصبحت الولايات المتحدة تُقيم محاكمة “قرن” كل عامين تقريبًا، ومع كل قضية قرن جديدة تظهر على الساحة تتلاشى القضايا الأخرى من ذاكرة الأمريكيين وكأنها ترابًا، وتنشغل عقولهم بقضية القرن الجديدة، وغالبًا ما تكون تلك القضايا تخص مشاهير سواء في عالم الفن أو السياسة، ولعل المثال الأبرز؛ هي قضية “كيسي أنتوني – Caylee Anthony” والتي صارت هدفًا للمزايدات والوعظ من أصغر الأمريكيين إلى أكبرهم.

خدعة أم حلوى

ينصح الأمريكيون -وكبقية البشر- أطفالهم بعدم الحديث مع الغرباء، ولكن هناك استثناء لتلك القاعدة في مفارقة عجيبة ولكنها ليست بقضيتنا هنا، إذ يطوف الأطفال في يوم الهالوين -عيد الهلع- حول البيوت ويسألون خدعة أم حلوى؟ ولكن لا يستطيع ساكن البيت المسكين باختيار الخدعة، حتى يتقِ شر هؤلاء الأطفال فيختار دائمًا الخيار الأول ويعطيهم الحلوى.

مثل العديد من الثقافات حول العالم، يحتفل الأمريكيون في هذا اليوم الذي يعرف بيوم الهلع بأزياء من المفترض أن تكون مرعبة، ويبدأ الأطفال في رحلة بحثهم عن الحلوى ويبدأ الكبار في الاستعداد لإعطائهم البعض، وتعد تلك الممارسة الغريبة في هذا اليوم هي من العادات الامريكية الأصيلة.

عفو رئاسي عن ديك رومي!

العادات الأمريكية

يحتفل كثير من الناس حول العالم في كل عام بعيد الشكر، ولكن إن كنت تعيش في الولايات المتحدة حديثًا، فبالفعل ستشعر بالحيرة والغرابة أثناء احتفال الأمريكيين بذلك العيد، إذ في كل عام في عيد الشكر يمنح الرئيس الأمريكي عفوًا رئاسيًا عن ديك رومي واحد كي لا يتم ذبحه، ويتم تقديم الطائر بواسطة الاتحاد الوطني للديك الرومي بالبلاد “National Wild Turkey Federation

لم يكن هذا التقليد بذلك الشكل قديمًا، إذ كان من العادات الامريكية منذ عام 1947 ميلاديًا أن يقدم الاتحاد الوطني للديك الرومي في مناسبة عيد الشكر ديكًا هدية للرئيس الأمريكي، ولكن بدأ هذا التقليد الغريب عندما أعطى الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عفوًا لأحد الديوك في عام 1989، فصار العفو تقليدًا رسميًا يتبعه الرؤساء الأمريكين وإلى يومنا هذا.

الأمريكيون في الجمعة السوداء

بعد ساعات عدة من التهام الأمريكيون للديوك التي لم يتم العفو عنها، تبدأ الجمعة السوداء في الولايات المتحدة، وتتهيأ الجيوش الغفيرة من الأمريكيين للدخول إلى معركة التسوق، وهناك الكثير من الأمريكيين الذين يتأهبون لتلك المعركة باكرًا، فيتجهزون أمام أبواب المحلات التجارية من الساعات الباكرة، وفي بعض الحالات النادرة تندلع حالات شغب، ويحدث تدافع مميت بين المتسوقيين في صراع للحصول على عرض ما.

يبدأ يوم الجمعة السوداء مباشرةً كأول جمعة بعد يوم عيد الشكر؛ وهو تقليد أمريكي مقدس بامتياز، وفي عام 2010 أجرى الاتحاد الوطني الأمريكي للبيع بالتجزئة دراسة حول الجمعة السوداء، وقُدر أنه أكثر من 200 مليون ارتحلوا إلى المتاجر، أو تسوقوا من خلال الإنترنت خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد عيد الشكر، ويشارك أكثر من مائة مليون أمريكي في عمليات الشراء عبر الانترنت في يوم الاثنين المعروف باسم اثنين الانترنت (Cyber Monday).

عيد جرذ الأرض – Groundhog Day

العادات الامريكية

في الثاني من فبراير من كل عام، يحتفل السكان في الولايات المتحدة وكندا بيوم فأر الأرض، وهو من الأعياد المبينة على التراث الشعبي لسكان البلدين، إذ أنه عند خروج الفأر من جحره ولم يشاهد انعكاس ظله، فهذا يعني انقضاء فصل الشتاء، أما إذا كانت السماء صافية وخالية من الغيوم واستطاع الفأر مشاهدة ظله فهذا يعني أن الشتاء ما زال قائمًا، ولذلك يعود لحجره لستة أسابيع أُخر.

صار ذلك التقليد المتبع من القرن التاسع عشر، هو وسيلة الأمريكيين في التعرف على موعد قدوم الربيع، فبالرغم من التطور الهائل في رصد الطقس، ولكن كالعادة غلبت العادات الامريكية على سكانها، وتبدأ احتفالات الأمريكيين في هذا اليوم من الصباح الباكر، ليراقبوا خروج فأر الأرض من جحره الصغير، بالإضافة إلى إلقاء الخطب وتناول الأطعمة المختلفة.

تختلف عادات الشعوب من بلد لآخر، ويرى البعض الغرابة في كثير من تلك العادات ولكن الغريب هنا، هو المعروف هناك والعكس صحيح، وتتميز العادات الامريكية بتنوعها، وامتيازها الشديد عن عادات الكثير من الشعوب الأخرى، وبالرغم من الانفتاح الهائل في أيامنا تلك، ولكن ما زال هنالك الكثير من نظرات الغرابة لتلك العادات الأصيلة.

شارك المقال مع أصدقائك!